🔵 الأستاذ نصر السيار باحث من عام 2011 في التأملات والطاقة و الريكي و الثيتا و التاروت

بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة مساهمة الأستاذ نصر السيار، باحث في التأملات والطاقة منذ 2011 شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لمفاهيم التأملا

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق

التأملات والطاقة والتنمية البشرية: قراءة نقدية في مدارس العصر الجديد

بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقةمساهمة الأستاذ نصر السيار، باحث في التأملات والطاقة منذ 2011

مقدمة

شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لمفاهيم التأملات، الطاقة، الريكي، الثيتا، التاروت، والتنمية البشرية في العالم العربي. كثير من هذه المفاهيم دخلت إلى مجتمعاتنا من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، الدورات التدريبية، وحتى بعض المؤسسات التعليمية. في هذا المقال، نستعرض رحلة الباحث الأستاذ نصر السيار مع هذه المفاهيم، ونقدم قراءة نقدية لأصولها، انتشارها، وأثرها على المجتمع.

بداية الرحلة: من كلمة "طاقة سلبية" إلى البحث المتعمق

بدأ اهتمام الأستاذ نصر السيار بموضوع الطاقة بملاحظة بسيطة في حياته اليومية. فقد لاحظ استخدام كلمة "طاقة سلبية" في الأحاديث العائلية، وهي كلمة لم تكن مألوفة في السياق العربي سوى في التحاليل أو الفيزياء. عندما سأل عن مصدر هذه الكلمة، اكتشف أنها انتقلت من بيئة العمل، حيث أصبحت تُستخدم لوصف الأشخاص أو العلاقات.

هذا الفضول دفعه للبحث في مفهوم الطاقة: ما مصدرها؟ كيف تُستمد وتُنشر؟ وهل هناك أساس علمي أو ديني لهذه المصطلحات المتداولة؟

اكتشاف "دين جديد": الطاقة كمنظومة فكرية

مع التعمق في البحث، اكتشف الأستاذ نصر أن ما يسمى بـ"الطاقة" ليس مجرد كلمة عابرة، بل هو منظومة فكرية متكاملة، أشبه بدين جديد وافد. كثير من ممارسي هذه المفاهيم يرفضون الإفصاح عن مصادر الطاقة التي يتحدثون عنها، بل يطالبون الآخرين "بتجربة" التأمل أو الريكي أو غيرها دون تقديم تفسير علمي أو منطقي.

حتى عند مناقشة المدربين أو الممارسين، غالبًا ما تكون الإجابات غامضة أو تعتمد على تجارب شخصية يصعب التحقق منها، مثل "الاتحاد بين الروح والجسد" أو "الشعور بالنعيم الخاص".

اليوغا: جذور دينية وأبعاد خفية

يؤكد الأستاذ نصر أن العديد من حركات اليوغا هي في الأصل طقوس دينية هندوسية، بل وبعضها يُنسب إلى عبادة الشياطين في المعتقدات الهندوسية. على سبيل المثال، "حركة المحارب" في اليوغا (فيرا بادرا) ترتبط باسم شيطان في الأساطير الهندوسية. كما أن كثيرًا من المدربين يرتدون عقودًا هندوسية (مالا) ويرددون عبارات أو يمارسون طقوسًا ذات دلالات دينية واضحة.

في الغرب، يكون المدربون أكثر صراحة، حيث لا يتردد بعضهم في السجود للأصنام أو التعبير عن الامتنان للآلهة الهندوسية، بينما في العالم العربي يتم تغليف هذه الممارسات بعبارات مثل "رياضة روحية" أو "تطوير الذات".

مفهوم "الامتنان": من الشكر لله إلى الامتنان للأشياء

لاحظ الأستاذ نصر انتشار مفهوم "الامتنان" في الدورات التدريبية وحتى في المدارس، حيث يُطلب من الطلاب الامتنان للأشياء مثل فنجان القهوة أو خزانة الملابس. بينما في الثقافة الإسلامية، يُعتبر الشكر والحمد لله هو الأساس، إلا أن مفهوم الامتنان كما يُروج له في مدارس الطاقة يتجاوز ذلك ليشمل الامتنان للهواء والماء والأشياء الجامدة، مما يثير تساؤلات حول جذور هذا المفهوم ودوافعه.

هجرة مدارس الطاقة والتنمية البشرية من الشرق إلى الغرب

يرى الأستاذ نصر أن مدارس الطاقة واليوغا انتقلت من الشرق إلى الغرب، ثم أعيد تصديرها إلى العالم العربي تحت مسميات جديدة مثل "التنمية البشرية" و"تطوير الذات". هذه المفاهيم تم تبنيها وتعديلها لتناسب المجتمعات الغربية، ثم انتشرت عالميًا عبر الدورات والكتب ومراكز التدريب.

ويشير إلى أن مصطلح "التنمية البشرية" نفسه تم اختطافه من معناه الأصلي (إعمار الدول بعد الحرب العالمية الثانية) ليصبح غطاءً لعلوم زائفة مثل التخاطر، التنويم المغناطيسي، وقصص "العقل الباطن".

"العقل الباطن": بين العلم والخرافة

من أكثر المفاهيم انتشارًا في التنمية البشرية هو "العقل الباطن"، والذي يُروج له على أنه مصدر غير محدود للقدرات والطاقة. يُستخدم عادة رسم الجبل الجليدي لتوضيح أن 90% من العقل مخفي وغير مستغل. إلا أن الدراسات العلمية الغربية الحديثة تعتبر هذا المفهوم خرافة لا أساس لها من الصحة، وتصفه بأنه من أكثر الأكاذيب انتشارًا عالميًا.

الجذور الثيوصوفية والماسونية

يربط الأستاذ نصر بين انتشار هذه الأفكار وبين الحركة الثيوصوفية (Theosophy)، والتي نشأت في روسيا ثم انتقلت إلى الهند وأعادت إحياء الديانة الهندوسية. كما يشير إلى أن كثيرًا من رواد التنمية الذاتية في العالم ينتمون إلى محافل ماسونية أو يحملون أفكارًا وثنية، وكان هدفهم الأساسي إحياء الديانات الوثنية ونشرها عالميًا تحت غطاء "تطوير الذات".

"الانتقال إلى الطور الإلهي": وهم أم حقيقة؟

من أخطر الأفكار المنتشرة في بعض دورات التنمية الذاتية هو مفهوم "الانتقال من الطور البشري إلى الطور الإلهي". بعض المدربين يروجون لفكرة أن الإنسان يمكنه أن يصبح "إلهًا صغيرًا" أو يمتلك صفات إلهية من خلال التأملات والطاقة. هذه الأفكار، وإن كانت تُعرض بشكل غير مباشر في العالم العربي، إلا أنها تُصرح بها بوضوح في الغرب.

التنمية الذاتية: دين جديد؟

في الغرب، تُصنف التنمية الذاتية أحيانًا كدين جديد (Self-Help Religion)، وتوضع كتبها في أقسام الديانات في المكتبات. بينما في العالم العربي، يُنظر إليها غالبًا كأداة لتحسين القدرات الشخصية والاجتماعية. لكن من يتعمق في هذه المدارس يكتشف أنها تحمل منظومة معتقدية وفلسفية كاملة، تتجاوز مجرد تطوير المهارات.

الوعي النقدي: كيف نحصن أنفسنا ومجتمعنا؟

يؤكد الأستاذ نصر أن مواجهة هذه الأفكار تتطلب وعيًا نقديًا، ومعرفة راسخة بالعلم والدين. كثير من المدربين يخلطون بين المفاهيم الدينية والعلمية، ويستخدمون نصوصًا دينية لتبرير أفكارهم، مما قد يسبب لبسًا لدى غير المتخصصين. لذا، من المهم أن يتولى النقاش مع هؤلاء من يمتلك العلم الكافي، وألا ينجر الناس وراء الشعارات البراقة دون تحقق.

الخلاصة

انتشار مفاهيم التأملات، الطاقة، التنمية البشرية، والعقل الباطن في العالم العربي ليس أمرًا عابرًا، بل هو جزء من منظومة فكرية عالمية تحمل في طياتها أبعادًا دينية وفلسفية عميقة. من المهم أن نميز بين ما هو علمي وما هو خرافي، وأن نحافظ على هويتنا الدينية والثقافية في مواجهة هذه الموجات الفكرية.

للمزيد من النقاشات والمواضيع حول التأملات والطاقة، تابعوا قناة سحر اليوغا والطاقة على يوتيوب.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك