🔵 الأستاذة تروث : عصر الدلو وممارسات التنجيم والأبراج والخرائط الفلكية

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ مفاهيم وممارسات التنجيم والأبراج والخرائط الفلكية، خاصة مع الحديث عن "عصر الدلو" وتزايد الاهتمام بالطاقة واليوغا

س
سحر اليوقا و الطاقة
نوفمبر 14,2025
5 دقائق
0

عصر الدلو وممارسات التنجيم والأبراج: رؤية نقدية

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل ملحوظ مفاهيم وممارسات التنجيم والأبراج والخرائط الفلكية، خاصة مع الحديث عن "عصر الدلو" وتزايد الاهتمام بالطاقة واليوغا. في هذا المقال، نستعرض هذه الظواهر من منظور نقدي، ونوضح مخاطرها الفكرية والدينية، ونناقش أسباب انجذاب البعض إليها، بالإضافة إلى الردود العلمية والدينية عليها.

ما هو عصر الدلو؟

يشير مصطلح "عصر الدلو" إلى فترة زمنية يعتقد بعض المنجمين والمهتمين بالطاقة أنها تحمل تغييرات كبرى في وعي الإنسان والمجتمع، ويربطونها بانتقال الشمس في دائرة الأبراج الفلكية إلى برج الدلو. يروج البعض لفكرة أن هذه المرحلة ستشهد "تنويراً" أو "صحوة روحية" للبشرية.

لكن عند التدقيق في هذه الادعاءات، نجد أنها تفتقر لأي أساس علمي أو ديني، وتعتمد غالباً على تفسيرات شخصية ورموز مبهمة لا يمكن التحقق منها.

التنجيم والأبراج: بين الخرافة والواقع

كيف تعمل الخرائط الفلكية؟

الخرائط الفلكية عبارة عن رسم يربط بين وقت ولادة الشخص ومواقع الكواكب والنجوم في السماء، ويزعم قارئوها أنهم يستطيعون من خلالها معرفة صفات الإنسان ومستقبله. لكن اللافت أن كل قارئ يقدم تفسيرات مختلفة، ما يدل على غياب أي منهجية علمية أو قواعد ثابتة.

على عكس العلوم التجريبية مثل الطب، حيث يتبع الأطباء منهجاً علمياً واضحاً، نجد أن المنجمين يختلفون في تفسيراتهم ولا يوجد بينهم اتفاق على نتائج أو قواعد محددة.

التنجيم والسحر

يرى كثير من العلماء أن التنجيم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسحر، بل ويعتبرونه من أقوى أنواع السحر. إذ يُعتقد أن الانشغال بقراءة الخرائط الفلكية والأبراج يفتح باباً للوساوس الشيطانية والحسد، ويعرض الإنسان لأذى نفسي وروحي.

نقد المفاهيم المرتبطة بالطاقة والكواكب

هل للكواكب تأثير على الإنسان؟

من المثير للاستغراب أن يعتقد البعض أن كوكباً يبعد عنا آلاف الأميال يمكن أن يتحكم في مصائرنا أو يحدد صفاتنا. فالله سبحانه وتعالى هو الخالق المدبر، وقد كرم الإنسان وفضله على كثير من خلقه، وجعل معيار التفاضل بين الناس هو التقوى وحسن الخلق، وليس تواريخ الميلاد أو مواقع الكواكب.

مفاهيم مغلوطة: الطاقة، الذكورة والأنوثة

يروج بعض المدربين لفكرة "طاقة الذكورة" و"طاقة الأنوثة"، ويضعون قواعد غريبة مثل ضرورة التمايل أثناء المشي أو طلب تفعيل الطاقة. هذه المفاهيم لا تستند إلى أي مرجع علمي أو ديني، بل هي اجتهادات شخصية قد تضر أكثر مما تنفع.

مخاطر التنجيم والأبراج

الشرك والابتعاد عن التوحيد

الانشغال بالأبراج والتنجيم قد يؤدي بالإنسان إلى الشرك بالله، لأن فيه اعترافاً بوجود مؤثرات أخرى غير الله تتحكم في حياته. فمجرد الاعتقاد بأن الكواكب أو الأبراج تؤثر على الإنسان هو نوع من الشرك، حتى لو كان ذلك من باب التسلية أو الفضول.

أثر نفسي سلبي

كثير ممن انغمسوا في هذه الممارسات شهدوا حالات من القلق والاكتئاب والشعور بالذنب، خاصة عند ربط كل مصيبة أو فشل بـ"ذبذبات الطاقة" أو "الكارما" أو "الجذب". هذه الأفكار تضع الإنسان في دائرة لوم الذات وتبعده عن الرضا بقضاء الله وقدره.

مفاهيم مغلوطة عن الابتلاء والكارما

من المؤسف أن بعض المدربين يفسرون الابتلاءات والمصائب بأنها "كارما" أو نتيجة أفعال سابقة، حتى وإن كانت المصيبة لطفل بريء! بينما يعلمنا الإسلام أن الابتلاءات اختبار من الله، وأن الصبر عليها يرفع درجات المؤمن ويقربه من الله، وليس عقوبة أو شماتة.

الرد العلمي والديني

لا أساس علمي للتنجيم

جميع الدراسات العلمية تؤكد أن مواقع الكواكب والنجوم لا علاقة لها بشخصية الإنسان أو مستقبله. فالعلم يعتمد على التجربة والبرهان، بينما التنجيم مبني على التخمين والتعميمات.

الإسلام والتنجيم

الإسلام يحذر من التنجيم ويدعو إلى التوكل على الله وحده. قال تعالى:"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو"(الأنعام: 59).كما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تصديق المنجمين، واعتبر ذلك من الكبائر.

معيار التفاضل بين الناس

في الإسلام، لا يوجد طبقات أو تمييز بين البشر بناءً على الأبراج أو الطاقة أو غيرها. المعيار الوحيد هو التقوى وحسن الخلق:"إن أكرمكم عند الله أتقاكم"(الحجرات: 13).

نصائح عملية

  • ابتعد عن قراءة الأبراج والتنجيم، حتى من باب التسلية.
  • لا تربط مصيرك أو صفاتك أو نجاحك بالفلك أو الطاقة، بل اعتمد على العمل الجاد والتوكل على الله.
  • تعامل مع المصائب والابتلاءات بالصبر والرضا، واستشعر أن كل شيء بقضاء الله وقدره.
  • لا تسمح لأحد أن يشعرك بالذنب أو النقص بسبب مفاهيم الطاقة أو الكارما.
  • استمد ثقتك من إيمانك بالله، وليس من تعظيم الذات أو الاعتماد على النفس فقط.

الخلاصة

عصر الدلو، التنجيم، الأبراج، الطاقة، الكارما... كلها مفاهيم انتشرت في عصرنا الحديث، لكنها تفتقر للأساس العلمي والديني، وتحمل في طياتها مخاطر فكرية ونفسية كبيرة. الطريق إلى السعادة والسكينة هو في التوكل على الله، والرضا بقضائه، والعمل الصالح، وليس في البحث عن إجابات في النجوم أو الأبراج أو الخرائط الفلكية.

احفظ نفسك وإيمانك، وكن على يقين أن الله وحده هو المدبر والمتحكم في مصيرك.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك