🔵 الأستاذة والمعلمة أمل با حطاب : مالذي يحصل لبناتنا ؟ المصيبة عظيمة

بقلم: الأستاذة أمل با حطاب **قناة سحر اليوغا والطاقة* في عصر تتسارع فيه التغييرات الفكرية والاجتماعية، يواجه مجتمعنا تحديات خطيرة تمس الأسرة والدين

س
سحر اليوقا و الطاقة
ديسمبر 21,2025
6 دقائق
0

ما الذي يحصل لبناتنا؟ المصيبة عظيمة

بقلم: الأستاذة أمل با حطاب**قناة سحر اليوغا والطاقة*

مقدمة

في عصر تتسارع فيه التغييرات الفكرية والاجتماعية، يواجه مجتمعنا تحديات خطيرة تمس الأسرة والدين والأخلاق. من أخطر هذه التحديات ما يسمى بـ"النسوية الطاقية" وانتشار مفاهيم مثل "قانون الاستحقاق"، التي بدأت تتسلل إلى عقول بناتنا وأبنائنا، وتهدد بنية الأسرة والمجتمع. فما هي حقيقة هذه الأفكار؟ وما أثرها على الدين، والعفة، والاستقرار الأسري؟

النسوية الطاقية وقانون الاستحقاق: مفاهيم مغلوطة

انتشرت في السنوات الأخيرة موجة من المدربين والمستشارين الذين يروجون لأفكار مثل "أحبي نفسك أولاً"، و"لا تقبلي بأقل مما تستحقين"، و"قانون التخلي"، وغيرها من الشعارات التي تبدو براقة في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الخطورة.

تروي إحدى القصص أن امرأة لجأت إلى مستشارة أسرية بسبب مشاكل مع زوجها، فكان الرد: "لا، لا تعودي إليه، أهم شيء أن تضحكي وتحبّي نفسك!" وتُستكمل النصيحة بأن كل إنسان سيتركك عاجلاً أم آجلاً، إما بالطلاق أو الموت أو حتى الزهايمر، فالأفضل أن تعيشي لنفسك فقط!

هذه الأفكار تزرع في المرأة شعوراً بالاستغناء عن الرجل والأسرة، وتدفعها للأنانية والانفصال العاطفي والاجتماعي، وتؤدي في النهاية إلى تفكك الأسر وضياع الأبناء.

خطورة التخلي عن الموروث الديني

عندما يرفض الإنسان الموروث الديني والأخلاقي، ويبحث عن السعادة والنجاح بطرق مبتدعة، فإنه يبتعد عن النبع الصافي الذي يضمن له الكرامة والحياة الطيبة. العقل وحده لا يكفي للوصول إلى الحق، بل لا بد من الوحي والشرع ليضيئا له الطريق.

الله سبحانه وتعالى بيّن لنا في القرآن والسنة منهج الحياة السليمة، وأمرنا بالتمسك بهما:

"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي."

عندما يُترك هذا المنهج، ويُستبدل بأفكار دخيلة مثل "الاستحقاق" و"الاستغفار لجلب الدنيا"، يصبح الإنسان عرضة للضياع والفتن، ويقع فريسة للشيطان وأهوائه.

أثر هذه الأفكار على الأسرة والمجتمع

الأفكار النسوية الطاقية لا تقتصر على تحريض المرأة ضد زوجها فقط، بل تدعوها أيضاً لترك أهلها وأبنائها وكل رجل في حياتها، بحجة الاستقلالية والاكتفاء الذاتي. والنتيجة: أسر مفككة، أبناء ضائعون، ومجتمع يفتقد للرحمة والتراحم.

بل وتصل الأمور إلى السخرية من المحاكم الشرعية، والاستخفاف بأحكام الدين، والدعوة إلى العصيان والتمرد على القيم الإسلامية، بحجة الحرية أو تحقيق الذات.

الحياء والعفة: أساس الإيمان والأخلاق

من أخطر ما يُحارب اليوم هو خلق الحياء والعفة. الحياء والإيمان قرينان؛ إذا رُفع أحدهما رُفع الآخر. الحياء من الله يمنع الإنسان من الوقوع في المعاصي، ويدفعه للستر والاحتشام، ويحميه من الانحراف.

قال النبي ﷺ:

"الحياء شعبة من الإيمان."

عندما تُسلب المرأة حياءها، وتُشجع على التبرج وخلع الحجاب، وتُغرس فيها فكرة أن الحياء ضعف أو تخلف، فإنها تفقد جزءاً كبيراً من إيمانها وأخلاقها، وتصبح فريسة سهلة للفتن.

الاستحقاق الحقيقي في القرآن: دروس وعبر

يُروج بعض المدربين لفكرة أن الإنسان "يستحق" كل شيء في الحياة، وأن عليه فقط أن يطلب ويركز على ما يريد ليحصل عليه. لكن القرآن الكريم يضرب لنا أمثلة واضحة على خطورة هذا الفكر:

  • قصة صاحب الجنتين: الذي ظن أنه يستحق النعيم، ونسب الفضل لنفسه، فدمرت جنته وأصبح يندم ويقول: "يا ليتني لم أشرك بربي أحداً".
  • قارون: قال "إنما أوتيته على علم عندي"، فخسف الله به وبداره الأرض.

أما سليمان عليه السلام، مع كل ما أُعطي من ملك وعلم، فقد قال:

"هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر."

الاستحقاق الحقيقي هو شكر الله على نعمه، والاعتراف بفضله، وليس الغرور أو نسبة النعم للنفس.

خطورة استغلال الدين للدنيا

من المؤسف أن بعض الناس أصبحوا يربطون العبادات بالدنيا فقط: يستغفرون ليحصلوا على المال، أو يصلون على النبي ﷺ لجلب الرزق، أو يقرؤون القرآن لتحقيق أحلامهم الدنيوية. بينما الأصل أن تكون العبادات خالصة لله، وأن نرضى بقضائه وقدره، وأن نصبر على البلاء.

قال تعالى:

"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين."

دعوة للوعي والعودة للأصل

على كل امرأة مسلمة أن تتقي الله في نفسها وأهلها، وأن لا تنخدع بهذه الأفكار الدخيلة التي تهدم الدين والأسرة والمجتمع. ديننا هو رأس مالنا الحقيقي، وسعادتنا في التمسك به، لا في تقليد الغرب أو اتباع مدربي الطاقة والتنمية البشرية دون وعي أو بصيرة.

قال النبي ﷺ:

"والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم."

خاتمة

المصيبة عظيمة، والخطر داهم. فلا بد من العودة إلى القرآن والسنة، وتربية أنفسنا وأبنائنا على الحياء والعفة، والتمسك بقيم الإسلام. علينا أن نكون على بصيرة، وأن نميز بين الحق والباطل، وألا نسمح للأفكار الدخيلة أن تفسد علينا ديننا ودنيانا.

اللهم ثبتنا على الحق، واحفظ أسرنا وبناتنا وأبناءنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

بقلم: الأستاذة أمل با حطاب**قناة سحر اليوغا والطاقة*

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك