🔵 الأستاذة / زوزو ( كيف يستدرجونكم مدربين الطاقة )
بقلم: الأستاذة زوزو قناة: سحر اليوغا والطاقة في عصرنا الحالي، انتشرت بقوة ما يُسمى بعلوم الطاقة وجلسات التنمية البشرية. يروج أصحاب هذه المجالات لأنفس
كيف يستدرجكم مدربو الطاقة: كشف الحيل والأساليب
بقلم: الأستاذة زوزو قناة: سحر اليوغا والطاقة
مقدمة: بوابة الطاقة نحو الوثنية
في عصرنا الحالي، انتشرت بقوة ما يُسمى بعلوم الطاقة وجلسات التنمية البشرية. يروج أصحاب هذه المجالات لأنفسهم على أنهم قادرون على تحسين حياة الإنسان وإعادة توازنه النفسي والروحي. لكن هل تساءلت يوماً عن جذور هذه الممارسات؟ الحقيقة أن هذه العلوم ليست سوى مدخل خفي لممارسات وثنية قديمة، تحمل في طياتها أبعاداً خطيرة بعيدة كل البعد عن تعاليم الأديان السماوية.
تُقدَّم هذه الممارسات في قالب عصري وجذاب، لكنها في جوهرها تعود إلى معتقدات وأساليب سحرية كانت تُستخدم للتواصل مع قوى غيبية مظلمة في حضارات مثل مصر القديمة والهند وبابل. في تلك الحضارات، كان يُعتقد بوجود قوة حيوية (كي أو تشي) تُستخدم للتواصل مع عالم الأرواح، وهو ما نهت عنه الأديان السماوية بشدة لأنه يفتح باباً للتواصل مع قوى شيطانية تُبعد الإنسان عن التوحيد.
خداع العصر الحديث: كيف يُسوّق مدربو الطاقة أنفسهم؟
مدربو الطاقة وجلسات التنمية البشرية اليوم ليسوا سوى قناع عصري لممارسات قديمة. يروجون لأنفسهم على أنهم يقدمون حلولاً لتحقيق السلام الداخلي وإطلاق الإمكانات الكامنة، لكنهم في الحقيقة يعتمدون على تقنيات التأمل الموجه والتخيلات التي تُدخل الإنسان في حالة من غياب الرقابة العقلية، مما يجعله عرضة لتأثيرات روحية سلبية.
التأثير النفسي والوهمي
تعتمد هذه الجلسات بشكل كبير على الإيحاء وتأثير البلاسيبو، فيشعر الإنسان بتحسن مؤقت، ثم يتحول هذا التحسن إلى اعتماد نفسي كامل على هذه الممارسات، كما لو أنها "جرعة" يحتاجها باستمرار، مما يُضعف إرادته ويجعله أسير أوهام لا أساس لها.
الخطر الديني
من منظور ديني، الاعتماد على قوى غير مرئية بدلاً من التوكل على الله يُعد شركاً صريحاً يُبعد الإنسان عن نور الإيمان ويغرقه في ظلمات الضلال.
كيف يستدرجونكم؟ أشهر الحيل والأساليب
مدربو الطاقة يستخدمون مجموعة من الحيل النفسية واللغوية لإقناع الناس بمعتقداتهم. فيما يلي أبرز هذه الحيل وكيفية الرد عليها:
1. الادعاء العلمي الزائف
يقولون: "علوم الطاقة مثبتة في فيزياء الكم".
الرد:هذه العلوم لا علاقة لها بالفيزياء ولا بعلم النفس، بل هي مجرد خرافات وأكاذيب لا تمت للعلم بصلة.
2. اتهامك بالرجعية
يقولون: "هذه علوم حديثة، لا تكوني رجعية في رفضها".
الرد:هذه الممارسات معتقدات دينية قديمة وليست حديثة، والعبرة دائماً بالإثبات العلمي وليس بالحداثة أو القِدم.
3. حجة التجربة الشخصية
يقولون: "جربي بنفسك، التجربة خير برهان".
الرد:التجربة الشخصية ليست دليلاً علمياً، خاصة إذا لم تكن تحت إشراف متخصص. هناك ما يُسمى بتأثير البلاسيبو الذي يجعل الإنسان يظن أنه استفاد بينما هو مجرد وهم.
4. عدم الحاجة للدليل العلمي
يقولون: "ليس كل شيء يحتاج لإثبات علمي، هل وجود الملائكة مثبت علمياً؟"
الرد:الإثبات يكون حسب نوع الادعاء: إذا كان شرعياً فالدليل من الكتاب والسنة، وإذا كان علمياً فالدليل من التجربة العلمية.
5. الاعتماد على العقل والشعور
يقولون: "عقلي دليلي، وما يرتاح له قلبي لا أحتاج فيه للمتخصص".
الرد:هناك العديد من المغالطات المنطقية والانحيازات الإدراكية التي تجعل العقل يخطئ في الحكم حتى لو بدا الأمر واضحاً.
6. القصص الشخصية كدليل
يقولون: "فلانة جربت جلسة طاقة وتحسنت حياتها".
الرد:القصص الشخصية ليست دليلاً علمياً، بل تدخل ضمن الأدلة القصصية التي لا يُعتد بها.
7. المصطلحات الغامضة
يقولون: "المشاعر لها ذبذبات، هناك طاقة إيجابية وسلبية، طاقة ملائكة وطاقات شيطانية".
الرد:عبء الإثبات على من يدعي، وليس عليك إثبات العكس. اطلب الدليل العلمي أو الشرعي.
8. خلط المصطلحات العلمية والدينية
يستعملون مصطلحات مثل: "رفع الذبذبات"، "تفعيل الشاكرات"، "الوعي الكوني"، ويخلطونها بآيات وأحاديث دينية.
الرد:اسأل عن تعريف هذه المصطلحات ومصدرها، واطلب دليلاً علمياً أو شرعياً واضحاً.
9. ادعاء التفوق الروحي
يقولون: "وعيُك منخفض، أنتِ لم تصلي بعد للوعي المطلوب".
الرد:الأفكار الصحيحة مفهومة للجميع، وليست حكراً على نخبة مستنيرة.
10. الضغط الزمني والعروض المحدودة
يقولون: "العرض سينتهي قريباً، ازربي!"
الرد:لا تتخذي قراراً تحت الضغط، وخذي وقتك للتفكير.
استراتيجيات الحوار مع مدربي الطاقة
- اطلبي دائماً تعريفات دقيقة:اسألي عن معنى "الطاقة"، "الذبذبات"، واطلبي مصادر علمية أو دينية موثوقة.
- حافظي على التفكير النقدي:لا تتخلي عن حقك في طلب الدليل والبرهان، وميزي بين الحق والباطل.
- لا تدخلي في جدال مفتوح:استخدمي أسلوب السؤال المعاكس، واجعلي الطرف الآخر يشرح ويفسر، حتى يتضح التناقض في كلامه.
- كوني هادئة وواثقة:لا تظهري الغضب أو الاستفزاز، فهذا يعطيهم اليد العليا في النقاش.
- استعملي مبدأ التناقض الداخلي:إذا ادعوا أن "الكون وعي"، اسأليهم: "من خلق الكون؟"إذا قالوا "الطاقة محايدة"، اسألي: "لماذا تستعملونها فقط للخير؟"
- حددي حدودك في الحوار:إذا لم يكن هناك احترام أو وضوح، أنهي الحوار فوراً.
رسائل مهمة في الختام
1. لمن يشعر بالحيرة أو عدم الارتياح
إذا وجدت نفسك في مكان أو مجموعة تشعرين فيها بعدم الارتياح أو الشك، استمعي لإحساسك وغادري فوراً. لا تبقي في مكان لا يتوافق مع قيمك ودينك.
2. لمن انجذب إلى علوم الطاقة
أنتِ حرة في اختيار ما تعتقدين، لكن لا تدمجي هذه الممارسات بالدين الإسلامي ولا تبرريها بآيات أو أحاديث. دافعي عن قناعاتك بعيداً عن الدين.
3. لمن يحاور أو ينصح الآخرين
لا تحتقر من وقع في هذه الممارسات، فقد يكونون ضحايا للجهل أو الحاجة لسماع كلمة طيبة. واجبنا النصح بالحسنى وبالبرهان العقلي والعلمي، وأن نحب لهم ما نحب لأنفسنا.
خلاصة: كلمة السر في خداع مدربي الطاقة
كل الحيل التي يستخدمها مدربو الطاقة قائمة علىالغموض. يستخدمون كلمات ومصطلحات مبهمة، يخلطون بين العلم والدين، ويضغطون على مشاعر الناس ونقاط ضعفهم. الحل هو الوضوح، طلب الدليل، وعدم التنازل عن التفكير النقدي.
"هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"دائماً اجعلوا هذا شعاركم في أي نقاش أو حوار حول هذه المواضيع.
نصيحة أخيرة
حصنوا أنفسكم بالقرآن والأذكار، وادخلوا أي حوار بنية إظهار الحق، وكونوا هادئين واثقين من أنفسكم. لا تسمحوا لأحد أن يضغط عليكم أو يستغل نقاط ضعفكم.
إذا لم تجدي دليلاً واضحاً، أو شعرتِ بالغموض وعدم الارتياح، فابتعدي فوراً. دينك وعقلك هما الحصن الحقيقي لكِ.