🔵 الأستاذة زوزو : الحب اللا مشروط وما الذي يحصل داخل هذه الكورسات من برمجيات وتعدي على ذات الله
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والكورسات التي تدور حول مفاهيم الطاقة، الوعي، والحب اللامشروط. هذه الدورات غالبًا ما تقدم نفسها على أنها
الحب اللامشروط: ما يحدث داخل كورسات الطاقة وبرمجياتها
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والكورسات التي تدور حول مفاهيم الطاقة، الوعي، والحب اللامشروط. هذه الدورات غالبًا ما تقدم نفسها على أنها طريق نحو السلام الداخلي والتطور الروحي، لكنها في الواقع تحمل أفكارًا ومعتقدات قد تتعارض مع المبادئ الدينية والأخلاقية التي نشأنا عليها. في هذا المقال، سنسلط الضوء على ما يجري داخل هذه الكورسات، ونكشف بعض المفاهيم الخطيرة التي يتم تمريرها للمشاركين، خاصة فيما يتعلق بفكرة "الحب اللامشروط" وعلاقتها بفهم الذات وفهم الله.
ما الذي يحدث داخل دورات الطاقة؟
الكثير من الناس يظنون أن دورات الطاقة مجرد تمارين استرخاء أو تأمل، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. في المستويات الأولى، يتم الحديث بلغة بسيطة وجذابة، حيث يُقال للمشاركين أن هذه الدورات ستقربهم من الله وتزيد من وعيهم وسعادتهم. لكن مع التقدم في المستويات، يبدأ المدربون في استخدام لغة مختلفة وأكثر جرأة، ويكشفون عن أفكارهم الحقيقية.
من بين هذه الأفكار:
- الوعي عدو الدين الأول:يتم الترويج لفكرة أن كلما ارتفع وعي الإنسان، كلما اكتشف حقيقة الله بطريقة مختلفة تمامًا عن ما تعلمناه منذ الصغر.
- إلغاء الخوف من الله:يُقال للمشاركين إنه يجب عليهم التخلص من فكرة الخوف من الله، لأن هذا الخوف يمنعهم من رؤية "نور الله" بوضوح.
- الله في داخلنا:يروج الطاقيون لفكرة أن الله ليس كيانًا منفصلًا عن الإنسان، بل هو موجود داخل كل فرد، وأننا "من روح الله" أو "نفخة من الله".
برمجيات خطيرة وتعدٍ على ذات الله
مع استمرار المتدرب في هذه الدورات، يبدأ المدربون في زرع أفكار خطيرة جدًا، منها:
- التشكيك في المفاهيم الدينية:مثل التساؤل: كيف يمكن أن يهتم الله، الذي خلق المجرات، بتفاصيل صغيرة في حياتنا؟ أو كيف يمكن أن يعذب الله الإنسان إلى الأبد رغم قصر عمره على الأرض؟
- إلغاء فكرة العقاب والجزاء:يتم الترويج لفكرة أن الله لا يعذب ولا ينتقم ولا يغضب، وأنه يجب علينا أن نراه فقط كـ"حب مطلق" بلا شروط.
- رفض العبادات والطقوس:يقال للمشاركين إن العبادات مثل الصلاة والصوم ليست ضرورية، وأن العبادة الحقيقية هي حالة من العشق والتأمل بين المخلوق والخالق، دون الحاجة لأي طقوس أو خضوع أو تذلل.
الحب اللامشروط: المفهوم الحقيقي أم فخ خطير؟
يتم تقديم "الحب اللامشروط" كأنه أسمى أنواع الحب، وأنه الطريق الوحيد للوصول إلى الله الحقيقي. لكن في الحقيقة، هذا المفهوم يُستخدم كأداة لزرع أفكار تتعارض مع العقيدة الإسلامية:
- الله يجب أن يحب الجميع بلا شروط:يُقال إن الله يجب أن يحب الإنسان مهما فعل من ذنوب ومعاصي، وأنه ليس من حقه أن يغضب أو يعاقب.
- تاليه الذات:في نهاية المطاف، تؤدي هذه الأفكار إلى تقديس الذات وجعلها مركز الكون، حيث يصبح الإنسان هو من يحدد الخير والشر، ويبتعد عن فكرة التوبة والرجوع إلى الله.
- إلغاء فكرة الصح والخطأ:يتم إلغاء فكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُقال إن المنفعة الشخصية هي المعيار الوحيد لتقييم الأفعال.
خطورة هذه المفاهيم على المجتمع والفرد
انتشار هذه الأفكار يؤدي إلى:
- ضعف الوازع الديني:إذ يفقد الإنسان شعوره بالحاجة إلى التوبة أو الخوف من عذاب الله.
- تقديس الذات والأنانية:حيث يصبح حب الذات هو الهدف الأسمى، ويتم تجاهل القيم الأخلاقية والدينية.
- تفكك الروابط الاجتماعية:لأن فكرة الحب اللامشروط تُستخدم لتبرير أي سلوك مهما كان، وتلغي فكرة المسؤولية تجاه الآخرين.
كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟
- التوعية:يجب أن نكون على وعي بما يُروج له في هذه الدورات، وأن نوضح لأبنائنا وأسرنا خطورة هذه الأفكار.
- التمسك بالعقيدة الصحيحة:العودة إلى مصادر الدين الصحيحة، وفهم أن الله عادل ورحيم، وأن العبادات لها دور أساسي في حياة المسلم.
- النقاش والحوار:فتح باب الحوار مع من تأثروا بهذه الأفكار، وتوضيح الفروق الجوهرية بينها وبين تعاليم الإسلام.
خاتمة
في الختام، يجب أن نكون حذرين من المفاهيم التي يتم ترويجها تحت مسميات براقة مثل "الحب اللامشروط" أو "الطاقة الإيجابية"، وأن نبحث دائمًا عن الحقيقة من مصادر موثوقة. فليس كل ما يقال في هذه الدورات بريئًا أو مفيدًا، بل قد يحمل في طياته أفكارًا خطيرة تضر بالدين والمجتمع.
الله المستعان، ونسأل الله أن يثبتنا على الحق ويحفظنا من كل ضلال.