🔵 التفريغ بالكتابة والرسم ( الدكتور يوسف مسلم )

**بقلم: الدكتور يوسف مسلم **قناة سحر اليوغا والطاقة في عالمنا المليء بالضغوطات اليومية، كثيرًا ما نبحث عن طرق فعّالة لتخفيف التوتر والقلق. يتساءل الك

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
4 دقائق

التفريغ بالكتابة والرسم: أدوات فعّالة لتخفيف التوتر والقلق

**بقلم: الدكتور يوسف مسلم**قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في عالمنا المليء بالضغوطات اليومية، كثيرًا ما نبحث عن طرق فعّالة لتخفيف التوتر والقلق. يتساءل الكثيرون: كيف يتعامل الأخصائيون النفسيون مع التوتر بعد يوم طويل من العمل؟ في هذا المقال، نستعرض تقنيات عملية يستخدمها الأخصائيون والمعالجون النفسيون، مثل التفريغ بالكتابة والرسم، ودورها في تهدئة النفس وتحسين الصحة النفسية.

لماذا نحتاج إلى عمل العين واليد معًا؟

من أهم الأساليب التي يُدرب عليها المعالجون النفسيون هي الأعمال التي تتطلب تفاعل العين واليد معًا، بالإضافة إلى التركيز الذهني. السبب في ذلك أن الدماغ عندما ينشغل بعمل يدوي أو بصري، يتشتت انتباهه عن مصدر القلق والتوتر، فينتقل التركيز إلى مهمة جديدة. هذا التحويل الذهني يساعد على الخروج من حالة التوتر أو على الأقل تخفيفها بشكل ملحوظ.

أمثلة على الأعمال اليدوية المهدئة

  • إصلاح الأشياء البسيطة:مثل فك البراغي أو تصليح الأدوات المنزلية.
  • الأشغال اليدوية:كالقص واللصق والتلوين، حيث ينشغل الشخص في تنفيذ أشكال أو تقليد نماذج معينة.
  • الألعاب الرياضية:مثل البولينج أو الجولف، التي تتطلب تركيزًا بين العين واليد. لهذا السبب يفضل الكثير من الأشخاص هذه الألعاب، لأنها تساعدهم على تحويل تركيزهم بعيدًا عن مصادر القلق.
  • مشاهدة شيء ممتع:حتى مشاهدة برنامج أو فيديو ممتع يتطلب تركيزًا ذهنيًا، مما يساهم في صفاء الذهن وتخفيف التوتر.

الرسم كوسيلة للتفريغ النفسي

الرسم ليس مجرد نشاط إبداعي، بل هو وسيلة فعّالة لتحويل التركيز الذهني من الهموم والأحزان إلى عالم الألوان والأشكال. عند الرسم، يحتاج الشخص إلى التفكير في التفاصيل الإبداعية، مما يجعله يبتعد عن مصادر القلق.

بعض الأشخاص يفضلون التعبير عن مشاعرهم بالرسم، فيرسمون أحزانهم وآلامهم، ويشعرون بنوع من التفريغ الداخلي. هذا التفريغ قد لا يكون علاجًا نهائيًا، لكنه يساهم في تهدئة النفس وتخفيف حدة المشاعر السلبية.

الكتابة: تفريغ أعمق للمشاعر

الكتابة تعتبر وسيلة أكثر قوة للتفريغ النفسي. عندما يكتب الشخص عن مشكلته أو ما يزعجه، يخرج الأمر من دائرة الأفكار إلى العالم الواقعي، فيصبح أكثر وضوحًا. كثيرًا ما نلاحظ أننا عندما نتحدث مع شخص قريب عن أمر يزعجنا، نكتشف أحيانًا أننا كنا نبالغ في تقدير حجم المشكلة، أو أنها ليست بتلك الخطورة التي كنا نتصورها.

الكتابة تساعدنا على رؤية الأمور بشكل أوضح، وتمنحنا فرصة لتحليل مشاعرنا وتقييمها بموضوعية. في بعض العلاجات النفسية، يُطلب من الشخص أن يكتب عن الحدث المؤلم بتفاصيله، ثم يقرأه مرارًا وتكرارًا حتى يفقد هذا الحدث تأثيره العاطفي القوي. مع التكرار، يصبح الحديث عن التجربة المؤلمة أمرًا عاديًا، وتخف حدة المشاعر السلبية المرتبطة بها.

كيف تغير الكتابة والرسم مشاعرنا؟

كلما عبّرنا عن مشاعرنا بالكلام أو الكتابة أو الرسم، نمنح أنفسنا فرصة لمراجعة الأحداث من منظور مختلف. مع الوقت والتكرار، يتغير شعورنا تجاه هذه الأحداث، وتصبح أقل إيلامًا. هذا لا يعني أن الكتابة أو الرسم علاج نهائي لجميع المشكلات النفسية، لكنها أدوات فعّالة لتهدئة النفس وتخفيف التوتر، ويمكن أن تكون جزءًا من خطة علاجية أشمل.

كلمة أخيرة

هناك العديد من النظريات النفسية التي تتناول موضوع اختيارنا لكيفية التعامل مع مشاعرنا، مثل نظرية الاختيار ونظريات المدارس السلوكية والمعرفية. لكل فرد طريقته الخاصة في التفريغ والتهدئة، لكن المهم هو أن نمنح أنفسنا الفرصة للتعبير عن مشاعرنا بطرق صحية، سواء عبر الكتابة، الرسم، أو حتى الحديث مع شخص مقرب.

في المرات القادمة، سنتناول نظريات نفسية أخرى بمزيد من التفصيل، ونستعرض أحدث التحديثات في هذا المجال.

**مارسوا الكتابة أو الرسم كوسيلة للتعبير عن مشاعركم، وستلاحظون الفرق في صفاء الذهن وراحة النفس.*

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك