التحذير من دورات "الأكسس بارز": حقيقة خطيرة خلف ستار التنمية البشرية
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل كبير في عالمنا العربي دورات وجلسات علاجية يروج لها مدربون تحت مسمى "الأكسس بارز" (Access Bars) وغيرها من تقنيات الطاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل كبير في عالمنا العربي دورات وجلسات علاجية يروج لها مدربون تحت مسمى "الأكسس بارز" (Access Bars) وغيرها من تقنيات الطاقة والتنمية البشرية. يدعي مروجوها أنها تساعد على التخلص من الأمراض النفسية والعضوية، وجلب المال، والسعادة، والحظ، وغير ذلك من الوعود البراقة. لكن ما حقيقة هذه الدورات؟ وما مدى خطورتها على العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية؟
بداية القصة: من أين جاءت هذه الدورات؟
بعد أن تم فضح هذه الممارسات في الغرب واعتبارها خرافات لا أساس لها من الصحة، بدأت تنتقل إلى العالم الإسلامي، مستغلة جهل بعض الناس وتقليدهم الأعمى للغرب. للأسف، يتم تسويقها تحت غطاء العلم والتنمية البشرية، في حين أنها في حقيقتها ليست سوى نوع من أنواع السحر وتحضير الأرواح والتعامل مع الجن، وهو ما يتعارض تماماً مع تعاليم الإسلام وكثير من الديانات السماوية الأخرى.
كيف تعمل هذه الجلسات؟
من أشهر تقنيات هذه الدورات ما يسمى بجلسة "الأكسس بارز"، حيث يقوم الممارس بالضغط ببطء على 32 نقطة في رأس المتلقي، بزعم أن كل نقطة تفتح مساراً طاقياً يسمح بتدمير المعتقدات والأفكار السلبية. لكن في الواقع، ما يتم هدمه هو القيم الدينية والضوابط الشرعية والقيم الأخلاقية للفرد، واستبدالها بأفكار منحرفة وعقائد فاسدة تدعو إلى التحرر من العبودية لله عز وجل.
طقوس وتعويذات غامضة
من أخطر ما في هذه الدورات استخدام ما يسمى بـ"جمل التوضيح" أو "جمل التنظيف" أو حتى "العصا السحرية"، وهي تعويذات سحرية يتم ترديدها بلغات أجنبية دون فهم معناها. يُطلب من المتدربين تكرار هذه الجمل مرات عديدة، بزعم أنها تفتح لهم كل الاحتمالات وتحقق لهم الأمنيات، مع التأكيد على عدم محاولة فهم معناها. هذا الأسلوب يشبه تماماً ما يقوم به السحرة والدجالون من ترديد طلاسم مجهولة المعنى لاستدعاء قوى غيبية.
حقيقة الجمل السحرية
عند البحث في أصل هذه الجمل، نجد أنها مأخوذة من نصوص طويلة مليئة بالعبارات الشركية مثل: "أنا نور العالم"، "أنا أخلق واقعي"، "أنا متصل بالوعي الكلي"، وغيرها من العبارات التي تزرع في عقل المتلقي فكرة أنه إله صغير يمكنه التحكم في الكون وتغيير الأقدار، وهو ما يُعرف بعقيدة وحدة الوجود – أخطر عقيدة إلحادية عرفها التاريخ.
من يقف خلف الأكسس بارز؟
مؤسس هذه التقنية هو جاري دوجلاس، والذي صرح بنفسه أن هدف الأكسس بارز هو "خلق عالم من الوعي والوحدانية"، أي وحدة الوجود، وهي عقيدة كفرية تساوي بين الخالق والمخلوق. كما أن مساعده داين هير يؤكد أن الهدف هو الوصول إلى "وحدة الوجود". وكلاهما معروفان بانتمائهما لحركات العصر الجديد (New Age) التي تروج للإلحاد الروحي.
خطر على الأطفال والمجتمع
من المؤسف أن بعض المدربين العرب يروجون لهذه الدورات دون ذكر حقيقتها، بدافع الطمع في المال والشهرة، ويستهدفون النساء والأطفال بشكل خاص. بل وصل الأمر إلى أن بعض الأمهات يدخلن أطفالهن في هذه الجلسات، دون إدراك لخطورتها على عقيدة الطفل ونفسيته.
لماذا يشعر البعض بنتائج "مبهرة"؟
قد يقول البعض: "لقد جربت الأكسس بارز وشعرت براحة وسعادة وتحققت لي أمنيات!" لكن الحقيقة أن هذه المشاعر ليست سوى خداع مؤقت من الشيطان ليوقع الإنسان في الشرك والكفر، كما حدث مع زينب زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما عندما شعرت بتحسن بعد ارتداء تميمة سحرية، فأخبرها زوجها أن ذلك من عمل الشيطان.
التشابه بين التعويذات السحرية والرقية الشرعية
يحاول بعض المدربين تشبيه جمل الأكسس بارز بالرقية الشرعية أو الاستغفار، لكن الفارق كبير جداً. الرقية الشرعية تكون بآيات واضحة من القرآن الكريم أو السنة النبوية، أما تعويذات الأكسس بارز فهي جمل وطلاسم مجهولة المعنى، لا يعرف حقيقتها إلا من وضعها، وغالباً ما تكون موجهة لاستدعاء الأرواح والكيانات الشيطانية.
كيف تحمي نفسك وأسرتك؟
- الوعي بخطورة هذه الدورات: لا تنخدعوا بالمظاهر العلمية أو الوعود البراقة.
- التمسك بالعقيدة الصحيحة: حافظوا على أذكاركم وصلاتكم وابتعدوا عن كل ما يخالف تعاليم الإسلام.
- تحذير الأبناء والأقارب: لا تسمحوا لأحد بإدخال أطفالكم أو أنفسكم في هذه الدورات المشبوهة.
- الرجوع للعلماء الثقات: استشيروا أهل العلم في أي أمر يخص العقيدة أو العلاج الروحي.
الخلاصة
إن الأكسس بارز وما شابهها من تقنيات الطاقة والتنمية البشرية الزائفة ليست سوى ستار خادع يخفي وراءه عقائد باطلة وممارسات سحرية خطيرة. لا تدعوا أنفسكم أو أبناءكم فريسة لهذه الدعاوى الكاذبة. واعلموا أن السعادة والراحة والنجاح الحقيقي لا تأتي إلا من التوكل على الله واتباع شرعه، وليس من ترديد طلاسم لا معنى لها.
حفظكم الله من كل شر، وبارك لكم في دينكم ودنياكم.
https://www.youtube.com/watch?v=h6gkcViysC0