التحذير من العلاج بالطاقه و"الأكسس بارز": حقائق، مخاطر، وتجارب واقعية
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ممارسات العلاج بالطاقة، وعلى رأسها تقنية "الأكسس بارز" (Access Bars)، بين المجتمعات العربية. يروج لهذه التقنيات ع
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع ممارسات العلاج بالطاقة، وعلى رأسها تقنية "الأكسس بارز" (Access Bars)، بين المجتمعات العربية. يروج لهذه التقنيات على أنها طرق علاجية طبيعية أو علمية تساعد على تحسين الصحة النفسية والجسدية، بل وتقدم أحياناً كحلول لمشكلات معقدة مثل التوحد وفرط الحركة عند الأطفال. لكن ما حقيقة هذه الممارسات؟ وما هي أبعادها الخفية؟ وهل هناك مخاطر دينية وصحية وراءها؟ في هذا المقال، نستعرض آراء وتجارب مجموعة من المختصين والمهتمين، ونوضح أهم النقاط التي يجب الانتباه إليها.
ما هو "الأكسس بارز"؟
"الأكسس بارز" هو أحد أساليب العلاج بالطاقة التي تعتمد على الضغط على نقاط معينة في الرأس، مع ترديد عبارات أو "تعويذات" محددة. يدّعي مروجوها أن هذه الجلسات تساعد على تحرير الطاقات السلبية وتحسين الحالة النفسية والجسدية للفرد.
يتم تقديم "الأكسس بارز" في دورات تدريبية، وغالباً ما يُستهدف الأطفال والأمهات الباحثات عن حلول لمشاكل أبنائهن مثل التوحد وفرط الحركة. في بعض الحالات، تُمنح شهادات للأطفال المشاركين، مما يعطيهم شعوراً بالإنجاز ويشجعهم على تكرار التجربة.
حقيقة "الأكسس بارز" من مصادرها الأصلية
من المهم العودة إلى المصادر الأصلية لفهم حقيقة هذه الممارسة. مؤسس التقنية، جاري دوغلاس، صرح بنفسه في مقابلاته وعلى موقعه الرسمي أن أصل التقنية جاء عبر تواصل مع كيان يُدعى "جريجوري راسبوتين"، وهو شخصية معروفة في التاريخ الروسي بارتباطها بالسحر والشعوذة. ويؤكد دوغلاس أن ما يُسمى "تعويذة الأكسس" هي جزء أساسي من الجلسة، ولا يمكن الاستغناء عنها.
هذا التصريح يوضح أن التقنية ليست علاجاً علمياً أو طبياً كما يروج لها بعض المدربين العرب، بل هي ممارسة روحية ذات جذور في استحضار الأرواح أو التعامل مع كيانات غير مرئية.
التلاعب بالمصطلحات والتسويق الخادع
لاحظ الكثير من المشاركين في هذه الجلسات أن المدربين العرب غالباً ما يحاولون تغيير أو "تعريب" المصطلحات، وتقديم التقنية بعبارات مطمئنة مثل "الطب البديل" أو "تقنيات الاسترخاء"، ويتجنبون ذكر حقيقتها الروحية أو السحرية. كما يتم إقناع المشاركين بأن ترديد التعويذات مجرد "نية طيبة" أو "عبارات إيجابية"، في حين أن أصلها مرتبط بطقوس استحضار الشياطين أو الكيانات الغيبية.
مخاطر صحية ونفسية: تجارب واقعية
أفاد العديد ممن خاضوا تجربة "الأكسس بارز" أو غيرها من علاجات الطاقة، بظهور أعراض جسدية ونفسية خطيرة، مثل:
- اضطرابات في الرؤية (مثل أعراض انفصال الشبكية دون سبب طبي واضح).
- اضطرابات في المعادن أو الهرمونات بالجسم.
- تدهور في بعض الأمراض المزمنة مثل البهاق أو التصلب اللويحي بعد فترة من التحسن المؤقت.
- ظهور أفكار غريبة أو مشاعر انفصال عن الواقع.
- زيادة الشكوك والتساؤلات حول القيم الدينية والاجتماعية، خاصة بعد جلسات "نسف المعتقدات".
كما لاحظت بعض الأمهات أن أطفالهن تعرضوا لتغيرات سلوكية سلبية بعد المشاركة في هذه الجلسات، رغم الوعود بتحسن حالتهم.
البُعد الديني والعقائدي
أجمع المتداخلون أن أخطر ما في هذه الممارسات هو البعد العقائدي. فتعويذات الأكسس بارز، بحسب نصوصها الأصلية، تهدف إلى "نسف" المعتقدات والقيم الراسخة لدى الإنسان، بما في ذلك القيم الدينية والأخلاقية. في بعض الجلسات، يُطلب من المشاركين السماح "بنسف" معتقداتهم حول المال أو الجنس أو غيرها من القضايا الجوهرية، دون تقديم بديل سوى "التحرر" و"الانفتاح"، ما يفتح الباب أمام الشكوك والانحرافات.
كما أن الاعتماد على التعويذات والكيانات الغيبية يُعد من الشركيات في العقيدة الإسلامية، ويحذر العلماء من الوقوع فيه، لما فيه من استعانة بغير الله وتعلق بالشياطين.
التشابه مع السحر والشعوذة
أشار العديد من المشاركين إلى التشابه الكبير بين ممارسات الأكسس بارز وطقوس السحر التقليدي، مثل:
- استخدام تعويذات أو "مانترا" بلغات غير مفهومة.
- استحضار كيانات أو "أبعاد" غيبية أثناء الجلسة.
- اشتراط تكرار الجلسات وعدم الاكتفاء بواحدة.
- منع ذكر الله أو قراءة الأذكار أثناء الجلسة، واستبدالها بترديد عبارات خاصة.
تسويق الأوهام واستغلال الضعفاء
من أخطر ما لوحظ في انتشار هذه الممارسات هو استهداف الفئات الضعيفة، خاصة الأمهات الباحثات عن علاج لأطفالهن، أو المرضى الذين فقدوا الأمل في الطب التقليدي. يتم إقناعهم أن الشفاء مضمون أو أن التحسن السريع دليل على فعالية التقنية، في حين أن التحسن المؤقت قد يكون نتيجة استدراج شيطاني، كما حذر بعض المختصين.
علم الفراسة: علم أم كهانه؟
ناقش المتداخلون أيضاً موضوع "علم الفراسة" وتحليل الشخصية من خلال الوجه أو الصوت أو الخط، وأجمعوا أنه ليس علماً دقيقاً أو معترفاً به أكاديمياً، بل هو أقرب إلى الكهانة والتنجيم، وقد يكون مدخلاً للتلبس الشيطاني أو الاستدراج الروحي. وحذروا من الاعتماد عليه في اتخاذ قرارات مصيرية مثل الزواج أو الشراكة، أو حتى في التشخيص النفسي أو الجسدي.
نصائح وتوصيات عملية
- لا تنخدعوا بالمصطلحات العلمية أو التسويق البراق: تحققوا من مصادر أي تقنية علاجية جديدة، واطلعوا على أصلها وفلسفتها.
- احذروا من حضور جلسات العلاج بالطاقة، خاصة للأطفال: لا تعرضوا أبناءكم لتجارب غير آمنة أو غير مثبتة علمياً.
- طالبوا بالدليل دائماً: لا تقبلوا أي ادعاء دون دليل علمي موثوق أو سند شرعي صحيح.
- استعينوا بالله وحده: في مواجهة المرض أو الضيق النفسي، التزموا بالدعاء والرقية الشرعية، وراجعوا المختصين في الطب أو الصحة النفسية.
- لا ترسلوا صوركم أو بياناتكم لأي شخص يدعي الفراسة أو التحليل عن بعد: فقد يكون ذلك مدخلاً للاستغلال أو التلبس الروحي.
- انشروا الوعي بين الأهل والأصدقاء: خاصة الأمهات وأولياء الأمور، حول مخاطر هذه الممارسات.
الخلاصة
العلاج بالطاقة وتقنيات مثل "الأكسس بارز" ليست علماً ولا طباً، بل هي ممارسات ذات جذور روحية مشبوهة، قد تؤدي إلى أضرار صحية ونفسية وعقائدية خطيرة. لا تنخدعوا بالدعاية ولا تغامروا بصحتكم أو دينكم. التوعية والرجوع إلى المصادر الموثوقة هما خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الظواهر.
شاركوا هذا المقال مع من يهمكم أمرهم، وساهموا في نشر الوعي والتحذير من مخاطر العلاج بالطاقة وممارسات الأكسس بارز.
لأي استفسار أو مشاركة تجربة، يرجى ترك تعليقكم أو التواصل مع المختصين عبر القنوات الموثوقة.
https://www.youtube.com/watch?v=OCCky2ueF-w