اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

التحذير من مفاهيم الطاقة والروحانيات الحديثة: رؤية نقدية من تجارب واقعية

في السنوات الأخيرة، انتشرت في المجتمعات العربية مفاهيم جديدة تحت مسميات مثل "علوم الطاقة"، "تفعيل أسماء الله الحسنى"، "طاقة الأنوثة"، "الرحم المقدس"،

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت في المجتمعات العربية مفاهيم جديدة تحت مسميات مثل "علوم الطاقة"، "تفعيل أسماء الله الحسنى"، "طاقة الأنوثة"، "الرحم المقدس"، وغيرها من المصطلحات التي تبدو في ظاهرها تنمية للذات أو بحث عن السعادة والسلام الداخلي. ولكن خلف هذه العناوين البراقة، يكمن خطر كبير يهدد العقيدة، ويؤثر سلباً على الصحة النفسية والاجتماعية، كما يروي ذلك عدد من الأشخاص الذين خاضوا هذه التجارب وخرجوا منها بتجارب ودروس عميقة.

بداية الحديث: الشكر والدعوة للحوار

افتتح اللقاء بشكر الحضور والداعمين، والتأكيد على أهمية الحوار وتبادل التجارب والأسئلة حول هذه المواضيع الحساسة. كان الهدف الأساسي هو رفع الوعي، وتقديم نصائح عملية لكل من مر أو يمر بتجربة مشابهة.

شجاعة الاعتراف بالخطأ وتصحيح المسار

من أبرز النقاط التي تم تناولها، شجاعة بعض الأشخاص في الاعتراف بأنهم كانوا مخدوعين بمفاهيم الطاقة والتنمية البشرية الزائفة، وأنهم عادوا إلى الطريق الصحيح بعد أن اكتشفوا حقيقة هذه العلوم. فليس من العيب أن يخطئ الإنسان، ولكن العيب أن يستمر في الخطأ رغم وضوح الحقيقة. وأكد المتحدثون أن المسؤولية مضاعفة على من له متابعين أو تأثير في الناس، إذ يجب عليه مراجعة أفكاره وتصحيحها علناً حتى لا يضلل غيره.

تفعيل أسماء الله الحسنى: تحذير من الانحراف العقدي

أحد أخطر الاتجاهات الحديثة هو ما يسمى "تفعيل طاقة أسماء الله الحسنى"، حيث يتم تحويل أسماء الله وصفاته إلى تمائم أو أدوات لتحقيق الأماني، بعيداً عن الفهم الشرعي الصحيح. هذا الأمر يدخل في باب الشرك، لأنه يتضمن الاستعانة بغير الله أو الاعتقاد أن للأسماء بذاتها قوة خارقة مستقلة، وهو ما لم يرد في القرآن أو السنة، بل هو من مداخل السحر والشعوذة.

ملخص سريع لمفهوم "تفعيل أسماء الله الحسنى"

يتمثل هذا الاتجاه في تحويل أسماء الله الحسنى من صفات إلهية إلى أدوات أو طلاسم يُعتقد أنها تحقق المطالب دون الرجوع إلى الله، وهو انحراف خطير يجب الحذر منه.

طاقة الأنوثة و"الرحم المقدس": فلسفات دخيلة وخطر على القيم

انتشرت كذلك مفاهيم مثل "طاقة الأنوثة" و"الرحم المقدس"، والتي تدعو المرأة إلى التحرر من الحياء والخجل، وتروج لفكرة أن الأنوثة قوة جذب واحتضان، وأن على المرأة التخلص من كل ما ورثته من قيم الحياء أو العار. هذه الفلسفات مستوردة من حركات العصر الجديد (New Age) ومن معتقدات باطنية قديمة مثل عبادات الإلهات الوثنية كإيزيس وأفروديت.

مخاطر هذه الفلسفات

  • ضرب الإيمان والفطرة: الإيمان بأن للأنوثة طاقة مستقلة يقود إلى الاعتقاد بوحدة الوجود أو ثنائية الطاقة (ذكورة/أنوثة)، وهي معتقدات باطنية مخالفة للتوحيد.
  • تفكيك الأسرة: الترويج لاستقلالية المرأة المطلقة بعيداً عن الأسرة، مما يؤدي إلى تفتيت الروابط الأسرية والاجتماعية.
  • مشكلات صحية ونفسية: كثير من النساء اللاتي خضن تجارب "تفعيل الرحم المقدس" أو "تنظيف الرحم" عانين من اضطرابات هرمونية، فقدان الحياء، التمرد على القيم، بل ووصل الأمر إلى التأثر بأفكار سحرية وشعوذة.

أثر الممارسات الطاقية على الصحة النفسية والجسدية

أشارت عدة شهادات إلى أن ممارسات الطاقة (مثل الريكي، الشاكرات، التأملات الباطنية) تؤدي إلى اضطرابات هرمونية، مشاكل في الإنجاب، فقدان الحياء، تغيرات سلوكية سلبية، بل وأحياناً حالات من المس أو الوساوس الشيطانية. وبيّن المتخصصون أن هذه الممارسات تشتغل فعلياً على الغدد الصماء والجهاز العصبي، مما يخل بتوازن الإنسان النفسي والجسدي.

خطر الاستهانة بالدين والأنبياء

من الظواهر الخطيرة التي لاحظها من خاضوا هذه التجارب، أن المبالغة في تكرار الأذكار أو أسماء الله بطريقة غير شرعية، أو دمجها مع الموسيقى والتأملات، يقود تدريجياً إلى الاستهانة بآيات الله والأنبياء، بل والتجرؤ على تفسير تصرفاتهم أو الاعتراض على حكمة الله. وهذا من أخطر ما يمكن أن يصل إليه الإنسان، لأن الأدب مع الله ورسله أصل من أصول الإيمان.

خداع المدربين ومسوقي الطاقة

حذر المشاركون من أن كثيراً من مدربي الطاقة والتنمية البشرية يروجون لأنفسهم بأنهم يعيشون حياة مثالية ويمتلكون أموالاً طائلة، بينما الحقيقة أن كثيراً منهم يعانون من مشاكل نفسية ومالية واجتماعية، ويكذبون على الناس لجذب المزيد من الضحايا. كما أن هذه الدورات غالباً ما تؤدي إلى الإدمان على حضور المزيد منها، دون تحقيق أي هدف حقيقي، بل على العكس، تزيد من الضياع وفقدان البوصلة.

العلاقة بين هذه الممارسات وعبادة الشيطان

تم الربط بين بعض مفاهيم الطاقة والتنمية البشرية الحديثة وبين فلسفات عبدة الشيطان، حيث يتم التركيز على إطلاق الشهوات، تقديس الذات، التحرر من القيم، ونبذ فكرة الخطأ أو الذنب. هذه الفلسفات تدعو الإنسان إلى أن يكون إله نفسه، وأن يتبع هواه بلا ضوابط، وهو ما يتعارض كلياً مع تعاليم الإسلام.

نصائح عملية للوقاية والحماية

  • الرجوع للعلم الشرعي: التمسك بالقرآن والسنة وفهم الصحابة، وعدم الانجرار وراء كل جديد دون تحقق.
  • التحصين بالذكر والدعاء: المداومة على الأذكار الشرعية، وعدم تجربة أي ممارسة روحية أو طاقية مشبوهة.
  • الحذر من المدربين والدعايات الكاذبة: لا تصدق كل من يدعي القدرة على حل مشاكلك أو تحقيق أحلامك بطرق غامضة أو غير شرعية.
  • الحوار بالحكمة والرحمة: إذا كان لديك قريب أو صديق منجرف في هذه الممارسات، فحاول نصحه بلطف وصبر، ولا تيأس من هدايته.
  • احترام حدود الأدب مع الله والأنبياء: لا تفسر آيات الله أو تصرفات الأنبياء من عقلك أو من منطلقات نفسية أو فلسفية دخيلة.

خلاصة

إن انتشار مفاهيم الطاقة والتنمية البشرية الباطنية يمثل تحدياً كبيراً للعقيدة والقيم في مجتمعاتنا. الواجب على كل فرد أن يكون واعياً، وأن يتحقق من كل ما يعرض عليه من أفكار أو دورات أو ممارسات، وألا ينجرف وراء الدعايات البراقة التي تخفي وراءها شركاً أو سحراً أو ضياعاً نفسياً واجتماعياً. العودة إلى الله والتمسك بالعلم الشرعي هو السبيل الوحيد للنجاة في هذا العصر المليء بالفتن والشبهات.

ملاحظة: هذا المقال مبني على شهادات وتجارب واقعية لأشخاص خاضوا هذه الممارسات ثم عادوا إلى الطريق الصحيح، وهو دعوة مفتوحة للحوار الواعي والنقد البناء لكل ما يعرض علينا من أفكار جديدة.

https://www.youtube.com/watch?v=PX1NH6X5TFk

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك