🔵 ( الثيتا أنت والخالق ) مداخلات ومشاركات الضيوف
قناة: سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من التقنيات والممارسات الروحية التي تدّعي القدرة على تطوير الإنسان روحياً ونفسياً، ومن أشه
الثيتا أنت والخالق: مناقشة نقدية حول تقنيات الطاقة والوعي الروحي
قناة: سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من التقنيات والممارسات الروحية التي تدّعي القدرة على تطوير الإنسان روحياً ونفسياً، ومن أشهرها ما يُعرف بـ"تقنية الثيتا هيلينغ" أو "الثيتا أنت والخالق". في هذا المقال، نستعرض أهم النقاط التي ناقشها ضيوف قناة "سحر اليوغا والطاقة" حول هذه الممارسات، ونحللها من منظور علمي وديني، مع التركيز على المخاطر الفكرية والعقدية المرتبطة بها.
ما هي تقنية الثيتا هيلينغ؟
تقنية الثيتا هيلينغ هي إحدى طرق العلاج بالطاقة، تعتمد على التأمل والدخول في موجات دماغية يُعتقد أنها تُمكّن الإنسان من التواصل مع "الخالق" أو "الطاقة العليا". يروج ممارسوها لفكرة أن الإنسان يمكنه شفاء نفسه والآخرين عبر جلسات تأمل خاصة، وتنزيل مشاعر وقيم إيجابية مباشرة من "الخالق".
كيف تُقدّم هذه التقنية؟
- جلسات تأمل جماعية أو فردية.
- التمييز بين "الأنا العليا" و"الخالق".
- إدعاء وجود تواصل مباشر مع الخالق أو كائنات نورانية.
- استخدام مصطلحات مثل "العائلة الروحية"، "تنزيلات"، "الشاكرات".
النقد العلمي والديني لتقنية الثيتا
1.غياب الدليل العلمي
- لا توجد أبحاث علمية موثوقة تثبت فعالية هذه التقنية في الشفاء أو تطوير الذات.
- كثير من المفاهيم مثل "الشاكرات" و"الطاقة الكونية" غير قابلة للقياس أو الملاحظة العلمية.
- الاعتماد على التجربة الشخصية أو القصص الفردية لا يُعد دليلاً علمياً.
2.مخاطر عقدية ودينية
- ادعاء التواصل مع الخالق:في العقيدة الإسلامية، لا يوجد وسيط بين العبد وربه، والدعاء والتواصل مع الله يتم مباشرة دون الحاجة لتقنيات أو وسطاء.
- الخلط بين الأنا العليا والخالق:هذا المفهوم يُعد من الشركيات، لأنه يساوي بين الذات الإلهية وذوات البشر أو الأرواح.
- استحضار الأرواح أو التعامل مع الجن:يُحذر الشرع الإسلامي من أي محاولة للتواصل مع الجن أو الأرواح، ويعتبرها من المحرمات، لما فيها من استدراج شيطاني وخطر على العقيدة.
- مصطلحات دخيلة:مثل "الشاكرات" و"العائلة الروحية" و"تنزيلات القيم"، كلها مستوردة من فلسفات شرقية باطنية، ولا أصل لها في الإسلام.
3.الاستغلال التجاري والنفسي
- غالباً ما تُقدّم هذه الدورات مقابل مبالغ مالية كبيرة، مع وعود براقة بالشفاء والسعادة والثراء.
- يتم استدراج الأشخاص عبر اللعب على مشاعرهم وحاجتهم للأمل والتغيير.
- بعض الممارسين يروجون لفكرة أن النجاح الروحي أو المادي مرهون بعدد الدورات أو المستويات التي يجتازها الفرد.
شهادات وتجارب واقعية
شارك في النقاش عدد من الضيوف الذين خاضوا تجارب شخصية مع هذه التقنيات، وأكدوا على ما يلي:
- الخداع في مفهوم "العائلة الروحية":حيث يشعر المتدربون بأنهم منبوذون من عائلاتهم الحقيقية ويجدون الانتماء في "العائلة الروحية" المزعومة، مما يؤدي للعزلة والانفصال عن المجتمع.
- النتائج الوهمية:كثير من الحالات لم تحقق أي نتائج حقيقية، بل تعرض البعض لانتكاسات نفسية أو مادية.
- الاستدراج عبر القصص:يُستخدم أسلوب السرد القصصي لجذب المتابعين وإقناعهم بفاعلية التقنية، رغم غياب الدليل.
- التلاعب بالمصطلحات:يتم تعريب مصطلحات أجنبية أو باطنية وتقديمها كأنها جزء من التراث أو العلم الحديث.
الردود الشرعية والعلمية
1.منهج البحث عن الدليل
- يجب على المسلم أن يطلب الدليل من القرآن والسنة وأقوال العلماء في كل أمر جديد يُعرض عليه.
- كل ما يخالف العقيدة أو يعتمد على الغيب دون دليل شرعي، يجب الحذر منه ورفضه.
2.التحذير من البدع والشركيات
- كل ممارسة روحية أو علاجية لا أصل لها في الدين وتحتوي على شرك أو استعانة بغير الله، فهي باطلة ومحرمة.
- لا يجوز للمسلم أن ينجرف وراء الدعايات أو القصص دون تحقق وتثبت.
3.خطورة استحضار الأرواح أو التعامل مع الجن
- لا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يبيح استحضار الأرواح أو التعامل مع الجن لأي غرض كان.
- حتى لو ادعى الجن الإسلام أو الصلاح، لا يجوز الاستعانة بهم أو تصديقهم في أمور الغيب.
نصائح عملية للمتابعين
- لا تعطِ أذنك لأي شخص يدّعي امتلاك أسرار الكون أو الشفاء الروحي دون دليل شرعي أو علمي.
- اسأل أهل العلم والاختصاص قبل الانخراط في أي دورة أو ممارسة جديدة.
- احذر من المصطلحات الغامضة أو الدخيلة التي لا تجد لها أصلاً في دينك أو علمك.
- اعلم أن السعادة والشفاء الحقيقيين لا يأتيان من تقنيات باطنية أو فلسفات شرقية، بل من الإيمان والعمل الصالح والتوكل على الله.
- إذا شعرت بأي اضطراب نفسي أو روحي، الجأ للعلاج الطبي والنفسي الموثوق، واستعن بالرقية الشرعية المأثورة عن النبي ﷺ.
الخلاصة
تقنيات الطاقة مثل "الثيتا هيلينغ" وغيرها من الممارسات الباطنية تروج لأفكار وممارسات خطيرة على العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية. يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكونوا على وعي تام بهذه المخاطر، وأن يتحروا الدليل في كل ما يُعرض عليهم من أفكار أو علاجات. العلم والدين الصحيح هما الحصن المنيع من الوقوع في الشبهات والبدع.
قال الإمام الشافعي:"لو رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشي على الماء، فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة".
ساهم بنشر الوعي، وكن حارساً لعقيدتك وعقيدة من تحب.