التخاطب مع الكينونات: حقيقة الدورات الروحية وخطرها على الوعي والدين

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والورش التدريبية التي تروج لما يسمى بـ"التخاطب مع الكينونات" أو "التواصل مع الأرواح". وتندرج هذه الدورات

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
4 دقائق
0

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الدورات والورش التدريبية التي تروج لما يسمى بـ"التخاطب مع الكينونات" أو "التواصل مع الأرواح". وتندرج هذه الدورات غالبًا تحت مظلة تقنيات الطاقة مثل "الأكسس بارز" و"الثيتا هيلينغ"، وتدّعي أنها تفتح آفاق الوعي وتحرر الإنسان من القيود النفسية والاجتماعية. في هذا المقال، سنكشف حقيقة هذه الدورات، أنواع الكينونات التي يتم التعامل معها، الأدوات المستخدمة، والمخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها من منظور ديني ونفسي واجتماعي.

ما هو التخاطب مع الكينونات؟

التخاطب مع الكينونات هو أحد الكورسات المتقدمة التي تقدمها بعض مدارس الطاقة، مثل "الأكسس بارز". يروج القائمون على هذه الدورات لفكرة أن الإنسان يمكنه التواصل مع كائنات غير مرئية (كينونات) بهدف حل مشكلاته الصحية أو النفسية أو حتى لجلب المال وتحقيق النجاح. وتدّعي هذه الدورات أن هذه الكينونات قد تكون أرواحًا لأشخاص متوفين، أو كيانات لم يكن لها جسد أصلاً مثل الجن والشياطين، أو حتى "كائنات نورانية" و"ملائكة" بحسب زعمهم.

كيف يتم إقناع المتدربين؟

تعتمد هذه الدورات على أساليب نفسية لإقناع المتدربين، منها:

  • ربط الأمراض الجسدية والنفسية بالكينونات: يتم إقناع الشخص أن سبب مرضه أو مشكلته هو وجود كيان أو شيطان في جسده، وأن الحل هو التواصل معه أو تقبله.
  • إلغاء المعتقدات الدينية والاجتماعية: يُطلب من المتدرب أن يتخلى عن معتقداته حول الجن والشياطين، وأن يفتح عقله لتقبل هذه الكينونات كـ"زملاء" أو "فريق دعم".
  • استخدام أدوات وأسئلة متكررة: مثل "ما هي الهديّة التي يمكنني أن أكونها للفريق؟" أو "هل أنت مستعد لتدمير معتقداتك القديمة؟"، بهدف تهيئة العقل لقبول الأفكار الجديدة دون مقاومة.
  • تشجيع الاستسلام وعدم المقاومة: يُطلب من المتدرب أن يخفض حواجزه النفسية، وألا يقاوم أو يرفض الكينونات، بل يستقبلها ويرحب بها.

أنواع الكينونات في هذه الدورات

بحسب ما يروج له المدربون، هناك أنواع متعددة من الكينونات:

  • الأرواح العالقة: أرواح لأشخاص ماتوا ولم يدركوا أنهم ماتوا، وتبحث عن أجساد تتواصل من خلالها.
  • أرواح المدمنين أو المنتحرين: يُزعم أن أرواحهم تبحث عن أجساد مشابهة لتعيش من خلالها تجاربها.
  • القرين: وهو كيان يُقال إنه يرافق الإنسان منذ ولادته.
  • كائنات النور: كيانات يُزعم أنها بلا جسد، هدفها دعم الوعي وزيادة "الوسوسة" بحسب بعض الشروحات.
  • كائنات الدخان والمخادعة: كيانات تحب اللعب والخداع وتغيير الحقائق.
  • الملائكة وأرواح الطبيعة: يُروج لفكرة إمكانية التواصل مع الملائكة وأرواح الأرض لدعم الإنسان في حياته اليومية.

الأدوات والتقنيات المستخدمة

تعتمد هذه الدورات على مجموعة من الأدوات، منها:

  • السؤال المستمر: أسئلة تُطرح على الذات بهدف إزالة المعتقدات القديمة واستبدالها بأفكار جديدة.
  • خفض الحواجز النفسية: تمارين لتقليل المقاومة الداخلية واستقبال الكينونات.
  • جمل توضيحية وتعويذات: عبارات يُطلب من المتدرب تكرارها بهدف "تنظيف" العقل من الأفكار السابقة.
  • جلسات استرخاء وتأمل: يُطلب من المتدرب الاسترخاء والتوقف عن التفكير، وفتح المجال لاستقبال الكينونات.

المخاطر الدينية والنفسية والاجتماعية

1. الخطر الديني

  • تحريف العقيدة: تدعو هذه الدورات إلى التخلي عن المعتقدات الدينية الصحيحة حول عالم الغيب، وتروج لفكرة أن التواصل مع الجن والشياطين أمر طبيعي بل ومفيد.
  • إسقاط مفهوم الخير والشر: يتم إقناع المتدربين بأن الشياطين قد تكون "طيبة" وأنه لا يوجد خير أو شر مطلق.
  • الاستغناء عن التحصين والأذكار: يُطلب من المتدرب عدم قراءة الأذكار أو التحصينات، بل فتح المجال للكينونات للدخول إلى حياته.

2. الخطر النفسي

  • الاضطرابات النفسية: الانخراط في هذه الممارسات قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق، التوتر، الهلاوس، أو حتى حالات من الانفصام أو الجنون.
  • الاعتماد على الكينونات: يصبح المتدرب معتمدًا نفسيًا على هذه الكيانات، ويشعر أنه لا يستطيع حل مشاكله إلا من خلالها.
  • فقدان الهوية: نتيجة التخلي عن المعتقدات والقيم، قد يفقد الشخص هويته ويصبح عرضة للضياع النفسي.

3. الخطر الاجتماعي

  • العزلة عن المجتمع: يشعر المتدرب أنه أصبح "مميزًا" أو "فوق الناس"، ما يؤدي إلى عزله عن أسرته ومجتمعه.
  • تعطيل الحياة اليومية: الانشغال بهذه الممارسات قد يؤدي إلى تعطيل الدراسة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية.
  • المشاكل الأسرية: كثير من المتدربين يعانون من مشاكل أسرية ومالية بسبب الانخراط في هذه الدورات.

حقيقة "الوسيط الروحي" ودوراته

يروج لهذه الدورات شخصيات عالمية مثل شانون أوهارا، التي أسست كورسات التخاطب مع الكينونات بعد تجربتها الشخصية مع والدها الذي كان محضر أرواح. وتدّعي أن هذه الدورات تمنح الإنسان "قوة السحر" وتحرره من القيود الدينية والاجتماعية. في الحقيقة، المتدرب في هذه الدورات يتحول إلى "وسيط روحي" يتعامل مع الجن والشياطين بشكل مباشر، ويصبح أداة لتنفيذ رغباتهم مقابل وعود زائفة بالتحكم في القدر أو جلب المال أو تحقيق النجاح.

هل هناك فائدة حقيقية من هذه الدورات؟

تدّعي هذه الدورات أنها تساعد على حل المشاكل الصحية والنفسية، وجلب المال، وتحقيق السعادة. لكن الواقع أن معظم المشاركين لا يجنون إلا المزيد من المشاكل النفسية والاجتماعية، وقد ينتهي بهم الأمر إلى العزلة أو حتى المصحات النفسية. كما أن هذه الدورات تدعو بشكل صريح إلى التخلي عن العقل والتفكير، وتروج لأفكار خطيرة مثل وحدة الوجود وإنكار الخير والشر.

الخلاصة: موقف الدين والعقل من هذه الممارسات

  • من منظور إسلامي: عالم الأرواح والجن من الغيب الذي لا يجوز لأحد أن يتكلم فيه دون دليل شرعي. لم يثبت في الكتاب أو السنة أن أحدًا من البشر يمكنه التواصل مع أرواح الموتى أو الملائكة إلا الأنبياء بوحي من الله. وكل من يدّعي ذلك فهو إما دجال أو مخادع أو يتعامل مع الشياطين.
  • من منظور عقلي ونفسي: الانخراط في هذه الدورات خطر على الصحة النفسية والعقلية، ويؤدي إلى فقدان الهوية والاضطرابات النفسية.
  • من منظور اجتماعي: هذه الدورات تزرع العزلة والانفصال عن المجتمع والأسرة، وتؤدي إلى مشاكل مالية وأسرية.

نصيحة للباحثين عن الوعي والسعادة

الوعي والسعادة لا يأتيان من التعامل مع كائنات مجهولة أو التخلي عن الدين والعقل، بل من الإيمان بالله، والتمسك بالقيم الصحيحة، والسعي لتطوير الذات بالعلم والعمل الصالح. احذروا من الدورات التي تروج لأفكار غريبة وتدعوكم للتخلي عن معتقداتكم وأخلاقكم. حافظوا على عقولكم وقلوبكم من كل ما يضرها، واطلبوا العلم من مصادره الصحيحة.

ختامًا، إذا واجهتم مثل هذه الدورات أو من يروج لها، تذكروا أن الحماية الحقيقية تأتي من الله وحده، وأن أفضل سبيل للراحة النفسية هو ذكر الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس من خلال الاستسلام لأفكار خطيرة أو كيانات مجهولة.

https://www.youtube.com/watch?v=0g1dcImo77c

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك