التخاطر ومدارس الطاقة: حقائق وتحذيرات هامة

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم مثل "التخاطر" و"مدارس الطاقة" بشكل لافت في العالم العربي، وأصبحت موضوع نقاش واسع بين الشباب والفتيات، خاصة عبر وسائل

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
5 دقائق
0

في السنوات الأخيرة، انتشرت مفاهيم مثل "التخاطر" و"مدارس الطاقة" بشكل لافت في العالم العربي، وأصبحت موضوع نقاش واسع بين الشباب والفتيات، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والدورات التدريبية. لكن، ما هو التخاطر حقيقة؟ وما مدى صحة ما يُقال عنه؟ وما هي مخاطر الانخراط في هذه الدوائر؟ في هذا المقال، نسلط الضوء على هذه المفاهيم ونكشف بعض الحقائق المهمة لحماية أنفسنا وأبنائنا من الوقوع في براثن الخرافات أو الاستغلال.

ما هو التخاطر؟

التخاطر يُعرّف غالباً بأنه انتقال الأفكار أو المشاعر من شخص إلى آخر دون استخدام الحواس الخمس أو وسائل الاتصال التقليدية، ويُقال إنه يحدث عبر "الطاقة" أو "العقل الباطن". لكن من المهم أن نعرف أن التخاطر ليس مفهوماً علمياً معترفاً به في المدارس الروحانية الأصيلة أو في علم النفس الحديث. في علم الباراسيكولوجي، يُطلق على بعض الظواهر المشابهة اسم "الاستشفاف" أو "الاستبصار"، بينما في بعض الطرق الصوفية يُسمى "الفتح القلبي". لكن جميع هذه المسميات لا تعني أن هناك وسيلة حقيقية لنقل الأفكار أو المشاعر بهذه الطريقة.

حقيقة التخاطر في مدارس الطاقة

عند الحديث عن مدارس الطاقة، نجد أن مفهوم التخاطر يُستخدم بكثرة، ويُربط غالباً بممارسات روحية أو طقوس معينة. لكن في الحقيقة، كثير من هذه الممارسات تفتقر إلى الأسس العلمية، وغالباً ما تعتمد على الإيحاء أو التلاعب النفسي. ويذهب بعض الخبراء إلى تصنيف هذه الممارسات ضمن أنواع السحر، خاصة عندما يُشترط وجود "مرسل" و"مستقبل" ويُستخدم فيها طقوس أو رموز غامضة.

من الخطير جداً الاعتقاد بإمكانية التخاطر مع الله سبحانه وتعالى، فالله عز وجل منزّه عن أن يكون في "عالم اللاوعي" أو أن يُخاطب بهذه الطرق. هذا الاعتقاد فيه تجاوز خطير ويجب الحذر منه.

خدع وأساليب مدربي الطاقة

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة "مدربي الطاقة" الذين يقدمون أنفسهم كخبراء في الوعي والتنمية الذاتية، ويعتمدون على دورات وورش عمل ظاهرها تطوير الذات، وباطنها ممارسات مشبوهة أو حتى محرمة. كثير من هؤلاء المدربين أو المدربات يلبسون قناع التدين أو يرتدون ملابس معينة ليكسبوا ثقة الجمهور، ويستخدمون أساليب تصوير ومكياج لجذب المتابعين.

من أخطر الأساليب التي يتبعها هؤلاء المدربون هو استدراج الضحايا من خلال الدورات المجانية أو العلنية، ثم نقلهم إلى دورات خاصة وسرية، حيث تُمارس طقوس غريبة أو تُطلب معلومات شخصية مثل تاريخ الميلاد، الصور، اسم الأم، وغيرها من البيانات التي تُستخدم لاحقاً في عمليات سحر أو ابتزاز نفسي.

الآثار النفسية والاجتماعية

للأسف، كثير من الفتيات والشباب يقعون ضحايا لهذه الدوائر، ويعانون من آثار نفسية واجتماعية خطيرة: اكتئاب، قلق، فقدان الثقة بالنفس، مشاكل أسرية، خسارة أموال، بل وقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار أو الدخول في دوامة الأمراض النفسية. بعض المدربات قد يكنّ دخلن هذا المجال بدافع الهروب من مشاكل نفسية أو أسرية، وقد يصل الأمر ببعضهن إلى التلذذ بمعاناة الضحايا – وهو ما يُعرف بالسادية النفسية.

أنواع السحر في مدارس الطاقة

من المهم أن نعرف أن كثيراً من ما يُمارس في مدارس الطاقة هو في الحقيقة أشكال من السحر القديم، لكن بأسماء حديثة أو تحت غطاء التنمية الذاتية. نجد مثلاً سحر المحبة، سحر الجلب، سحر التهييج، سحر الصور، سحر الأرقام، سحر المرايا، سحر الشموع، وغيرها من الطقوس التي كانت تُمارس في الحضارات القديمة. كل هذه الممارسات تُقدم اليوم في قوالب جديدة وتُروج على أنها طرق للشفاء أو التطور الروحي.

الحذر من مدعي الرقية الشرعية

حتى في مجال الرقية الشرعية، ظهر من يخلط بين الرقية وبعض وسائل السحر أو الشعوذة، مثل استخدام البندول أو أدوات الكشف عن الطاقة. يجب الحذر من هؤلاء الأشخاص وعدم الانخداع بالمظاهر أو الألقاب، فليس كل من يدّعي الرقية الشرعية هو فعلاً راقٍ شرعي.

كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • التوعية: من الضروري نشر الوعي بين الشباب والفتيات حول مخاطر هذه الممارسات، وعدم الانجرار وراء الدعايات البراقة أو الوعود الكاذبة.
  • التحقق: التأكد من خلفية أي مدرب أو مدربة قبل الانضمام لأي دورة أو ورشة عمل.
  • عدم مشاركة البيانات الشخصية: عدم إعطاء أي معلومات شخصية أو صور لأي شخص غير موثوق.
  • الرجوع لأهل العلم: في حال الشك أو الوقوع في مشكلة، يجب الرجوع لأهل العلم أو الجهات المختصة وعدم التردد في طلب المساعدة.
  • دعم الضحايا: يجب أن يكون هناك دعم نفسي واجتماعي للضحايا، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الممارسات.

خلاصة

ما يُسمى بالتخاطر أو مدارس الطاقة ليس علماً حقيقياً، بل هو خليط من الخرافات والطقوس المشبوهة التي قد تصل إلى السحر أو الشعوذة. يجب علينا جميعاً أن نكون على وعي تام بهذه المخاطر، وأن نحمي أنفسنا وأبناءنا من الوقوع في شباك المستغلين. العلم الصحيح والتدين السليم هما الطريق الآمن لتطوير الذات وتحقيق السعادة.

احذروا من الخدع، وابحثوا دائماً عن الحقيقة من مصادر موثوقة.

https://www.youtube.com/watch?v=RCb5qVk3yao

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك