اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

التنفس الهولتروبيك: حقيقة أم خطر خفي؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في هذه المقالة من سلسلة "تعالوا نفكر"، نسلط الضوء على موضوع أصبح ينتشر بشكل ملحوظ في مجتمعاتنا، وهو ما يُعرف بـ"تنفس

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في هذه المقالة من سلسلة "تعالوا نفكر"، نسلط الضوء على موضوع أصبح ينتشر بشكل ملحوظ في مجتمعاتنا، وهو ما يُعرف بـ"تنفس الهولتروبيك" أو Holotropic Breathwork. كثيرون يروجون لهذا النوع من التنفس على أنه وسيلة للشفاء النفسي ورفع الوعي، لكن ما حقيقته؟ وما مخاطره؟ دعونا نتعرف معًا على هذا الموضوع الهام.

ما هو تنفس الهولتروبيك؟

تنفس الهولتروبيك هو تقنية ظهرت في السبعينات، وتُعرف أحيانًا باسم "التنفس الشامل" أو "حركة الكمال". كان الهدف منها في البداية هو "فتح بوابات الوعي" والوصول إلى تجارب حياتية عميقة، مثل تجربة الولادة من جديد أو معالجة الصدمات النفسية والعاطفية. تعتمد هذه التقنية على أنماط تنفس سريعة وعميقة، غالبًا ما تُمارَس في جلسات جماعية تمتد من ساعة إلى ثلاث ساعات.

في بداياتها، كان يُستخدم مخدر "LSD" بكثافة أثناء الجلسات لمساعدة المشاركين على الدخول في حالات وعي متغيرة. لكن مع مرور الوقت، بدأت مدارس الطاقة الروحية تتبنى هذه التقنية وتضيف إليها عناصر جديدة مثل التعويذات (المانترا)، التركيز على الشاكرات، الترددات الصوتية (هيرتز)، وحتى الاستعانة بوسطاء روحيين بحجة "تنظيف الوعي" أو "تسليك مسارات الطاقة".

كيف تُمارَس جلسات الهولتروبيك؟

تُجرى جلسات الهولتروبيك عادة في أجواء جماعية، حيث يُطلب من المشاركين الاستلقاء واتباع تعليمات معينة في التنفس السريع والعميق، مع استخدام الموسيقى ذات ترددات معينة. أحيانًا، يُضاف إلى الجلسة وسيط روحي أو معالج يقوم بحركات يدوية أو ترديد تعويذات، ويُقال إن الهدف هو تحرير الجسد والعقل من الصدمات والمشاعر السلبية.

يُروج لهذه الجلسات على أنها علاج فعال لحالات القلق، الإدمان، الصدمات العاطفية، وحتى الأفكار السلبية والانتحارية. ويُدعى أيضًا أنها ترفع مستوى الوعي وتساعد على التخلص من الذكريات المؤلمة.

ما هي المخاطر الحقيقية؟

رغم كل هذه الادعاءات، إلا أن الواقع الطبي والنفسي يحذر من مخاطر جسيمة مرتبطة بهذه الممارسات، ومنها:

  • مشاكل صحية خطيرة: سجلت تقارير طبية حالات ذبحات صدرية حادة، نوبات قلبية، اضطرابات شديدة في ضربات القلب، وفشل في الدورة الدموية بعد جلسات الهولتروبيك.
  • تشنجات عصبية ونفسية: كثير من المشاركين تعرضوا لانهيارات عصبية وتشنجات قوية، بسبب الضغط الكبير على الجهاز العصبي وخلايا الدماغ.
  • آثار نفسية عميقة: بعض الحالات عانت من اضطرابات نفسية متفاقمة بعد الجلسات، بدلاً من الشفاء أو التحسن.
  • خطر الاستعانة بوسطاء روحيين: إدخال مفاهيم مثل "الوسيط الروحي" أو "المس الشيطاني" إلى هذه الجلسات قد يؤدي إلى مضاعفات روحية ونفسية خطيرة، ويبتعد عن أي أساس علمي أو طبي.

نصيحة هامة

من المهم جدًا أن نكون واعين لهذه المخاطر، وألا ننجرف وراء دعايات أو تجارب غير مثبتة علميًا. في حال وجود أي مشكلة نفسية أو عضوية، يجب التوجه إلى الأطباء المختصين في المستشفيات أو العيادات المعروفة، وعدم تسليم أنفسنا أو عقولنا لممارسات غير آمنة أو مشعوذين مهما كان اسمهم أو شهرتهم.

خلاصة

تنفس الهولتروبيك قد يبدو للبعض وسيلة سهلة وسريعة للعلاج النفسي أو الروحي، لكنه في الحقيقة يحمل مخاطر جسيمة على الصحة الجسدية والنفسية. لنحافظ على أنفسنا وأبنائنا، ولنلجأ دائمًا إلى الطب والعلاج العلمي الموثوق.

دمتم في أمان الله، وإلى لقاء قادم في "تعالوا نفكر".

https://www.youtube.com/watch?v=QXtu0K7CzMQ

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك