الطاقة والشفاء الروحي بين الحقيقة والوهم: تجربة شخصية وتحذير مهم
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض فئات المجتمع العربي، خاصة بين الشباب والفتيات، مفاهيم متعلقة بما يُسمى "علم الطاقة" و"الشفاء بالطاقة" و"الريكي" وغي
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض فئات المجتمع العربي، خاصة بين الشباب والفتيات، مفاهيم متعلقة بما يُسمى "علم الطاقة" و"الشفاء بالطاقة" و"الريكي" وغيرها من الممارسات الروحية المستوردة من ثقافات أجنبية. كثيرون يعتقدون أن هذه العلوم تحمل في طياتها الخير والسلام النفسي، بل ويظنون أنها لا تتعارض مع الدين. لكن ما مدى صحة ذلك؟ وما هي التجارب الواقعية مع هذه الممارسات؟ هذا المقال يروي تجربة شخصية ويقدم رؤية علمية وشرعية حول الموضوع.
البداية: بحث عن السكينة وسط الاكتئاب
تروي إحدى الفتيات تجربتها مع الاكتئاب الشديد الذي أصابها قبل أربع سنوات. تقول إنها كانت تشعر بفراغ روحي وبُعد عن الله، ولكن مع الوقت بدأت تتقرب من الله أكثر، ووجدت في الإيمان ملاذًا وسكينة. ومع ذلك، لاحظت أن العديد من الفتيات في جيلها بدأن يتأثرن بمفاهيم الطاقة والشفاء الروحي، حتى أن بعض أقاربها دخلوا في هذه الدوائر من باب ديني أو بحثًا عن الراحة النفسية.
كيف بدأت القصة مع "الريكي"؟
تسرد الفتاة قصة قريبتها المقربة التي لجأت إلى أحد معالجي الريكي، وهو نوع من الشفاء بالطاقة، بعد أن أقنعها بعض الأصدقاء بذلك. تقول إن القريبة بدأت تعاني من أمراض غريبة وغير مفسرة طبيًا، حتى وصلت إلى حالة خطيرة بين الحياة والموت. رغم أن القريبة كانت ملتزمة دينيًا وتحصن نفسها بالأذكار والصلاة، إلا أن حالتها الصحية تدهورت بشكل غريب بعد دخول معالج الريكي إلى حياتها.
تجارب غريبة ورسائل مشبوهة
تقول الراوية إنها بدأت تشعر بأشياء غريبة بعد زيارة قريبتها في المستشفى، وكأن هناك من يتحكم بأفكارها ومشاعرها، حتى وصل الأمر إلى شعورها بأن الجمادات والأشخاص من حولها يرسلون لها رسائل. كما لاحظت تكرار ذكر اسم معالج الريكي من عدة أشخاص بشكل غير مبرر، وبدأت تشك في أن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث.
عندما حاولت التواصل مع معالج الريكي نفسه، أرسل لها رسائل صوتية غريبة وبدأ يتحدث عن "ترميم مغناطيسي" و"مستويات طاقة"، وأصر على أن تأتي إليه لتلقي العلاج، مدعيًا أن لديه ترخيصًا من هيئات عالمية. كل هذه الأمور زادت من شكوكها وخوفها، خاصة مع استمرار الأعراض الغريبة عليها وعلى قريبتها.
صراع نفسي واجتماعي
مع تصاعد الأحداث، بدأت الفتاة تشعر بأنها في صراع روحي ونفسي شديد، حتى أن أهلها اعتقدوا أنها فقدت عقلها، ووصل الأمر إلى تدخل المستشفى النفسي. ورغم كل ذلك، كانت تشعر بقوة إيمانها بالله، وبدأت تلجأ لقراءة القرآن وسورة البقرة بشكل دائم، وامتنعت عن سماع الأغاني، محاولةً تحصين نفسها بالذكر والدعاء.
الدروس المستفادة والتحذيرات
من خلال تجربتها، توصلت الفتاة إلى قناعة راسخة بأن اللجوء إلى مثل هذه الممارسات الروحية المستوردة قد يحمل ضررًا كبيرًا، وأن الحماية الحقيقية للنفس لا تكون إلا بالاعتصام بالله والتمسك بالقرآن والسنة. وتؤكد أن كل ما يُسمى "طاقة" أو "هالة" أو "نور داخلي" هي مسميات لا أصل لها في القرآن الكريم، وأن الغرب نفسه بدأ يسخر من هذه المفاهيم ويعتبرها خزعبلات.
وتوجه رسالة واضحة: "لا يوجد شفاء ولا نور إلا في القرآن الكريم، وكل علم حقيقي موجود في كتاب الله. لا تبحثوا عن علوم الطاقة أو الشفاء الروحي في دورات صينية أو هندية أو غيرها، فكل ما تحتاجونه من علم وشفاء وهداية موجود في دينكم".
نصائح عملية للتحصين الروحي
- التمسك بالأذكار: واظبوا على أذكار الصباح والمساء، وقراءة المعوذات وسورة البقرة.
- الابتعاد عن الممارسات المشبوهة: لا تلجأوا لأي شخص يدّعي امتلاك قدرات خارقة أو شفاء بالطاقة.
- الثقة بالله وحده: لا يوجد من يحميكم أو يشفيكم إلا الله سبحانه وتعالى.
- طلب العلم الشرعي: تعلموا معاني القرآن والأذكار، ولا تكتفوا بترديدها دون فهم.
- الحذر من التجارة بالوهم: كثير من مدعي العلاج بالطاقة يستغلون حاجة الناس للراحة النفسية فيبيعون لهم الوهم.
خلاصة
تجربة هذه الفتاة تبرز خطورة الانجراف وراء الممارسات الروحية غير الموثوقة، وتؤكد أن الشفاء الحقيقي هو في التوكل على الله والتمسك بتعاليم الدين. لا تدعوا أحدًا يعبث بعقيدتكم أو يستغل ضعفكم النفسي، وكونوا على يقين أن كل ما تحتاجونه من طمأنينة وسكينة موجود في القرآن الكريم وفي ذكر الله.
حفظكم الله من كل سوء، وشفاكم من كل داء، ووفقكم للثبات على الحق.
https://www.youtube.com/watch?v=2l59PhKVoAE