التوعية حول مخاطر ممارسات الطاقة والتنمية البشرية: رؤية علمية ودينية
في زمن تتسارع فيه التغيرات وتنتشر فيه المفاهيم الجديدة، أصبح من الضروري تسليط الضوء على بعض الظواهر التي بدأت تغزو مجتمعاتنا العربية والإسلامية، خاصة
في زمن تتسارع فيه التغيرات وتنتشر فيه المفاهيم الجديدة، أصبح من الضروري تسليط الضوء على بعض الظواهر التي بدأت تغزو مجتمعاتنا العربية والإسلامية، خاصة بين فئة الشباب والمراهقين. من أبرز هذه الظواهر انتشار ممارسات الطاقة والتنمية البشرية بطرق غير علمية ولا شرعية، والتي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر النفسية والدينية والاجتماعية.
أهمية التوعية الدينية والتاريخية
من واجبنا كمسلمين أن نغرس في أبنائنا القيم الدينية الصحيحة، وأن نوضح لهم أهمية الأماكن المقدسة مثل المسجد الأقصى وفلسطين، التي كانت موطنًا للأنبياء ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. يجب أن نعلّم أبناءنا أن ارتباطنا بفلسطين ليس مجرد عاطفة، بل هو جزء من عقيدتنا وتاريخنا، وأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وله مكانة عظيمة في القرآن والسنة.
قضية فلسطين والمسجد الأقصى في العقيدة
فلسطين ليست مجرد أرض، بل هي موطن الأنبياء ومسرى رسول الله، وفيها وقعت معجزات عظيمة مثل الإسراء والمعراج. يجب أن نوضح لأبنائنا أن المسجد الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم، بل هو للمسلمين جميعًا، وأن الصلاة فيه لها فضل عظيم، وأن الدفاع عنه واجب ديني.
مخاطر ممارسات الطاقة والشعوذة
انتشرت في الآونة الأخيرة ممارسات الطاقة تحت مسميات مختلفة مثل "العلاج بالطاقة"، "تنظيف الشاكرات"، "اليوغا الطاقية"، وغيرها. هذه الممارسات غالبًا ما ترتبط بطقوس غريبة، وتستهدف الفئات الصغيرة من الشباب والمراهقين، وقد تؤدي إلى آثار نفسية خطيرة مثل الاكتئاب، الانعزال، بل وحتى التفكير في الانتحار.
قصص واقعية من المجتمع
تم عرض تجربة مؤلمة لفتاة في السادسة عشرة من عمرها، تعرضت لتأثير سلبي بعد ممارسة طقوس الطاقة مع خالاتها. بدأت الفتاة تشعر بالخوف من القرآن، وابتعدت عن الصلاة، وظهرت عليها أعراض نفسية خطيرة مثل سماع أصوات تحثها على إيذاء نفسها. كما ظهرت حالات أخرى بين الأطفال، حيث تم استغلالهم في طقوس الكشف عن المستقبل، مما أدى إلى تدهور حالتهم النفسية والدينية.
مخاطر اجتماعية ونفسية
- العزلة والانفصال عن الأسرة: غالبًا ما يُطلب من المراهقين الانفصال عن ذويهم أو مخالطة أشخاص يمارسون نفس الطقوس.
- تغييرات سلوكية ودينية: الابتعاد عن الصلاة، الخوف من القرآن، رفض الرقية الشرعية.
- أعراض نفسية خطيرة: اكتئاب، قلق، وساوس، وأفكار انتحارية.
الرد العلمي والديني على ممارسات الطاقة
الرؤية الدينية
الدين الإسلامي واضح في تحريمه للسحر والشعوذة وكل ما يتعلق بالاستعانة بالجن أو الطقوس الغامضة. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الابتداع في الدين، وأمرنا بالرجوع إلى الكتاب والسنة في كل أمر مستجد.
الرؤية العلمية
من الناحية العلمية، كثير من ممارسات الطاقة لا تستند إلى أي أساس علمي، بل قد تسبب اختلالات في وظائف الجسم. على سبيل المثال، التنفس الطاقي أو الشاماني يؤدي إلى طرد كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، مما يسبب دوارًا واضطرابًا في توازن الجسم، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل اختلال في الرقم الهيدروجيني للدم.
التمييز بين التنمية البشرية الحقيقية والممارسات المشبوهة
من المهم التفريق بين التنمية البشرية كعلم قائم على أسس علمية مثل تطوير المهارات، التفكير الإبداعي، إدارة الوقت، وغيرها، وبين ما يسمى "تنمية بشرية" قائمة على مفاهيم الطاقة والوعي الكوني والمانترا وغيرها من المصطلحات الدخيلة.
كيف نميز؟
- الرجوع إلى المصادر العلمية الموثوقة: القراءة في علم النفس، علم الاجتماع، الإدارة، وغيرها من العلوم الإنسانية الحقيقية.
- التحقق من الخلفية الدينية: كل ما يخالف العقيدة أو يدخل فيه طقوس غامضة أو استعانة بغير الله فهو باطل.
- استشارة أهل العلم: في حال الشك، يجب الرجوع إلى العلماء الربانيين وأهل الاختصاص.
دور الأسرة والمجتمع في الوقاية
- تعزيز الحوار الأسري: يجب أن يكون هناك تواصل دائم بين الأهل والأبناء، والاستماع لمشاكلهم دون عنف أو توبيخ.
- التثقيف الديني والعلمي: تعليم الأبناء أصول العقيدة، وتوضيح مخاطر الممارسات المشبوهة.
- الابتعاد عن الأشخاص المشبوهين: نصح الأبناء بالابتعاد عن كل من يمارس هذه الطقوس، مع الحفاظ على صلة الرحم بالمعروف.
- الاستعانة بالمختصين: في حال ظهور أعراض نفسية أو دينية خطيرة، يجب اللجوء إلى المختصين في الطب النفسي أو الجمعيات الاجتماعية.
خلاصة القول
إن مواجهة هذه الظواهر تتطلب تضافر الجهود بين الأسرة، المدرسة، والمؤسسات الدينية والاجتماعية. علينا أن نحصّن أبناءنا بالعلم الصحيح، ونغرس فيهم حب الله ورسوله، ونوضح لهم أن السعادة والنجاح لا يأتيان من طقوس غامضة أو شعارات براقة، بل من الإيمان والعمل الصالح والعلم النافع.
اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا من كل سوء، واهدهم إلى صراطك المستقيم، وانصر إخواننا في فلسطين والمسجد الأقصى، واحمِ مجتمعاتنا من البدع والشبهات.
نصائح عملية للأهل والمربين
- راقبوا التغيرات السلوكية والدينية لدى الأبناء.
- افتحوا باب الحوار والنقاش الهادئ حول القضايا الفكرية والدينية.
- شجعوا الأبناء على حضور الدروس والمحاضرات الدينية والعلمية الموثوقة.
- احذروا من الدورات والمجموعات التي تروج للطاقة والتنمية البشرية المشبوهة.
- عودوا أبناءكم على التحقق من مصدر كل معلومة أو ممارسة جديدة.
- لا تترددوا في طلب المساعدة من المختصين عند الحاجة.
وأخيرًا...
إن بناء جيل واعٍ ومحصّن ضد الشبهات يحتاج إلى جهد وصبر، لكنه واجب علينا جميعًا. ولن يكون ذلك إلا بالعلم الصحيح، والقدوة الحسنة، والدعاء الصادق.
حفظ الله أبناءنا وبناتنا، وثبتهم على الحق، ووقاهم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
https://www.youtube.com/watch?v=ZJUpC0k4SGw