التولبا: حقيقة الصديق الروحي وخطره على المجتمع

في السنوات الأخيرة، انتشرت فكرة "التولبا" أو ما يُعرف بالصديق الروحي بشكل واسع بين الشباب والمراهقين، بل وحتى بين بعض البالغين في المجتمعات العربية وا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 22,2025
5 دقائق
0

في السنوات الأخيرة، انتشرت فكرة "التولبا" أو ما يُعرف بالصديق الروحي بشكل واسع بين الشباب والمراهقين، بل وحتى بين بعض البالغين في المجتمعات العربية والإسلامية. كثيرون يظنون أن الأمر مجرد خيال أو لعبة نفسية، بينما الحقيقة أعمق وأخطر بكثير. في هذا المقال، سنكشف عن أصل التولبا، تطورها، مخاطرها، وكيفية الوقاية منها، معتمدين على مصادر تاريخية وعلمية وتجارب واقعية.

ما هي التولبا؟ وأين نشأت؟

التولبا كلمة تعود جذورها إلى الفلسفة البوذية القديمة، وتحديدًا في جبال التبت، حيث كان الكهنة والناسكين يمارسون طقوسًا روحية معقدة تهدف إلى خلق كائن خيالي أو روحي يساعدهم على تحمل العزلة الطويلة. كان يُطلق على هذه الممارسة اسم "نيرماناكايا" أو "توبه"، وتعني بناء كائن روحي من خيال العقل وتصوراته، بحيث يصبح هذا الكائن مرافقًا للناسِك، يشاركه وحدته ويعينه على الاستمرار في العزلة.

مع الوقت، تطورت هذه الفكرة وانتقلت من المعابد البوذية إلى مدارس فلسفية أخرى في آسيا، ثم إلى الغرب، حيث أعيدت صياغتها وتقديمها بشكل جديد تحت مسمى "الصديق الروحي" أو "التولبا".

كيف انتشرت التولبا في العصر الحديث؟

في بداية القرن العشرين، دخلت الفلسفات الغربية على خط التولبا، خاصة عبر حركة "الثيوصوفية" التي اهتمت بالسحر، التنجيم، وتحضير الأرواح. بدأت هذه الحركة في ترويج فكرة التولبا كمنتج روحي يساعد الإنسان على تخطي مشاكله النفسية والاجتماعية، وروّجت لها من خلال الأفلام، المسلسلات، الرسوم المتحركة، وحتى الموسيقى، مستهدفة فئة المراهقين والأطفال بشكل خاص.

مع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت مجتمعات افتراضية متخصصة في التولبا، تقدم نصائح وتمارين لصناعة الصديق الروحي، وتدّعي أن الأمر آمن ومفيد، بل وتربطه أحيانًا بعلم النفس والتنمية البشرية.

التولبا بين الحقيقة والخيال: ماذا يقول العلم والدين؟

يظن البعض أن التولبا مجرد حالة نفسية أو وسيلة لتجاوز الوحدة والضغوط، لكن الواقع أن خطورتها تتجاوز ذلك بكثير. في التراث البوذي القديم، كانت التولبا محصورة بين الكهنة والناسكين، وتتم عبر طقوس تأملية عميقة، وترافقها تعاويذ وأعمال طاقة وسحر. أما في العصر الحديث، فقد أضيفت إليها مفاهيم الطاقة، الشاكرات، والبعد النجمي، وأصبحت ممارستها مرتبطة بشكل وثيق بالسحر الأسود وتحضير الأرواح.

من الناحية الدينية، وخاصة في الإسلام، فإن كل ما يتعلق بتحضير الأرواح، أو استحضار كائنات خفية، أو التعامل مع قوى غير مرئية، يدخل في باب السحر والشعوذة، وهو محرم شرعًا لما فيه من ضرر على العقيدة والنفس.

أما من الناحية النفسية، فقد أكد الأطباء النفسيون أن التولبا ليست وسيلة علاجية، بل قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة مثل الانفصام، الهلاوس، فقدان السيطرة على الذات، بل وقد تصل إلى إيذاء النفس أو محاولة الانتحار.

أنواع التولبا وأعراضها

بحسب التجارب والروايات، تنقسم التولبا إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  • تولبا العقل: تظهر غالبًا عند من يعانون من أمراض نفسية حادة أو صدمات عميقة. يبدأ الشخص بتخيل صديق روحي يشاركه أفكاره وهمومه، ومع الوقت يبدأ هذا الكائن الوهمي بالسيطرة على عقل المستضيف، ويشككه في مجتمعه ودينه وقيمه.
  • تولبا التجسد: في هذه الحالة، يبدأ الشخص برؤية التولبا بشكل واضح، كطيف أو ظل أو حتى كيان مادي، ويشعر بوجوده معه باستمرار. هذا النوع غالبًا ما ينتهي بجنون كامل أو فقدان السيطرة على الذات.
  • تولبا السحر الأسود: أخطر الأنواع، حيث يتم تحضير التولبا عبر طقوس سحرية معقدة، تتضمن رسم رموز وتعويذات ولمس الجسد، ويصل الأمر أحيانًا إلى فقدان الشخص لجسده أو عقله بالكامل.

كيف يتم استدراج الشباب للتولبا؟

هناك عدة عوامل وأسباب تدفع الشباب والفتيات للانخراط في عالم التولبا، منها:

  • الأمراض النفسية غير المشخصة: كثيرون يلجؤون للتولبا هربًا من مشاكلهم النفسية دون وعي بخطورتها.
  • التأثر بالأنمي والمسلسلات: بعض الأعمال الكرتونية والدرامية تروج لفكرة الصديق الروحي وتجعلها تبدو جذابة وممتعة.
  • المشاكل الأسرية والفراغ العاطفي: الوحدة والفراغ تدفع البعض للبحث عن بدائل وهمية.
  • الفضول وحب التجربة: الجهل بحقيقة التولبا يدفع البعض لتجربتها دون إدراك للعواقب.
  • تأثير الأصدقاء والمجتمع الافتراضي: ضغط الأقران والمجموعات الإلكترونية المشجعة على التولبا.
  • ضعف الوازع الديني والجهل الشرعي: عدم معرفة الحكم الشرعي وخطورة هذه الممارسات.

مخاطر التولبا: آثار نفسية، اجتماعية ودينية

  • فقدان السيطرة على الذات: يبدأ التولبا بالسيطرة على أفكار ومشاعر الشخص، وقد يدفعه للقيام بأفعال خطيرة أو محرمة.
  • العزلة والانفصال عن الواقع: يعيش الشخص في عالم خيالي، وينفصل تدريجيًا عن أسرته ومجتمعه.
  • اضطرابات نفسية خطيرة: مثل الهلاوس، الانفصام، الاكتئاب الحاد، وأحيانًا الانتحار.
  • الانحراف الديني والعقائدي: الشك في العقيدة، الابتعاد عن الدين، والانجرار وراء أفكار إلحادية أو شيطانية.
  • الاستغلال الجنسي والابتزاز: بعض حالات التولبا تصل إلى تواصل جسدي أو جنسي وهمي، ما يؤدي إلى أضرار نفسية وجسدية خطيرة.

كيف تحمي نفسك وأبناءك من التولبا؟

  • التوعية والمعرفة: تحدث مع أبنائك عن حقيقة التولبا وخطورتها، وراقب ما يشاهدونه ويتابعونه على الإنترنت.
  • تعزيز الوازع الديني: ربط الأبناء بالله والقرآن والعبادات، وتوضيح خطورة السحر والشعوذة.
  • الاهتمام النفسي والاجتماعي: لا تترك أبناءك فريسة للوحدة أو الفراغ، وكن قريبًا منهم في كل الأوقات.
  • مراقبة الرموز والشعارات: انتبه لأي رموز أو شعارات غريبة تظهر في ملابس أو أغراض أبنائك، فقد تكون مرتبطة بمجتمع التولبا.
  • الابتعاد عن مدربي الطاقة والمشعوذين: لا تثق بأي شخص يدعي القدرة على شحن الطاقة أو تحضير الأرواح أو معالجة المشاكل النفسية بطرق غير علمية.
  • استشارة المختصين: في حال ظهور أي أعراض نفسية أو سلوكية غريبة، توجه للطبيب النفسي أو المستشار الأسري فورًا.

كلمة أخيرة

التولبا ليست مجرد خيال أو لعبة نفسية، بل هي باب خطير للسحر الأسود، وتدمير العقيدة والنفس والمجتمع. لا تنخدعوا بالدعايات البراقة أو التجارب المزيفة على الإنترنت. احموا أنفسكم وأبناءكم بالعلم، والدين، والصحبة الصالحة، وكونوا دائمًا على وعي ويقظة من كل جديد يروج له تحت مسميات براقة.

اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا، ونجنا وإياهم من كل شر، واحفظ مجتمعاتنا من الفتن، واهدنا جميعًا إلى الصراط المستقيم.

إذا كان لديك تجربة أو استفسار حول موضوع التولبا، لا تتردد في مشاركتنا رأيك أو طلب المساعدة من المختصين. التوعية مسؤولية الجميع.

مصادر إضافية للقراءة:

  • كتب عن الفلسفة البوذية وتحضير الأرواح
  • دراسات علم النفس حول الهلاوس والانفصام
  • فتاوى العلماء حول السحر والشعوذة

شارك المقال مع من تحب، فقد تنقذ به عقلًا أو نفسًا أو أسرة.

https://www.youtube.com/watch?v=d3FtGqI-rxg

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك