اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

اليقين في العبادة: بين طاقة القرآن والتحصين من المفاهيم الدخيلة

في عصر تنتشر فيه المفاهيم المتنوعة حول الطاقة والروحانيات، يجد الكثير من الناس أنفسهم في حيرة بين ما يسمعونه من أفكار جديدة وما تربوا عليه من تعاليم د

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في عصر تنتشر فيه المفاهيم المتنوعة حول الطاقة والروحانيات، يجد الكثير من الناس أنفسهم في حيرة بين ما يسمعونه من أفكار جديدة وما تربوا عليه من تعاليم دينية أصيلة. من هنا تأتي أهمية العودة إلى مصادر اليقين والثبات، وأبرزها القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

رحلة البحث عن اليقين

كثير منا يمر بتجارب روحية يسعى من خلالها للوصول إلى حالة من الطمأنينة واليقين. ربما نقرأ القرآن الكريم، وخصوصًا سورة البقرة، ونحرص على تحصين أنفسنا بالأذكار، ومع ذلك نشعر أحيانًا أن اليقين لم يكتمل في قلوبنا. هذا الشعور طبيعي، فاليقين درجات، وهو هدف عظيم يسعى إليه كل مؤمن.

أحيانًا، قد ننجذب إلى مفاهيم مثل "طاقة القرآن" أو "الطاقة الروحية"، ونحاول أن نفهمها أو نطبقها في حياتنا، معتقدين أنها الطريق الأسرع للسكينة. لكن يجب أن نتوقف ونتساءل: هل هذه المفاهيم جزء من ديننا؟ وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يتعبدون الله بهذه الطرق أو يستخدمون هذه المصطلحات؟

الحذر من الاستدراج إلى الطرق غير الصحيحة

من المهم أن ننتبه إلى أن بعض الأفكار والممارسات الروحانية قد تبدو في ظاهرها جميلة وجذابة، وتدّعي أنها قريبة من الحق، لكنها في حقيقتها قد تبتعد بنا عن الطريق الصحيح. كثير من الناس يقعون في شباك هذه المعتقدات دون أن يشعروا، ويظنون أنهم يقتربون من الله بينما هم في الواقع يغلقون على أنفسهم أبواب الخير واليقين.

يجب أن نكون واعين لهذه الأمور، وأن ندعو الله دائمًا أن ينير بصيرتنا ويثبتنا على الحق. فكلما ازددنا وعيًا، حاولت هذه المفاهيم أن تتسلل إلينا بطرق جديدة. وهنا يأتي دور البثوث والمحاضرات التوعوية التي تذكرنا بالرجوع إلى القرآن والسنة، وتحذرنا من الانجراف وراء كل جديد دون تمحيص.

العودة إلى الأصل: القرآن والسنة

عندما سُئل أحد الإخوة: هل أنت أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أجاب بالنفي، بالطبع. فالرسول عليه الصلاة والسلام أكمل لنا الدين وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. إذًا، لماذا نبحث عن عبادات أو طرق لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، وهم خير من عبد الله؟

العبادات التي أُمرنا بها واضحة في القرآن والسنة، ولا تحتاج إلى إضافات أو ابتكارات. علينا أن نعبد الله كما أمرنا، دون زيادة أو نقصان، وأن نلقى الله بهذه العبادة الخالصة.

التحذير من اتباع الهوى

يقول الله تعالى: "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم..." (الجاثية: 23). علينا أن ننتبه ألا نتبع أهواءنا أو ننجرف وراء كل فكرة جديدة بحجة أنها تقربنا من الله، فالدين قد اكتمل، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا شيئًا إلا وبيّنه.

خلاصة القول

اليقين الحقيقي لا يُنال إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه، وبالتمسك بما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم. أما المفاهيم الدخيلة مثل "طاقة الريكي" أو غيرها، فهي خطوات قد تبدو بسيطة في البداية، لكنها تفتح أبوابًا قد تخرج الإنسان عن جادة الصواب دون أن يشعر.

فلنحمد الله على نعمة الهداية، ونسأله أن يثبتنا على الحق، ويحفظنا ويحفظ أبناءنا وبناتنا من كل فتنة. ولنحرص دائمًا على أن تكون عبادتنا كما أمرنا الله، وكما علمنا رسوله الكريم، دون زيادة ولا نقصان.

اللهم ثبتنا على دينك، وانفعنا بالقرآن، واجعلنا من عبادك المخلصين.

https://www.youtube.com/watch?v=8EOYteD3RxI

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك