مداخلات الضيوف مع الدكتور يوسف مسلم: كشف حقائق الطاقات الزائفة وأثرها النفسي والشرعي

في لقاء مميز على قناة "سحر اليوغا والطاقة"، اجتمع عدد من الضيوف مع الدكتور يوسف مسلم، المتخصص في علم النفس والعلاج النفسي، لمناقشة موضوعات هامة تدور حول علوم الطاقة، مفاهيم الروح والنفس، التلبس الشيطاني، ودور المدربين في مجالات التنمية البشرية. كان الحوار ثريًا بالمداخلات والأسئلة التي تهم كل من يبحث عن الحقيقة وسط موجة المصطلحات والمفاهيم المنتشرة في عالم الطاقة والتنمية الذاتية.

1.التحذير من علوم الطاقة الزائفة

بدأ الحوار بالتنبيه على خطورة بعض الممارسات المنتشرة تحت مسمى "علوم الطاقة". حيث أكد الدكتور يوسف أن كثيرًا من هذه الممارسات تفتح أبوابًا لأعمال الشياطين، وقد تؤدي إلى الاستدراج والتلبس. نصح الدكتور كل من تعرّض لمثل هذه الممارسات باللجوء إلى الرقية الشرعية عند راقٍ موثوق يتبع الكتاب والسنة، محذرًا من مدعي الرقية والسحرة الذين يلبسون الحق بالباطل.

نصيحة عملية:

إذا شعرت بأي آثار غريبة بعد ممارسة ما يسمى بعلوم الطاقة، لا تتردد في التوقف فورًا، وركز على الرقية والالتزام بالدين، ولا تعطي هذه الأفكار أو الظواهر أي تركيز حتى لا تتضخم في نفسك.

2.الخلط بين الدين والعلوم الزائفة

تناول النقاش كيف أن مدربي الطاقة والدجالين يحاولون سرقة مصطلحات من علم النفس والاجتماع والدين، ليضفوا على أنفسهم شرعية زائفة. أوضح الضيوف أن هؤلاء يستغلون اختلاف وجهات النظر أو المصطلحات العلمية ليبرروا مفاهيم مثل "الوعي الكوني" أو "الجسد الأثيري"، بينما الحقيقة أن الإنسان مكوّن فقط من جسد وروح، والنفس هي اتحاد بينهما بإرادة الله.

موقف علم النفس:

التصنيفات مثل "العقل الواعي" و"العقل اللاواعي" هي تصنيفات علمية داخلية لأهل الاختصاص فقط، ولا تعني وجود عقلين منفصلين أو وعي غامض يمكن الاتصال به كما يدعي مدربو الطاقة.

3.التلبس الشيطاني بين العلم والدين

أحد الأسئلة الجوهرية التي طُرحت: لماذا يوجد تناقض بين الراقي الشرعي والطبيب النفسي حول موضوع التلبس الشيطاني؟ أجاب الدكتور يوسف أن علم النفس لا يملك أدوات لقياس أو دراسة الغيبيات مثل التلبس، فهذه من اختصاص العلوم الشرعية. وأكد أن هناك بالفعل حالات تلبس وسحر حقيقية، وأن إنكار بعض الأطباء النفسيين لذلك يعود لجهلهم أو عدم اختصاصهم.

تجربة ميدانية:

شارك الدكتور يوسف تجربته الشخصية في التعامل مع حالات تلبس وسحر، وكيف يميز بين الهلوسة النفسية والتلبس الحقيقي، وأهمية التعاون بين أهل العلم الشرعي وأهل الاختصاص النفسي لخدمة الناس.

4.مدربو الحياة (Life Coaches): بين الفائدة والدجل

تطرق النقاش إلى مفهوم مدرب الحياة أو "اللايف كوتش". أوضح الدكتور يوسف أن هذا المفهوم أصله في التدريب الإداري وتطوير المهارات، وليس له علاقة بالعلوم الزائفة أو الروحانيات. المشكلة تظهر عندما يستخدم بعض المدربين مسميات براقة ليخفوا خلفها أفكارًا غير علمية أو حتى خطيرة.

كيف تميز المدرب الحقيقي؟

المدرب الحقيقي لا يكثر من الألقاب ولا يدعي لنفسه صفات خارقة. كلما وجدت شخصًا يكثر من المسميات أو يوزع على نفسه ألقابًا ذاتية مثل "خبير" أو "قدير"، فاحذر منه.

5.مفهوم الطفل الداخلي وجروح الماضي

أثير سؤال حول استخدام مدربي الطاقة لمفهوم "الطفل الداخلي" وجروح الماضي. شرح الدكتور يوسف أن أصل هذا المفهوم يعود للتحليل النفسي، حيث تؤثر تجارب الطفولة على حياة الإنسان. لكن بعض مدربي الطاقة يضيفون إليه أفكارًا غيبية مثل تناسخ الأرواح أو حلول روح قديمة في الجسد، وهي أفكار لا أساس لها في العلم ولا الدين.

6.نصائح للمتعافين من علوم الطاقة

طرحت إحدى المشاركات سؤالًا مهمًا: ماذا يفعل من تاب عن ممارسة علوم الطاقة لكنه ما زال يعاني من آثار نفسية أو قلق أو اكتئاب؟ أجاب الدكتور يوسف بأن الرقية الشرعية مهمة، لكن هناك حاجة أيضًا لدعم نفسي وتأهيل تدريجي. وأوضح أن من اعتاد على التحفيز العالي في عالم الطاقة قد يشعر بفراغ أو اكتئاب عند العودة للحياة الطبيعية، وهذا أمر طبيعي يحتاج إلى وقت وتدرج في التعافي.

نصيحة عملية:

لا تتردد في طلب الدعم النفسي الجماعي أو الفردي، وكن صبورًا على نفسك. التعافي من الإدمان على التحفيز الزائف أو الشعور بالقوة الخارقة يحتاج لوقت، ومع الوقت ستجد نفسك أكثر توازنًا وهدوءًا.

7.خاتمة اللقاء: الوعي في ازدياد

اختتم الدكتور يوسف اللقاء بالتأكيد على أن الوعي في ازدياد، وأن موجة الشبهات والفتن في علوم الطاقة وغيرها ما هي إلا فقاعة ستزول مع الوقت. دعا الجميع إلى الاستمرار في طلب العلم الشرعي والعلمي، وعدم التردد في تصحيح المعلومات أو طلب النصيحة من أهل الاختصاص.

رسالة أمل:

كل من عاد من هذه الممارسات أو تعافى منها هو مصدر نور وخبرة للآخرين، فلا تترددوا في مشاركة تجاربكم وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

روابط مفيدة

• قناة الدكتور يوسف مسلم على اليوتيوب والتليجرام لمزيد من الحوارات والدروس.
• كتاب "الروح" لابن القيم لمن أراد التعمق في فهم النفس والروح من منظور شرعي.

في النهاية، هذا اللقاء كان بمثابة مرجع توعوي لكل من يبحث عن الحقيقة ويريد أن يحمي نفسه وأسرته من مخاطر الدجل والشعوذة المنتشرة تحت مسميات براقة. المعرفة والوعي هما خط الدفاع الأول، فاحرص عليهما وكن دائمًا على تواصل مع أهل العلم والثقة.