🔴 مدربة ريكي وتاروت ... سنوات وهي لا تعلم حقيقة السحر والشعوذة والتعويذات ورموز الطاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات وورش عمل حول "علوم الطاقة" مثل الريكي والثيتا هيلينغ والتاروت وغيرها من الممارسات التي يدّعي البعض أنها تسا
حقيقة علوم الطاقة والريكي: بين التجربة الشخصية والتحذيرات الشرعية
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع دورات وورش عمل حول "علوم الطاقة" مثل الريكي والثيتا هيلينغ والتاروت وغيرها من الممارسات التي يدّعي البعض أنها تساعد على الشفاء الذاتي وتحقيق التوازن الروحي. في هذا المقال، نسلط الضوء على تجارب واقعية ونقاشات دارت بين مدربين سابقين ومختصين في هذه المجالات، ونستعرض آراءهم حول حقيقة هذه العلوم، وأثرها على العقيدة والدين، وخطورة الانجراف خلفها دون علم أو وعي.
من أين تبدأ القصة؟
تبدأ القصة عادةً من رغبة صادقة في تطوير الذات أو البحث عن حلول لمشاكل نفسية أو جسدية. كثيرون يدخلون هذه الدورات بنية طيبة، بحثًا عن تقدير الذات أو اكتشاف النفس أو حتى المساعدة في علاج الأمراض. لكن مع التعمق، تتغير الأمور، ويكتشف البعض أن ما ظنوه علمًا نافعًا قد يحمل في طياته مخاطر عقائدية وسلوكية كبيرة.
التجربة الشخصية: من الداخل إلى الحقيقة
إحدى المشاركات في النقاش، سارة، تحدثت عن تجربتها الشخصية مع هذه العلوم. فهي حاصلة على ماجستير في تفسير القرآن وعلومه، ومعلمة قرآن، لكن فضولها دفعها لدراسة علوم الطاقة من مصادرها الأصلية، وقراءة الكتب بالإنجليزية، وحضور دورات متعددة في مدارس مختلفة مثل الريكي والثيتا هيلينغ.
تقول سارة: "أنا لم أستخدم الأحجار ولا الرموز ولا التأملات كما يُطلب عادة في هذه الدورات، وكنت أؤدي صلاتي وصيامي وأحافظ على ديني. لكن أغلب من دخلوا هذه العلوم من غير بابها الصحيح، تركوا الصلاة والحجاب، وانحرفوا عن الطريق المستقيم."
وتضيف: "المشكلة ليست في العلم نفسه، بل فيمن ينقله دون علم أو فهم، أو يأخذ معلومة من هنا وهناك دون الرجوع للأصول. كثير من المدربين يطلبون تكرار رموز أو عبارات أو رسم أشكال معينة، دون أي أساس علمي أو شرعي."
مخاطر علوم الطاقة: انحرافات عقائدية وسلوكية
أجمع المتحاورون على أن خطورة هذه العلوم تكمن في عدة نقاط، منها:
1. الاعتماد على مصادر غير موثوقة
أغلب ما يُدرس في هذه الدورات مترجم بشكل خاطئ أو مبتور من مصادر أجنبية، وغالبًا ما يكون الأصل فيها عقائد وثنية أو فلسفات شرقية لا علاقة لها بالإسلام.
2. ربط الشفاء أو النجاح بقوى خفية
تروج هذه الدورات لفكرة أن هناك "طاقة كونية" أو "مرشدين روحيين" أو "ملائكة" يمكن التواصل معهم وطلب المساعدة منهم، وهو ما يتعارض مع عقيدة التوحيد التي تحصر الاستعانة بالله وحده.
3. استخدام رموز وتعويذات
الكثير من تقنيات الريكي والثيتا تعتمد على رموز وتعويذات يُعتقد أنها تستدعي طاقات أو كائنات غيبية، وبعضها مرتبط مباشرة بالسحر والشعوذة، كما أكد ذلك مختصون مارسوا هذه العلوم لسنوات ثم تابوا عنها.
4. التأثير السلبي على الدين والممارسات الدينية
أشار العديد من المشاركين إلى أن من يدخل هذه العلوم بعمق غالبًا ما يبدأ في ترك الصلاة أو الحجاب أو حتى إنكار السنة النبوية وتفاسير العلماء، بل وقد يصل الأمر إلى الشك في العقيدة.
هل هناك دليل شرعي على وجود "طاقة" كما يُروج لها؟
من النقاط الجوهرية التي أثيرت في النقاش: هل هناك دليل من القرآن أو السنة على وجود هذه "الطاقة" التي تتحدث عنها هذه المدارس؟ أجمع المتخصصون في الشريعة على أنه لا يوجد أي دليل شرعي يثبت وجود هذه الطاقة بالشكل المروج له في هذه الدورات. الآيات التي يستدل بها البعض، مثل قوله تعالى: "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به"، لا علاقة لها بمفهوم الطاقة الكونية أو الشاكرات أو غيرها من المصطلحات المستوردة.
ماذا يقول العلم الحديث؟
حتى من وجهة نظر علمية بحتة، لم تعترف أي جامعة أو مؤسسة علمية مرموقة في العالم بعلوم الطاقة مثل الريكي أو الثيتا كعلاج معتمد أو مثبت علميًا. بل هناك علماء حاصلون على جوائز نوبل في الفيزياء صرحوا بعد سنوات من دراسة هذه التقنيات أنها لا تعدو كونها نوعًا من الشعوذة.
نصائح وتجارب واقعية: العودة للثوابت
كثير ممن مارسوا هذه العلوم لسنوات طويلة عادوا ليحذروا منها، بعد أن اكتشفوا أنها تفتح بابًا للشياطين والسيطرة الروحية، وتؤدي إلى فقدان البركة والنعم، بل والعزلة عن الأهل والمجتمع. بعضهم ذكر أنه مع مرور الوقت تبدأ هذه الممارسات بالسيطرة على تفاصيل الحياة، حتى في النوم والأحلام، ويصبح الإنسان كالبوابة التي تستنزف طاقته لصالح كيانات غيبية.
النصيحة الأهم التي وجهها الجميع:العودة للقرآن والسنة، وعدم البحث عن حلول خارج إطار الشريعة، والابتعاد عن كل ما فيه شبهة شرك أو استمداد من غير الله.
خلاصة القول
- علوم الطاقة مثل الريكي والثيتا هيلينغ والتاروت وغيرها، ليست علومًا حقيقية ولا معترف بها علميًا أو شرعيًا.
- مصدرها فلسفات وثنية شرقية، وتمت أسلمتها زورًا لتناسب المجتمعات الإسلامية.
- خطورتها تكمن في الانحراف العقائدي والسلوكي، وفتح باب التعامل مع الشياطين والسحر.
- لا يوجد دليل شرعي أو علمي على صحة هذه الممارسات.
- النصيحة لكل من دخل هذا الباب: أخرج فورًا، وارجع إلى دينك وثوابتك، ولا تغتر بالمظاهر أو الدعايات البراقة.
مصادر موثوقة للتعلم والتوعية
- الاستماع إلى العلماء والدعاة الموثوقين في مسائل العقيدة.
- الرجوع إلى القرآن الكريم وتفسيره الصحيح.
- البحث عن الفتاوى الرسمية الصادرة عن الهيئات الشرعية في بلدك.
ختامًا:احرص دائمًا على تحري العلم الصحيح، وابتعد عن كل ما فيه شبهة أو خطر على دينك ودنياك. فالدين هو رأس المال الحقيقي، وأي شيء يهدد سلامته أو يفتح باب الشرك لا خير فيه.
"اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه."