🔵 مدربة طاقة مشهورة ( تسب الذات الإلهية ومقام النبوة الكريم ) حقيقة منهج العصر الجديد والوعي والطاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة مدربي ومدربات الطاقة والوعي بشكل واسع في العالم العربي. كثير من الشباب والفتيات أصبحوا يتابعون هذه الدورات ويشاركون ف
حقيقة منهج العصر الجديد: الوعي والطاقة بين الوثنية والتحريف الديني
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة مدربي ومدربات الطاقة والوعي بشكل واسع في العالم العربي. كثير من الشباب والفتيات أصبحوا يتابعون هذه الدورات ويشاركون في جلسات التأمل واليوغا والتاروت وقراءة الخرائط الفلكية وغيرها من الممارسات التي يُروَّج لها تحت شعار "التنمية الذاتية" و"الشفاء الروحي". لكن خلف هذه الشعارات البراقة، هناك منهج فكري وعقائدي خطير يهدد ثوابت العقيدة الإسلامية ويستهدف هوية الجيل الجديد.
في هذا المقال، سنكشف حقيقة "منهج العصر الجديد" (New Age) وفلسفات الطاقة والوعي، ونوضح كيف يتم تسويقها بشكل خفي أو صريح، وما هي مخاطرها على العقيدة والدين، مع عرض أمثلة واقعية من تصريحات بعض المدربين والمدربات.
الطاقة والوعي: فلسفات وثنية شرقية
أغلب من يمارس أو يدرب على الطاقة والوعي، سواء عن علم أو جهل، يتبنى بشكل أو بآخر فلسفات وثنية شرقية مثل الهندوسية والبوذية والغنوصية. هذه الفلسفات تقوم على معتقدات مثل:
- تناسخ الأرواح: الإيمان بأن الروح تنتقل من جسد إلى آخر بعد الموت في رحلة تطهير كارمية.
- الطاقة الكونية: الاعتقاد بوجود طاقة غير مرئية (برانا، تشي، إلخ) تتحكم في الصحة والمصير.
- الاتحاد بالمصدر: فكرة أن الإنسان يمكن أن يتحد مع "المصدر" أو "الطاقة العليا"، ويصبح جزءًا من الإله أو الكون.
- المانترا والتأمل: استخدام طقوس وأذكار غير إسلامية لفتح "بوابات روحية" والتواصل مع قوى غيبية.
هذه الأفكار تتعارض كليًا مع التوحيد الإسلامي الذي ينص على أن الله سبحانه وتعالى واحد أحد، منفصل عن خلقه، لا يشبهه شيء، ولا يُعبد إلا هو.
كيف يتم تسويق هذه الفلسفات؟
غالبية مدربي الطاقة يتجنبون التصريح بمعتقداتهم الحقيقية أمام المتابعين المسلمين حتى لا يخسروا جمهورهم. فهم يقدمون أنفسهم على أنهم "مدربو تنمية ذاتية" أو "خبراء وعي" ويستخدمون لغة مزدوجة تجمع بين مصطلحات علمية وروحية، ويخلطون بين الحق والباطل.
لكن هناك من يصرحون بوضوح بمعتقداتهم، مثل إحدى المدربات الشهيرات التي قالت صراحة أن الله سبحانه وتعالى هو نفسه "إنكي" أو "مردوخ" (آلهة وثنية بابلية)، وأن عيد الأضحى هو "عيد دموي" يُقدم فيه الدماء للآلهة الوثنية! بل وتجرأت على سب الذات الإلهية ومقام النبوة الكريم، ووصفت القرآن بأنه "سارق" من الأساطير القديمة (والعياذ بالله).
لماذا يحرم مدربو الطاقة الأضحية؟
من الملاحظ أن كثيرًا من مدربي ومدربات الطاقة يمتنعون عن ذبح الأضاحي في عيد الأضحى، بل ويعتبرون ذلك "جريمة روحية". والسبب في ذلك هو إيمانهم بتناسخ الأرواح، حيث يعتقدون أن روح الإنسان قد تتقمص جسد حيوان، وبالتالي فإن ذبح الحيوان يُعتبر قطعًا لرحلته الكارمية وتعديًا على الروح المتقمصة فيه!
هذا الاعتقاد الوثني يتناقض مع تعاليم الإسلام التي جعلت الأضحية شعيرة عظيمة من شعائر التوحيد، وتكريمًا للإنسان بإخلاص العبادة لله وحده.
استبدال الله بـ "المصدر" أو "الكون"
من أخطر ما يروج له منهج العصر الجديد هو استبدال مفهوم الله الخالق الواحد الأحد بمصطلحات مبهمة مثل "المصدر"، "الطاقة العليا"، أو "الكون". فيُقال للممارسين: "اتحد بالمصدر"، "استمد طاقتك من الكون"، "أرسل نواياك للكون"، وهكذا.
هذه العبارات تهدف تدريجيًا إلى إبعاد المسلم عن التوحيد الخالص، وجعله يعتقد أن الكون أو الطاقة هي التي تدبر الأمور، وليس الله سبحانه وتعالى.
ضرب ثوابت الدين والتشكيك في القرآن والسنة
من ضمن منهج العصر الجديد، التشكيك في القرآن والسنة النبوية، واتهام الأحاديث بالتحريف أو الوضع، والطعن في الصحابة والعلماء. بل يصل الأمر إلى حد الادعاء بأن القرآن "مسروق" من الأساطير القديمة، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان "مسيحيًا" أو "نرجسيًا" (والعياذ بالله).
هذه الأفكار تهدف إلى تفتيت العقيدة الإسلامية، وخلق جيل لا ديني، سهل الانقياد لأي فكر منحرف.
خطورة التأمل والطقوس الروحية
يتم الترويج للتأمل واليوغا والمانترا على أنها وسائل للاسترخاء والسلام النفسي، لكن في الحقيقة، كثير من هذه الطقوس مأخوذة من الديانات الوثنية، وتستخدم لفتح "بوابات روحية" والتواصل مع "شبكة أثيرية شيطانية" كما يصفها بعض الممارسين السابقين.
وقد يؤدي الانخراط في هذه الممارسات إلى اضطرابات نفسية، أو حتى إلى الشرك بالله دون أن يشعر الإنسان.
كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟
- تحديد مصادر التلقي: لا تأخذ علمك أو علاجك أو نصيحتك إلا من مصادر موثوقة من أهل السنة والجماعة، أو من أهل الاختصاص المعروفين بأمانتهم ودينهم.
- الوعي بخطورة هذه الممارسات: يجب أن نعلم أن الطاقة والوعي ليست علومًا محايدة، بل هي عقائد وفلسفات وثنية مغلفة بعبارات براقة.
- توعية الأبناء والبنات: يجب الحديث معهم بصراحة عن خطورة هذه الدورات والمدربين، وتحذيرهم من الانخراط في أي نشاط أو جلسة لا تستند إلى العلم الصحيح والدين القويم.
- العودة للعلماء الربانيين: في مسائل الدين والعقيدة، لا بد من الرجوع إلى العلماء الموثوقين، وقراءة كتب أهل السنة، وعدم الانجرار وراء الدعاوى البراقة.
خاتمة
منهج العصر الجديد والطاقة والوعي ليس مجرد "تنمية ذاتية" أو "شفاء روحي"، بل هو دين جديد قائم على فلسفات وثنية تهدف إلى هدم العقيدة الإسلامية وتفتيت هوية الأمة. الواجب علينا كمسلمين أن نكون على وعي تام بهذه المخاطر، وأن نحمي أنفسنا وأبناءنا من الوقوع في شراكها، وأن نتمسك بالتوحيد الخالص ونعظم شعائر الله، ونحترم مقام النبوة والقرآن الكريم.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق، وأن يحفظ أبناء وبنات المسلمين من كل فتنة وضلال، وأن يرد الضالين إلى دينه رداً جميلاً.
تنبيه مهم:ليس كل من يمارس أو يتابع دورات الطاقة والوعي مدركًا لحقيقة هذه الفلسفات، فكثير منهم دخلوا بحسن نية أو بدافع الفضول. لذلك، علينا أن ننصحهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ونبين لهم الحق بالحجة والدليل، وندعو الله لهم بالهداية.