🔴 محارب الخزعبلات : بدأت بلعبة وأصبحت قارئة تاروت

في عصرنا الحالي، تنتشر العديد من الممارسات الروحانية والطاقية التي تغري الكثيرين بالبحث عن تجارب جديدة أو حلول لمشاكلهم النفسية والاجتماعية. تبدأ القص

س
سحر اليوقا و الطاقة
نوفمبر 04,2025
6 دقائق
0

من لعبة إلى قارئة تاروت: رحلة في عالم الطاقة والشاكرات

مقدمة

في عصرنا الحالي، تنتشر العديد من الممارسات الروحانية والطاقية التي تغري الكثيرين بالبحث عن تجارب جديدة أو حلول لمشاكلهم النفسية والاجتماعية. تبدأ القصة أحيانًا بلعبة بسيطة أو فضول عابر، لكنها قد تتحول إلى نمط حياة يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية، بل وحتى على العلاقة مع الله والدين. في هذا المقال، نعرض تجربة شخصية صادقة وملهمة حول الدخول في عالم ألعاب الأرواح، اليوغا، الشاكرات، وقراءة التاروت، وكيف يمكن أن تقود هذه الممارسات إلى آثار غير متوقعة.

البداية: لعبة التواصل مع العالم الآخر

تقول صاحبة التجربة: "الجميع يعرف لعبة التواصل مع العالم الآخر، التي نسميها أحيانًا العويجة أو الويجا بورد. كنا نمارسها ببساطة، باستخدام قلم وورقة، دون طلاسم أو تعقيدات. في البداية كانت مجرد لعبة، لكن سرعان ما تحولت إلى إدمان. كنت أعود إلى المنزل متحمسة فقط لألعبها، في جو من الظلام والشموع."

لم يكن هناك من يوجهها أو يعلمها كيفية اللعب، لكنها وجدت نفسها منجذبة بشكل متزايد لهذه التجربة حتى أصبحت جزءًا من حياتها اليومية. ومع مرور الوقت، بدأت تلاحظ تغيرات غريبة في حياتها: شعور بالخوف، رؤية أشياء وسماع أصوات غير مألوفة، وإحساس دائم بوجود شيء غير طبيعي في غرفتها.

الانتقال إلى تطوير الذات واليوغا والشاكرات

بعد فترة من ممارسة هذه اللعبة، قررت الابتعاد عنها، معتبرة إياها مجرد فكرة مراهقة. لكنها سرعان ما وجدت نفسها تفتح بابًا جديدًا: كتب تطوير الذات، ثم اليوغا، وأخيرًا الشاكرات. تقول: "تعمقت في موضوع الشاكرات بشكل غير طبيعي، حتى أصبحت حواسي مضاعفة – حاسة الشم، الذوق، وكل شيء."

وجدت من يشجعها على الاستمرار في هذا الطريق، حتى بدأت تقرأ التاروت، الفنجان، والكف. كانت تظن أن لديها هبة من الله، خاصة مع تأكيد من حولها أن قراءاتها صحيحة. لكنها لم تكن تدرك كيف كانت تحصل على هذه المعلومات، وبدأت تشعر أن الأمر يتجاوز قدراتها الطبيعية.

التناقض بين الممارسات الروحانية والدين

الأخطر من ذلك، كما تروي، أن هذه الممارسات لم تتوقف حتى أثناء الصلاة. "كان الشيطان يوهمني أنني أساعد الناس وأصلي في نفس الوقت، لكن الحقيقة أنني كنت أمارس شيئًا يشبه السحر." وتضيف: "اليوم لم يعد السحر كما كان في السابق، بل أصبح متجددًا في اليوغا وبعض ممارسات الطاقة، حتى أن البعض يربط آيات من القرآن بأعداد معينة لجذب الطاقة، وهذا أمر خطير."

كانت تعتقد أن هذه الممارسات تقربها من الله، لكنها لاحقًا أدركت أن النية الصافية قد تُستغل في طرق خاطئة، وأن الجمع بين الصلاة وممارسات الطاقة قد يكون بمثابة لعنة على النفس.

الآثار النفسية والجسدية

استمرت هذه الرحلة أحد عشر عامًا، وخلالها عانت من مشاكل عديدة: تعطلت حياتها، وتدهورت علاقاتها، خاصة مع والدتها. تقول: "كنت أرى رؤى وأحس بأشياء غريبة. وحتى عندما حاولت التخلص من بطاقات التاروت والكريستالات، شعرت بثقل شديد وصعوبة في التخلص منها."

تعرضت أيضًا لنوبات اكتئاب مفاجئة، واضطرت للجوء للعلاج النفسي بسبب معاناتها من أفكار ومشاعر غريبة تتعلق بما يُسمى "الطفل الداخلي". كما عانت من كوابيس، أرق، وخوف غير مبرر حتى من غرفتها الخاصة.

الخروج من الدائرة المغلقة

توضح صاحبة التجربة أنها لم تدخل أي دورات أو مدارس متخصصة في الطاقة، بل اعتمدت على القراءة الذاتية ومتابعة بعض البثوث والكتب. ومع ذلك، استغرقت سنوات طويلة حتى أدركت حقيقة ما كانت تمر به. "منذ سنتين تركت كل هذه الممارسات، ولم أكن أعلم لماذا. ربما كانت صلاتي هي التي أنقذتني، رغم أنني لم أكن ملتزمة تمامًا."

وتضيف: "القرآن الكريم يُقرأ دون تحديد أعداد أو أوقات معينة. كل ما يقال عن تكرار الآيات بعدد معين لجلب الطاقة أو تحقيق رغبات هو كلام فارغ، وقد يعود علينا بنتائج عكسية."

تحذير وتجربة شخصية

تختم تجربتها بنصيحة صادقة: "مهما قالوا لكم عن الطاقة وربطها بكلام الله أو استخدام آيات معينة بعدد محدد، لا تصدقوا ذلك. ابحثوا بأنفسكم وتأكدوا من صحة المعلومات. لا تدعوا أحدًا يستغل نيتكم الصافية أو حاجتكم للمساعدة."

وتؤكد أن كل ما مرت به من أعراض جسدية ونفسية كان نتيجة هذه الممارسات، وأن الطريق الوحيد للنجاة كان العودة إلى الله والالتزام بالصلاة والأذكار.

الخلاصة

تجربة هذه السيدة تبرز خطورة الانجراف وراء الممارسات الروحانية والطاقية دون وعي أو علم، خاصة عندما يتم ربطها بالدين أو تقديمها كحلول سحرية للمشاكل النفسية. من المهم دائمًا البحث والتحقق من مصادر المعلومات، وعدم الانسياق وراء أي ممارسة غير مثبتة علميًا أو دينيًا. فالحياة الروحية الحقيقية تُبنى على علاقة صادقة مع الله، وليس على طقوس أو ألعاب قد تفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها بسهولة.

نصيحة أخيرة:لا تصدق كل ما يُقال لك، وابحث دائمًا عن الحقيقة بنفسك. صحتك النفسية والجسدية أغلى من أي تجربة عابرة أو فضول مؤقت.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك