اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

مخاطر التنفس الطاقي والتأملات غير العلمية: دليل شامل للوعي والحماية

في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات مثل "التنفس الطاقي" و"جلسات التأمل" عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما يتم الترويج لها كوسائل لتحسين

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات مثل "التنفس الطاقي" و"جلسات التأمل" عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وغالبًا ما يتم الترويج لها كوسائل لتحسين الصحة النفسية والجسدية، أو حتى علاج الأمراض المزمنة والصدمات النفسية. لكن هل هذه الممارسات آمنة حقًا؟ وما هي المخاطر الحقيقية المرتبطة بها؟ في هذا المقال، سنستعرض أهم النقاط التي تم مناقشتها في لقاء علمي موسع مع مجموعة من الأطباء والمتخصصين، ونقدم نصائح عملية لحماية النفس والمجتمع من الوقوع في فخ العلوم الزائفة.

ما هو التنفس الطاقي؟ ولماذا يُحذر منه؟

التنفس الطاقي هو نوع من التمارين التنفسية التي تعتمد على حبس النفس لفترات طويلة أو التحكم المبالغ فيه في الشهيق والزفير، وغالبًا ما يُروج له على أنه وسيلة لرفع الطاقة الداخلية، أو تحقيق "التوازن الروحي" أو "تنظيف الصدمات". إلا أن هذه الممارسات ليست مبنية على أسس علمية أو طبية معترف بها، بل قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل نقص الأكسجين في الدماغ، اضطرابات في ضربات القلب، أو حتى الوفاة في بعض الحالات.

قصة حقيقية: ضحية التنفس الطاقي

تم ذكر حالة فتاة في السابعة عشرة من عمرها في كاليفورنيا عام 2021، حيث توفيت بعد مشاركتها في تحدي تنفس طاقي تضمن القفز في ماء مثلج وحبس النفس لفترة طويلة. هذا أدى إلى نقص حاد في الأكسجين في الدماغ، وتسبب في جلطة دماغية ووفاتها على الفور. هذه الحادثة ليست الوحيدة، بل هناك العديد من الحالات المماثلة التي تؤكد خطورة هذه الممارسات.

كيف تميز بين التنفس الصحي والتنفس الضار؟

من المهم التفريق بين الأنواع المختلفة من تمارين التنفس:

  • التنفس الطبيعي: هو التنفس التلقائي الذي يقوم به الجسم دون تدخل واعٍ، وهو ضروري للحياة ولا يحتاج لتعديل أو تدخل.
  • تمارين التنفس الرياضي: تُستخدم تحت إشراف مدربين مختصين لتحسين الأداء البدني، وغالبًا ما تكون آمنة للرياضيين الأصحاء.
  • التنفس الطاقي أو التأملي: يعتمد على حبس النفس أو التحكم المبالغ فيه في الشهيق والزفير، وغالبًا ما يتم ممارسته في جلسات سكون أو تأمل، وهو النوع الذي يحمل المخاطر الأكبر.

كيف تعرف أنك دخلت في دائرة الخطر؟

أي ممارسة تتضمن حبس النفس لفترات طويلة، أو محاولة قراءة القرآن أو نصوص طويلة في نفس واحد، أو تمارين تتلاعب بحركة الحجاب الحاجز والعصب العاشر (العصب المبهم)، قد تعرضك لنقص الأكسجين، اضطراب ضربات القلب، أو أعراض مثل الدوخة، التنميل، الهلاوس السمعية والبصرية، وحتى فقدان الوعي.

الأعراض والمضاعفات المحتملة

شارك العديد من الحضور تجاربهم الشخصية مع التنفس الطاقي، حيث ظهرت عليهم أعراض مثل:

  • دوار شديد، وثقل في الرأس
  • تنميل في الأطراف أو حول الفم
  • هلاوس سمعية أو بصرية (رؤية حشرات أو سماع أصوات غير حقيقية)
  • قلق، اكتئاب، أو حتى أفكار انتحارية
  • اضطراب في النوم أو كوابيس متكررة

هذه الأعراض قد تظهر فورًا أو بعد فترة من الممارسة، وقد تتفاقم لتؤثر على الصحة النفسية والجسدية بشكل خطير.

لماذا يلجأ الناس لهذه الممارسات؟

أغلب من يقعون في فخ التنفس الطاقي أو التأملات الزائفة يبحثون عن حل سريع لمشاكلهم النفسية أو الجسدية، أو يسعون وراء نشوة مؤقتة أو شعور زائف بالسعادة. لكن الحقيقة أن هذه النشوة غالبًا ما تكون مصحوبة بمخاطر كبيرة، وقد تؤدي إلى اعتقادات خاطئة أو حتى اضطرابات عقلية.

نصائح عملية للوقاية والحماية

  • لا تتبع أي ممارسة غير معتمدة علميًا أو طبياً، خاصة إذا كانت تروج لها شخصيات غير مختصة أو عبر الإنترنت دون إشراف طبي.
  • استشر الطبيب المختص في حال وجود أعراض نفسية أو جسدية مزمنة، ولا تلجأ للعلاج الذاتي عبر الإنترنت أو جلسات مجهولة المصدر.
  • استخدم مصادر علمية موثوقة عند البحث عن معلومات صحية، وتجنب الاعتماد على محركات البحث فقط، حيث أن النتائج الأولى غالبًا ما تكون مدفوعة أو موجهة.
  • كن حذرًا من المدربين أو المعالجين الذين يخلطون بين الطب الحقيقي والعلوم الزائفة، حتى وإن حملوا شهادات طبية أو رياضية.
  • لا تعرض نفسك أو غيرك للخطر من أجل "نشوة مؤقتة" أو "تجربة جديدة"، فالصحة النفسية والجسدية أثمن من أي مغامرة غير محسوبة.
  • في حال ظهور أعراض خطيرة مثل فقدان الوعي، الهلاوس، أو اضطراب ضربات القلب، توجه فورًا للطوارئ الطبية.

دور المجتمع والأسرة في التوعية

من المهم نشر الوعي بين الشباب والمراهقين، خاصة أن هذه الفئة هي الأكثر عرضة لتجربة الممارسات الجديدة دون إدراك كامل للمخاطر. يجب على الأهل والمعلمين والمتخصصين توجيه النصائح والتحذيرات، وتشجيع العودة إلى المصادر العلمية والدينية الموثوقة.

السعادة الحقيقية ليست في الطاقات الزائفة

ختم المتخصصون اللقاء بتأكيد أن السعادة الحقيقية لا تأتي من جلسات التنفس الطاقي أو التأملات غير العلمية، بل من الرضا، والتسامح، والعطاء، والعلاقات الإنسانية الصحية، والالتزام بتعاليم الدين والعودة إلى الله.

كما أن أفضل وسائل الراحة النفسية هي: النوم الكافي، الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة المعتدلة، شرب الماء، والاسترخاء الطبيعي، وليس اللجوء إلى ممارسات مشبوهة أو غير مثبتة علمياً.

خلاصة القول

التنفس هبة من الله، وهو عملية تلقائية لا تحتاج إلى تدخل أو تعديل إلا في حالات مرضية وتحت إشراف طبي. لا تعبث بجسمك أو عقلك باتباع ممارسات غير علمية قد تضر أكثر مما تنفع. إذا كنت تعاني من ضغوط نفسية أو مشاكل صحية، الجأ لأهل الاختصاص، وابتعد عن الدجالين ومدربي الطاقة والعلوم الزائفة.

حافظ على صحتك، وكن واعيًا، وشارك هذه المعلومات مع من تحب لحمايتهم من مخاطر التنفس الطاقي والتأملات غير العلمية.

للمزيد من الأسئلة أو الاستفسار، يمكنك الانضمام إلى منتدى "نور الحقيقة" على تليجرام وطرح سؤالك مباشرة على الأطباء والمتخصصين.

دمتم بصحة ووعي.

https://www.youtube.com/watch?v=Cwt2puPY2Yo

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك