اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

مخاطر مدارس العصر الجديد: حوار عميق حول الطاقة والتنمية البشرية وأثرها على العقيدة والمجتمع

في عصر تتسارع فيه وتيرة التغيير، وتنتشر فيه الأفكار والمعتقدات الجديدة عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، أصبح من الضروري أن نقف وقفة تأمل ونقد أمام ب

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

مقدمة

في عصر تتسارع فيه وتيرة التغيير، وتنتشر فيه الأفكار والمعتقدات الجديدة عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، أصبح من الضروري أن نقف وقفة تأمل ونقد أمام بعض التيارات الفكرية التي تغزو مجتمعاتنا، مثل مدارس "الطاقة" و"التنمية البشرية" و"الوعي". في هذا المقال، نستعرض حواراً غنياً دار بين مجموعة من المختصين والمهتمين حول هذه القضايا، ونستخلص منه دروساً عملية ونصائح هامة لكل أسرة وفرد.

الرحمة الإلهية والتوكل على الله

بدأ الحوار بتذكير جميل بصفات الله عز وجل، الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب، ويمنح عباده فرص التوبة والهداية. وأكد المشاركون على أهمية التوكل على الله في كل شؤون الحياة، واللجوء إليه بالدعاء واليقين، فهو وحده القادر على كشف الكربات وتحقيق الأمن والسلامة في الدنيا والآخرة.

خطر الانحرافات الفكرية: قصة المدربة التونسية

من أبرز محاور النقاش قصة المدربة التونسية التي ضجت بها وسائل الإعلام مؤخراً، حيث أقدمت على جريمة مروعة بحق طفلتها الصغيرة، نتيجة انغماسها في أفكار الطاقة والعصر الجديد. هذه القصة المؤلمة كانت مدخلاً للحديث عن مدى خطورة بعض المعتقدات الدخيلة التي تروج لفكرة "القربان" و"الارتقاء الروحي" عبر ممارسات تتعارض مع الفطرة والدين والعقل.

أكد المتحاورون أن مثل هذه الحوادث ليست فردية، بل هي نتيجة طبيعية للانخراط في مدارس العصر الجديد التي تروج للأفكار الغنوصية والوثنية، وتدعو الإنسان للانفصال عن عقيدته وأسرته ومجتمعه تحت شعارات "الحرية" و"تحقيق الذات".

كيف تبدأ الانحرافات الفكرية؟

أشار النقاش إلى أن الانزلاق في هذه التيارات يبدأ غالباً بخطوات بسيطة، مثل حضور دورة أو متابعة مؤثر على السوشيال ميديا، ثم تتدرج الأمور حتى يفقد الإنسان توازنه النفسي والعقائدي. كثير من الضحايا يدخلون هذه المجالات بحثاً عن حل لمشكلة أو رغبة في تطوير الذات، فيجدون أنفسهم بعد فترة في حالة من الضياع، وربما الاكتئاب أو حتى الجنون.

ومن أخطر ما أشار إليه المتحدثون أن هذه المدارس قد تؤدي إلى:

  • تشويه العقيدة: عبر أفكار مثل وحدة الوجود، أو أن الإنسان جزء من "الروح الإلهية"، أو أن الكون يستجيب للطاقة وليس لمشيئة الله.
  • تفكيك الأسرة والمجتمع: بالدعوة إلى الفردانية المطلقة، وقطع صلة الرحم، وإسقاط هيبة الوالدين، وتهميش دور الرجل والمرأة في الأسرة.
  • تدمير الفطرة: من خلال الترويج للشذوذ، أو ممارسة طقوس غريبة، أو حتى تشجيع الأطفال والمراهقين على التمرد تحت مسمى "الوعي".

دور الإعلام والسوشيال ميديا

تناول الحوار أيضاً دور الإعلام الحديث في نشر هذه الأفكار، سواء من خلال الأفلام والمسلسلات (الأنمي والكوميكس)، أو عبر المؤثرين الذين يروجون لدورات الطاقة والتنمية البشرية. وأشار المشاركون إلى أن كثيراً من هذه المواد تتضمن رسائل خفية أو طلاسم أو رموز سحرية تستهدف عقيدة الأطفال والمراهقين، وتؤثر على سلوكهم وهويتهم.

كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

قدم النقاش عدة نصائح عملية لحماية الأسرة والمجتمع من هذه التيارات، منها:

  • التوعية والفلترة: ضرورة توعية الأبناء بخطورة هذه الأفكار، وفلترة ما يشاهدونه على الإنترنت، وعدم تركهم فريسة للمحتوى المفتوح دون رقابة.
  • تعزيز العقيدة: تقوية الجانب الديني والروحي لدى الأبناء، وربطهم بالقرآن والسنة، وتعليمهم معاني التوحيد وحب الله ورسوله.
  • القدوة الحسنة: أن يكون الآباء والأمهات قدوة في السلوك، وفي التعامل مع الضغوط والمشاكل، بعيداً عن الحلول السحرية أو الشعوذة.
  • فتح الحوار: تخصيص وقت للحوار مع الأبناء، والاستماع لهم، ومناقشة ما يشاهدونه أو يسمعونه، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
  • الابتعاد عن المؤثرين المشبوهين: عدم متابعة أو دعم المؤثرين الذين يروجون للأفكار المنحرفة، وعدم الانخداع بالمظاهر أو الشهرة.

أهمية العودة إلى الله والتوبة

أكد المتحدثون أن باب التوبة مفتوح دائماً، وأن الله عز وجل يبدل السيئات حسنات لمن صدق في توبته. ونبهوا إلى خطورة جلد الذات أو الاستسلام للحزن واليأس بعد الخروج من هذه التيارات، بل يجب استثمار التجربة في مساعدة الآخرين وتحذيرهم، والبدء من جديد في طريق الهداية والاستقامة.

دور المجتمع في التصدي للتيارات الهدامة

أشار النقاش إلى أهمية دور المجتمع، بدءاً من الأسرة، ومروراً بالمدرسة، ووصولاً إلى المؤسسات الدينية والإعلامية، في التصدي لهذه الأفكار الهدامة. كما طالب المشاركون بتشديد الرقابة على الدورات والمحتوى الإلكتروني، وسن القوانين التي تجرم الترويج للخرافات والشعوذة تحت أي مسمى.

خلاصة القول: العودة إلى الفطرة السليمة

في الختام، شدد المتحاورون على أن الإسلام هو الحصن الحصين الذي يحمي الفرد والمجتمع من الضياع والانحراف، وأن الفطرة السليمة كفيلة بتمييز الحق من الباطل متى ما وُجدت البيئة الصالحة والتعليم الصحيح. وأن التوكل على الله، والرجوع إلى القرآن والسنة، هما السبيل الحقيقي لتحقيق السعادة والسكينة والنجاح في الدنيا والآخرة.

رسالة أمل

لكل من وقع في شباك هذه التيارات أو يعرف من تأثر بها: لا تيأس ولا تحزن، فباب التوبة مفتوح، والله أرحم بك من نفسك. ابدأ من جديد، واطلب العلم الصحيح، وشارك تجربتك لتحمي غيرك. وتذكر دائماً: "وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم".

مصادر مقترحة للقراءة:

  • كتاب "لأنك الله" للشيخ علي بن جابر الفيفي
  • قناة "سحر اليوغا والطاقة" على يوتيوب (للتوعية بخطر مدارس العصر الجديد)
  • برامج ومحاضرات عن العقيدة الإسلامية الصحيحة

شارك المقال مع من تحب، وكن سبباً في حماية نفسك وأسرتك ومجتمعك من التيارات الفكرية الهدامة.

منتدى نور الحقيقة – حوار الثلاثاء

https://www.youtube.com/watch?v=2WdnhfRr2pI

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك