🔵 من أجمل مداخلات ( جولدين إيجل ) أبو خالد يشرح فيه عن الطاقة وحقيقة أصولها

بقلم: جولدين إيجل (أبو خالد) – قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع مفاهيم وممارسات مثل "الطاقة الكونية"، "فتح الشاكرات"، "ال

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق
0

حقيقة الطاقة وأصولها: رؤية نقدية لممارسات الطاقة واليوغا

بقلم: جولدين إيجل (أبو خالد) – قناة سحر اليوغا والطاقة

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع مفاهيم وممارسات مثل "الطاقة الكونية"، "فتح الشاكرات"، "العلاج بالطاقة"، و"اليوغا" في المجتمعات العربية والإسلامية. وقد تم تسويقها في قالب عصري وعلاجي، حتى بات الكثير يعتقد أنها علوم حديثة أو تمارين رياضية مفيدة. لكن ما حقيقة هذه المفاهيم؟ وما أصولها الفكرية والدينية؟ وهل لها أساس علمي أو طبي؟ في هذا المقال، نقدم شرحًا مبسطًا وناقدًا لهذه الممارسات، مستندين إلى تحليل فلسفتها وجذورها التاريخية.

جذور فلسفة الطاقة: من الديانات الشرقية إلى العصر الحديث

أصل هذه الممارسات ليس علميًا ولا حديثًا، بل يعود إلى فلسفات وديانات شرقية قديمة، خاصة في الصين والهند. هذه الديانات والفلسفات مثل الطاوية والهندوسية، ترى الكون كله كيانًا واحدًا يُسمى "الكلي الواحد"، وكل ما في الكون هو تجلٍ أو انبثاق من هذا الكيان.

وفق هذه العقائد، كل شيء في الكون يتكون من ثنائية متناقضة متناغمة، مثل "الين واليانج" في الفلسفة الصينية. ويقسمون الوجود إلى جزء متجسد (كالإنسان والكواكب) وجزء غير متجسد (الطاقة الكونية)، ويعتبرون الطاقة الكونية صورة للإله الأعظم لديهم.

هذه الأفكار انتقلت إلى الغرب ثم عادت إلينا بقالب عصري تحت مسميات مثل "الاستشفاء بالطاقة" و"التأمل" و"اليوغا"، لكنها في جوهرها طقوس دينية وثنية.

الشاكرات والجسم الأثيري: بين العلم والخرافة

من أبرز المفاهيم المنتشرة فكرة "الشاكرات"، وهي مراكز طاقة مزعومة في جسم الإنسان. يروج البعض أن الشاكرات مذكورة في القرآن أو مثبتة علميًا، لكن الحقيقة أن كلمة "شاكرات" ليست موجودة في القرآن، ولا يوجد أي إثبات علمي على وجودها في تشريح جسم الإنسان.

فتح الشاكرات هو في الأصل طقس ديني/سحري، حيث يقال إن لكل شاكرة رمزًا أو طلسمًا خاصًا، ويُعتقد أن هذه الطلاسم تُمكن الطاقة الكونية من الدخول إلى الجسد. كما يتحدثون عن "الجسم الأثيري"، وهو بحسبهم جزء غير متجسد من الإله في الإنسان، ويزعمون أن الإنسان يمكنه من خلال ممارسات معينة أن يُحرر هذا الجسم ويصل إلى مراتب أعلى، مثل "الاستبصار" أو "الأسقاط النجمي".

لكن هذه المفاهيم لا أساس علمي لها، وما يسمى "الإسقاط النجمي" ليس إلا تلاعبًا شيطانيًا بالعقل، يشبه الأحلام أو الهلوسات، وليس خروجًا حقيقيًا للروح أو وعي الإنسان من الجسد.

التأمل والمانترا: طقوس دينية لا تمارين استرخاء

التأمل (Meditation) والمانترا (Mantra) ليستا مجرد تمارين للاسترخاء أو تهدئة الأعصاب كما يروج البعض. بل هي طقوس دينية هندوسية وبوذية، تهدف إلى الاتحاد مع "الروح الكونية" أو "الإله". فمثلاً، كلمة "أوم" الشهيرة هي اسم لثالوث مقدس عند الهندوس، وترديدها هو استدعاء لأسماء آلهتهم.

للأسف، انتشرت هذه الممارسات بين بعض المسلمين على أنها تمارين مفيدة أو حتى أنها كانت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا غير صحيح إطلاقًا. لم يمارس النبي ولا الصحابة ولا الأنبياء أي طقوس وثنية من هذا النوع.

اليوغا: ليست رياضة بل طقس ديني

اليوغا ليست رياضة عالمية كما يُروج لها، بل كلمة سنسكريتية تعني "الاتحاد مع الإله". حركات اليوغا هي طقوس هندسية مدروسة في عبادتهم، وهي بمثابة "صلاة" للهندوس، تمامًا كما نصلي نحن المسلمين. بعض أنواع اليوغا مثل "سوريا ناماسكار" تعني "السجود للشمس"، وتؤدى في أوقات محددة كطقس ديني.

تسويق اليوغا كتمارين رياضية هو خداع، فالحركات ليست عشوائية بل مرتبطة بعباداتهم، وكل نوع من التأمل أو الوضعيات مرتبط بإله معين لديهم.

العلاج بالطاقة: بين الخرافة والخطر

انتشرت طرق مثل "الريكي" و"البرانيك هيلينغ" (العلاج بالبرانا) كوسائل للاستشفاء، خاصة بين من يخشون الطب الحديث أو يبحثون عن حلول لمشاكلهم النفسية والجسدية. لكن هذه الممارسات ليست إلا طقوسًا وثنية، وقد أصيب كثير ممن مارسها بمشاكل نفسية وروحية، مثل المس الشيطاني أو الاكتئاب واضطرابات الهلع.

الطاقة الحقيقية هي الطاقة الفيزيائية المعروفة (الكهربائية، الحرارية، الكهرومغناطيسية...)، وهي طاقات علمية لها تطبيقات عملية، أما "الطاقة الكونية" و"تبادل الذبذبات" بين البشر، فهي مفاهيم خرافية لا أصل علمي لها.

خطورة هذه الممارسات على العقيدة والصحة النفسية

أخطر ما في هذه الممارسات أنها قد تؤدي إلى الشرك بالله، حيث يُعتقد أن الإنسان يستطيع أن يصنع قدره أو يغير مصيره بنفسه، أو أن يتحد مع "الإله الكوني". كما تروج لمصطلحات مثل "العقل اللاواعي" و"الإدراك الخفي"، وهي مفاهيم مقتبسة من الفلسفات الوثنية، ولا دليل علمي أو ديني عليها.

كذلك، لوحظ انتشار اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والهلع بين ممارسي هذه الطقوس، وهو ما لم يكن معروفًا بهذا الانتشار في المجتمعات الإسلامية سابقًا.

هل يمكن ممارسة اليوغا أو التأمل كرياضة فقط؟

يقول البعض: "نأخذ من اليوغا ما يفيدنا رياضيًا ونترك الجانب الديني". لكن الحقيقة أن هذه الأمور لا تتجزأ، فكل وضعية أو نوع تأمل مرتبط بطقس ديني أو استدعاء لإله معين. كما أن ليس كل الناس لديهم القدرة على التمييز أو الانتقاء، وكثير منهم يندمجون تدريجيًا في هذه الممارسات حتى ينحرفوا عن عقيدتهم دون أن يشعروا.

لذلك، النصيحة الواضحة:اترك هذه الممارسات تمامًا، ولا تستخدم حتى مصطلحاتها أو رموزها.فالحفاظ على الدين والصحة النفسية أولى من اتباع موضات أو تقليعات لا أصل لها.

الطاقة: المفهوم العلمي مقابل المفهوم الخرافي

مصطلح "الطاقة" في العلم يعني القدرة على إنجاز شغل، مثل الطاقة الكهربائية أو الحرارية أو الكيميائية، وهي قابلة للقياس والتطوير ولها تطبيقات عملية. أما "الطاقة الكونية" أو "الذبذبات" أو "تبادل الطاقة بين البشر" فهي مفاهيم لا أساس علمي لها، بل هي مستمدة من ديانات وثنية.

خلاصة ونصيحة

انتبهوا من الانخداع بمظاهر العصرية أو الشعارات الجذابة. كل هذه الممارسات من تأمل ويوغا وعلاج بالطاقة، هي طقوس وثنية لا علاقة لها بالعلم أو الدين، وقد تسبب أضرارًا نفسية وروحية خطيرة. حافظوا على دينكم وفطرتكم السليمة، ولا تنساقوا وراء كل جديد دون تمحيص أو بحث.

ولا تستخدموا مصطلحات هذه الممارسات حتى في المزاح أو الحديث اليومي، فالحذر الحذر من الانجراف وراءها.

إذا كان لديكم أي استفسار أو تساؤل حول هذه المواضيع، لا تترددوا في التواصل معنا عبر قناة سحر اليوغا والطاقة.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك