🔵 ( مناقشة ) حول تجربة الإقتراب من الموت والإسقاط النجمي الطاقية
تجذب موضوعات الاقتراب من الموت (Near Death Experience - NDE) والإسقاط النجمي (Astral Projection) اهتمام الكثيرين، خاصة مع انتشار القصص والروايات حول ه
مناقشة حول تجربة الاقتراب من الموت والإسقاط النجمي: رؤية علمية وروحانية
مقدمة
تجذب موضوعات الاقتراب من الموت (Near Death Experience - NDE) والإسقاط النجمي (Astral Projection) اهتمام الكثيرين، خاصة مع انتشار القصص والروايات حول هذه الظواهر الغامضة. في هذا المقال، نستعرض مناقشة علمية وروحانية حول هذين الموضوعين، ونوضح الفروق بينهما، ونحلل التفسيرات الطبية والدينية، ونحذر من مخاطر بعض الممارسات المرتبطة بهما.
أولاً: تجربة الاقتراب من الموت (NDE)
ما هي تجربة الاقتراب من الموت؟
هي حالة يمر بها بعض الأشخاص عندما يكونون على وشك الموت أو تعرضوا لحادث خطير أدى إلى توقف القلب أو غيبوبة عميقة. يروي هؤلاء الأشخاص تجارب غريبة مثل رؤية نفق من الضوء، أو مقابلة كائنات نورانية، أو مشاهدة أحداث حياتهم تمر أمام أعينهم.
التفسيرات الطبية
يؤكد الأطباء أن هذه التجارب غالباً ما تحدث نتيجة تغيرات كيميائية في الدماغ بسبب نقص الأكسجين أو الصدمات الشديدة، أو نتيجة تناول أدوية نفسية قوية أو مواد مهلوسة. ما زال العلم يدرس هذه الظواهر، ولم يصل إلى تفسير نهائي لها، تماماً كما لم يستطع حتى الآن تفسير الأحلام بشكل كامل.
الرؤية الدينية
من منظور إسلامي، لا يوجد دليل على أن الروح تغادر الجسد إلا عند الموت الحقيقي. كثير من القصص التي تروى عن تجارب الاقتراب من الموت تأتي من أشخاص غير مسلمين، وغالباً ما تتضمن أفكاراً تتعارض مع العقيدة الإسلامية مثل تناسخ الأرواح أو وحدة الوجود.
الرسائل المتكررة في القصص
تشترك العديد من قصص الاقتراب من الموت في تفاصيل مثل النفق، النور، مقابلة كائنات نورانية، أو تلقي رسائل عن التسامح أو الزهد في الدنيا. إلا أن هذه التشابهات قد تعود إلى طبيعة الدماغ البشري عند المرور بحالة حرجة، أو إلى تأثيرات ثقافية ودينية مشتركة.
ثانياً: الإسقاط النجمي
ما هو الإسقاط النجمي؟
الإسقاط النجمي هو ادعاء بقدرة الإنسان على الخروج من جسده والسفر في أبعاد أو عوالم أخرى، إما عن قصد عبر تمارين معينة أو دون قصد نتيجة حادث أو غيبوبة.
طرق الإسقاط النجمي
هناك مدرستان في تفسير الإسقاط النجمي:
- الانفصال الروحي: يعتقد البعض أن الروح تنفصل عن الجسد وتسافر في عوالم أخرى.
- الانفصال الذهني/الفيزيائي: يرى آخرون أن ما يحدث هو انفصال عقلي أو ذهني، حيث يدخل الإنسان في حالة وعي مختلفة تشبه الحلم العميق.
الممارسات المرتبطة بالإسقاط النجمي
تشمل ممارسات الإسقاط النجمي تمارين التأمل، التنفس العميق، الاسترخاء الشديد، وأحياناً استخدام مواد مهلوسة. بعض المدارس تشترط القيام بهذه التمارين بدون ملابس وباتجاهات معينة، وهو ما يرتبط بطقوس سحرية أو شعوذة.
التحذير من المخاطر
يحذر المختصون من خطورة الإسقاط النجمي، خاصة إذا ارتبط بتعاطي المخدرات أو المهلوسات أو ممارسات روحية مشبوهة. الاستمرار في هذه الممارسات قد يؤدي إلى:
- الهلاوس الذهنية المستمرة
- حالات انفصام الشخصية
- الإدمان على الشعور بالنشوة الذهنية
- اضطرابات نفسية شديدة
- فقدان العقل أو حتى الموت في بعض الحالات
من الناحية الدينية، يُعتبر الإسقاط النجمي باباً لدخول الشياطين والتعرض لأذى روحي، وينصح بالابتعاد عنه واللجوء إلى الرقية الشرعية في حال التعرض لأي أعراض غير طبيعية.
ثالثاً: المواد المهلوسة وتجارب العوالم الأخرى
ما هي المواد المهلوسة؟
هي مواد كيميائية أو نباتية (مثل الإيواسكا أو الفطر الأسود أو بعض الأعشاب الشامانية) تُستخدم في بعض الطقوس الدينية الوثنية أو الروحانية بهدف "توسيع الوعي" أو "الاتصال بعوالم أخرى".
المخاطر الصحية والنفسية
هذه المواد تسبب هلوسات قوية، وتؤثر بشكل خطير على الدماغ والقلب والجهاز العصبي. كثير من مستخدميها يصابون بجنون أو يموتون نتيجة مضاعفاتها. كما تؤدي إلى الإدمان على الحالة الذهنية التي توفرها، وتدفع الشخص للعودة إليها مراراً رغم أضرارها.
الرؤية الدينية
من منظور إسلامي، هذه الممارسات تعتبر معصية وخطراً على العقيدة، إذ تفتح باب التواصل مع كيانات غير مرئية (الجن والشياطين)، وتؤدي إلى الانحراف الفكري والديني.
رابعاً: الفرق بين الاقتراب من الموت والإسقاط النجمي
- تجربة الاقتراب من الموت: تحدث غالباً بشكل غير إرادي نتيجة حادث أو مرض، وتفسر طبياً بأنها حالة ذهنية مرتبطة بتغيرات في الدماغ.
- الإسقاط النجمي: هو ممارسة إرادية أو شبه إرادية، غالباً ما ترتبط بتمارين أو مواد مهلوسة، وتعتبر خطرة دينياً ونفسياً.
كلا الظاهرتين يشتركان في بعض التشابهات القصصية، لكن مصدرهما وتجربتهما مختلفان تماماً.
خلاصة ونصائح
- لا يوجد دليل علمي أو ديني قاطع على صحة الإسقاط النجمي أو تناسخ الأرواح.
- تجارب الاقتراب من الموت ما زالت تحت الدراسة العلمية، ولا ينبغي بناء العقيدة أو اتخاذ قرارات حياتية بناءً على قصص فردية.
- ممارسة الإسقاط النجمي أو تعاطي المهلوسات يحمل مخاطر جسيمة على الصحة النفسية والجسدية والعقيدة الدينية.
- الفضول العلمي مشروع، لكن يجب أن يكون ضمن حدود السلامة العلمية والدينية.
- من الأفضل استثمار الوقت والجهد في ما ينفع الإنسان في دينه ودنياه، وعدم الانجرار وراء تجارب غامضة قد تضر أكثر مما تنفع.
مصادر إضافية للقراءة
- تجارب الاقتراب من الموت: رؤية علمية
- الإسقاط النجمي في الثقافات المختلفة
- مخاطر المواد المهلوسة
- الرؤية الإسلامية للروح والحياة بعد الموت
ملاحظة:هذا المقال يهدف إلى التوعية العلمية والدينية، ولا يغني عن استشارة الأطباء أو العلماء المختصين في حال وجود أي أعراض أو تساؤلات.