🔵 ( مناقشة مع مدربة ) عندما يجتمع جهل أخواتنا بحقيقة الطاقة والوهم مع الطيبة والتربية الكريمة
في عالمنا العربي، انتشرت في السنوات الأخيرة مفاهيم "علم الطاقة" و"الطاقات الروحانية" بين الناس، وأصبح لها مدربون ودورات وكتب ومجتمعات على وسائل التواص
مناقشة علم الطاقة بين الحقيقة والوهم: رؤية نقدية من قلب الحوار
في عالمنا العربي، انتشرت في السنوات الأخيرة مفاهيم "علم الطاقة" و"الطاقات الروحانية" بين الناس، وأصبح لها مدربون ودورات وكتب ومجتمعات على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن ما حقيقة هذه المفاهيم؟ وهل هي علم حقيقي أم مجرد خرافة؟ في هذا المقال، ننقل لكم ملخصًا لمناقشة ثرية جرت بين مجموعة من المهتمين وخبيرة في مجال الطاقة، تناولت أهم الأسئلة والإشكالات حول هذا الموضوع، مع التركيز على الجانب العلمي والديني والاجتماعي.
بداية النقاش: بين الطيبة والجهل بحقيقة الطاقة
بدأت المناقشة بتأكيد أحد المشاركين على ضرورة التثبت من المعلومات، مستشهدًا بالآية الكريمة:
"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"(سورة الحجرات: 6)
ثم انتقلت الكلمة إلى خبيرة في علوم الطاقة، أوضحت أنها عملت في هذا المجال سنوات طويلة، وطلبت من الحضور عدم التسرع في الحكم عليها أو على غيرها، مؤكدة على أهمية الحوار والنقاش العلمي.
حقيقة "سجلات الأكا شيك" وعلاج الأمراض بالطاقة
أثارت الخبيرة نقطة هامة حول ما يسمى "سجلات الأكا شيك" (Akashic Records)، والتي يروج لها البعض على أنها مصدر لمعرفة الماضي وعلاج الأمراض. أكدت الخبيرة أن هذا المفهوم غير صحيح، وأنه لا يمكن علاج الأمراض من خلال هذه السجلات، واعتبرت من يدعي ذلك مخطئًا.وشددت على أن علاج الأمراض في الإسلام يكون بالقرآن والدعاء، وأن الاستعانة بغير الله في هذا الباب باطل.
العلاقات والطاقة: الكارما والمسؤولية الشخصية
تطرقت المناقشة إلى مسألة العلاقات خارج نطاق الزواج، حيث أوضحت الخبيرة أن الدخول في علاقات محرمة يؤدي إلى "كارما" سيئة، أي نتائج سلبية للطرفين. وأشارت إلى أن حتى المصافحة قد تنقل طاقة سلبية بين الأشخاص، وأن العلاقات المحرمة تجلب الأمراض والآثار السيئة، ليس فقط من منظور ديني، بل حتى في بعض مدارس الطاقة.
مدارس الطاقة: هل هناك منهجية واضحة؟
سأل أحد المشاركين عن وجود مدارس محددة لعلم الطاقة، فأجابت الخبيرة بأن الطاقة ليست علمًا أكاديميًا له مدارس معترف بها، بل هي أقرب إلى نهج حياة وتجارب شخصية. وأوضحت أنها شخصيًا تستمد طاقتها من القرآن الكريم والصلاة، وأن قوة الروحانية ترتبط بالطهارة والعبادة.
الكارما: الفعل ورد الفعل
شرحت الخبيرة مفهوم "الكارما" بأنه ببساطة "الفعل ورد الفعل"؛ أي أن ما يزرعه الإنسان من خير أو شر يعود إليه. وشبهت "عمال النور" (Lightworkers) بأنهم أشخاص يحملون رسالة الخير في الأرض ويحاولون تحقيق التوازن بين الطاقات.
العلم والدين: أين نقف من الطاقة؟
أكد أحد المشاركين أن المرجع الرئيسي في أي خلاف هو القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى العلم التجريبي (كالطب والهندسة والفلك). وطرح سؤالًا مباشرًا:
"هل الطاقة علم أم خرافة؟"
أجابت الخبيرة بأن الطاقة ليست علمًا تجريبيًا، بل هي نهج حياة وتجربة شخصية، وأنها لا تعترف بكل ما يقال عن الشاكرات (مراكز الطاقة في الجسم) لعدم وجود دليل علمي قاطع عليها، لكنها تؤمن بوجود "الهالة" حول الإنسان.
الطاقة في القرآن: حقيقة أم تأويل؟
دار نقاش حول ما إذا كان القرآن الكريم يتحدث عن الطاقة أو يشير إليها. أكدت الخبيرة أنها تشعر بالطمأنينة والسكينة عند قراءة القرآن، وأن هذه المشاعر قد يسميها البعض "طاقة"، لكنها في الحقيقة طمأنينة وسكينة وخشوع.وشدد أحد المشاركين على ضرورة عدم إدخال مفاهيم جديدة في الدين الإسلامي دون دليل واضح من القرآن أو السنة.
الطاقة الإيجابية: كيف نعززها؟
اتفق الجميع على أهمية تعزيز الطاقة الإيجابية في الحياة، سواء عبر الذكر والتسبيح وقراءة القرآن، أو عبر التنفس العميق والمشي في الطبيعة وممارسة الرياضة. وأكدت الخبيرة أن الاستغفار وقراءة سور معينة من القرآن (مثل البقرة ويس) ترفع من الحالة النفسية والروحية للإنسان.
وجهة نظر نقدية: بين العلم والخرافة
خلصت المناقشة إلى أن كثيرًا من مفاهيم "علم الطاقة" المنتشرة اليوم تفتقر إلى الدليل العلمي والديني، وأنها في الغالب تجارب شخصية أو تأويلات فلسفية. وأوصى المشاركون بضرورة الرجوع إلى القرآن والسنة والعلم التجريبي في كل ما يتعلق بصحة الإنسان ونفسيته، وعدم الانسياق وراء مدربي الطاقة دون تحقق وتثبت.
خلاصة وتوصيات
- الطاقة ليست علمًا تجريبيًا مثبتًا، بل هي أقرب إلى نهج حياة وتجارب شخصية.
- القرآن الكريم والسنة النبوية هما المرجع الأساسيفي كل ما يتعلق بالروحانية والطاقة النفسية.
- الحذر من الدعاوى غير المثبتةحول علاج الأمراض أو تغيير المصير عبر مفاهيم الطاقة.
- تعزيز الطاقة الإيجابية يكون بالذكر والعبادة والعمل الصالح، وليس عبر ممارسات غامضة أو غير مثبتة.
- ضرورة التمييز بين الطمأنينة والسكينة الروحيةالتي يمنحها الإيمان، وبين مفاهيم الطاقة المستوردة من ثقافات أخرى.
كلمة أخيرة
إن البحث عن السعادة والراحة النفسية أمر مشروع، لكن علينا أن نتحرى الصدق والدليل فيما نسمع ونقرأ. ولن نجد في ديننا الحنيف إلا كل خير وطمأنينة وسكينة، فليكن القرآن والسنة نبراسنا، ولنعمل بعلم وتجربة، لا بوهم وخرافة.