🔵 منصة أصلها ثابت وفرعها بالسماء : في لقاء خاص بالأساتذة ساكورا ووهج ( حقيقة الثيتا )

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة – لقاء مع الأستاذتين ساكورا ووهج في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية العديد من الدورات والبرامج التي تدّعي

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
9 دقائق
0

منصة أصلها ثابت وفرعها بالسماء: حقيقة العلاج بتقنية الثيتا بين الوهم والخطر

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة – لقاء مع الأستاذتين ساكورا ووهج

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية العديد من الدورات والبرامج التي تدّعي تطوير الذات وتحقيق السعادة والصحة الدائمة والشفاء الذاتي، من بينها تقنية العلاج بالثيتا (Theta Healing). كثيرون انجذبوا لهذه البرامج بحثًا عن حلول سريعة لمشاكلهم النفسية أو الصحية أو لتحقيق أحلامهم. لكن، هل هذه التقنيات مبنية على أسس علمية ودينية صحيحة؟ أم أنها تحمل في طياتها مخاطر خفية على العقيدة والصحة؟

في هذا المقال، نستعرض تجربة حية من مدربتين سابقتين في تقنية الثيتا، ونناقش المخاطر العقدية والنفسية والصحية والاجتماعية لهذه الممارسات، مع كشف حقيقة أصولها الفلسفية والدينية.

ماذا تعني تقنية العلاج بالثيتا؟

تقنية الثيتا هي إحدى ممارسات ما يسمى "العلاج بالطاقة"، وتعتمد على دخول حالة من التأمل العميق يزعم الممارسون أنهم من خلالها يصلون إلى مستوى موجات "الثيتا" في الدماغ، وهي حالة ذهنية مرتبطة بالاسترخاء العميق وقبل الدخول في النوم مباشرة. يدعي المروجون أن هذه الحالة تتيح التواصل مع "الخالق" وتغيير المعتقدات والمشاعر السلبية وتحقيق الشفاء الجسدي والنفسي، بل وحتى تحقيق الأمنيات.

لكن، هل لهذه الادعاءات أي أساس علمي أو ديني؟ وهل فعلاً تحقق النتائج المرجوة؟ أم أن وراءها مخاطر كبيرة؟

تجربة شخصية: من الانبهار إلى الشك والبحث

تروي إحدى المشاركات في اللقاء أنها بدأت رحلتها مع كتب تطوير الذات وتقنيات الشفاء الذاتي قبل عشر سنوات، وانبهرت بفكرة قدرة الإنسان على شفاء نفسه وتغيير واقعه كما يشاء. جربت بعض تمارين الثيتا، لكنها شعرت بتجارب غريبة ومخيفة، مثل شعور جسدها بالانتفاخ أثناء التأمل، وبدأت تشعر بتناقض بين هذه الممارسات وبين الدعاء لله بالطريقة الإسلامية المعتادة.

هذا التناقض دفعها إلى التوقف عن ممارسة هذه التمارين وبدأت رحلة بحث طويلة استمرت سنوات، قرأت خلالها كتبًا وأبحاثًا لكشف حقيقة هذه التقنيات، واستفادت من تجارب باحثين ومختصين كشفوا أصول هذه الدورات وعلاقتها بديانات وفلسفات شرقية وغنوصية.

المخاطر العقدية لتقنية الثيتا

تحدثت الأستاذة وهج، مدربة سابقة للثيتا، عن أبرز المخاطر العقدية لهذه التقنية، ومنها:

1.التشابه الظاهري مع الإسلام

تقنية الثيتا تتشابه ظاهريًا مع بعض الممارسات الإسلامية مثل الدعاء، مما يجعلها مقبولة عند بعض المسلمين، خاصة مع ضعف الوازع الديني. لكنها في حقيقتها تحمل مفاهيم دخيلة وخطيرة.

2.ادعاء التواصل المباشر مع الله

يزعم الممارسون أنهم يتحدثون مباشرة مع الله ويأخذون منه الأجوبة، وهو افتراء عظيم، إذ أن التواصل المباشر مع الله لم يحدث إلا مع النبي موسى عليه السلام، ولا يوجد في الإسلام ما يسمى "التواصل المباشر مع الله" بهذه الطريقة.

3.إلغاء الإيمان بالقضاء والقدر

تروج التقنية لفكرة أن الإنسان يصنع قدره وواقعه بنفسه، ويتجاوز بذلك الإيمان بتقدير الله والأسباب الشرعية، مما يؤدي للإحباط واليأس عند عدم تحقق الأهداف.

4.تناقضات العقيدة

تروج التقنية لأفكار مثل تناسخ الأرواح والحيوات السابقة والكَارما، وهي معتقدات وثنية من الديانات الهندوسية والبوذية، تتعارض كليًا مع أركان الإيمان والإسلام.

5.الشرك الواضح

يتم وضع المعالج كوسيط بين الله والعميل، ويقال في جلسات الثيتا "أشهدنا على ذلك يا الله"، مما يدخل في باب الشرك.

6.تشجيع على ارتكاب الذنوب

يتم تبرير الذنوب مثل الزنا وترك العبادات بحجة "الحب غير المشروط" وأن الله يسامح الجميع، مما يؤدي إلى الإلحاد الروحي.

7.تناقض الإجابات

إذا كان المصدر هو الله كما يزعمون، لماذا تختلف الأجوبة بين المدربين والممارسين؟

8.التلاعب بالدين

يرى أهل الثيتا أنفسهم أعلى من ممارسي تقنيات الطاقة الأخرى، ويزعمون أنهم "مع الله"، مما يجعلهم أكثر عنادًا في ترك هذه الممارسات.

المخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية

توضح الأستاذة وهج والأستاذة ساكورا أن ممارسة الثيتا وتقنيات الطاقة عمومًا تحمل العديد من المخاطر:

1.الاستدراج الشيطاني

يتم استدراج الممارس بنتائج سريعة في البداية، لكن مع الوقت تتباطأ النتائج ويبدأ الشخص بالإدمان على الجلسات، وقد ينتهي الأمر بمشاكل نفسية ومس شيطاني.

2.مشاكل صحية وجسدية

قد تظهر مشاكل في الغدة الدرقية، الرحم، زيادة الوزن، أو مشاكل صحية أخرى بعد ترك التقنية.

3.آثار نفسية خطيرة

ضعف الذاكرة، تدهور الحالة النفسية، الإحباط، الاكتئاب، فقدان التركيز، والشعور الدائم بالفشل.

4.تفكيك العلاقات الاجتماعية

يميل الممارسون للعزلة وقطع العلاقات مع الأهل والأصدقاء، ويبحثون فقط عن "العائلة الروحية" من ممارسي الطاقة.

5.الإلحاد الروحي

التخلي عن العقيدة الإسلامية لصالح مزيج من البوذية والهندوسية واليهودية، مع تبرير ذلك بأنهم "يأخذون المفيد ويتركون الباقي".

6.إدمان التأمل والوعود الزائفة

يصبح الشخص مهووسًا بتنظيف المعتقدات والشاكرات، ويعتمد على جلسات التأمل بشكل إدماني.

7.استنزاف المال والوقت

يتم استغلال المتدربين لجذب الأموال، وتضيع أوقاتهم وأموالهم في الدورات والجلسات دون فائدة حقيقية.

8.النتائج الزائلة

أي تغيير يحدث يكون مؤقتًا ويختفي عند التوقف عن الممارسة، مما يؤدي إلى الإحباط والعودة للدورات من جديد.

أصول تقنية الثيتا: فلسفات وثنية مغلفة بمصطلحات علمية

توضح الأستاذة ساكورا أن تقنية الثيتا مستمدة من موجة الثيتا في الدماغ، لكن يتم خلط الحقائق العلمية مع الخرافات لإقناع الناس. مؤسِسة التقنية "فيانا ستيبال" تدعي أنها شُفيت من السرطان بهذه التقنية، لكن الوثائق القضائية أثبتت أن تشخيصها كان خاطئًا.

تعتمد التقنية على تقسيم الوجود إلى سبعة مستويات، مأخوذة من الديانات الشرقية، خاصة البوذية، حيث تتشابه المستويات السبعة في الثيتا مع العوالم الستة في البوذية. كما يتم استخدام مصطلحات مثل "الطاقة الخلاقة العظمى" و"الأكاشا" (اللوح المحفوظ المزعوم)، وهي مفاهيم دخيلة على الإسلام.

صيغة الدعاء في الثيتا تعتمد على "أطلب منك" أو حتى "آمرك" (بالإنجليزية: I command you)، مع تكرار عبارة "لقد تم" وأشهد على ذلك، مما يعكس سوء الأدب مع الله والاعتقاد بقدرة الإنسان على التحكم بالشفاء بنفسه، وتجاهل مشيئة الله.

شهادات وتجارب واقعية

تروي الأستاذة ساكورا قصصًا عن ممارسات الثيتا، منها أن بعض الممارسين يبدؤون برؤية أطياف أو سماع أصوات بعد الجلسات، ويُقال لهم إن هذه "مخلوقات نورانية" أو "مرشدين روحيين"، بينما هي في الحقيقة شياطين تتلاعب بهم.

كما تذكر أن كثيرًا من الممارسات الصحية المزعومة، مثل علاج الشيخوخة أو تعديل الـDNA أو حتى فقدان الوزن، ليست سوى أوهام، وغالبًا ما يعاني الممارسون من مشاكل صحية بعد ترك التقنية.

لماذا ينجذب الناس لهذه التقنيات؟

  • اليأس من الحلول التقليدية: يبحث البعض عن حلول سريعة لمشاكلهم النفسية أو الصحية.
  • ضعف الوعي الديني: التشابه الظاهري مع الدعاء الإسلامي يخدع الكثيرين.
  • الدعاية الزائفة: قصص النجاح الوهمية والتسويق المكثف.
  • الجهل بأصول الفلسفات الشرقية: يتم تغليف المعتقدات الوثنية بمصطلحات علمية وحديثة.

كيف نحمي أنفسنا ومجتمعنا؟

  • التمسك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة: الدعاء والتوكل على الله، مع الأخذ بالأسباب الشرعية والعلمية للعلاج.
  • التحقق من مصادر أي تقنية أو دورة: البحث عن أصولها الفلسفية والدينية قبل الانخراط فيها.
  • الاستعانة بالعلماء والمتخصصين: في الأمور الدينية والنفسية والطبية.
  • التوعية المجتمعية: نشر الوعي حول مخاطر هذه التقنيات ومناقشة تجارب الخارجين منها.
  • عدم الانجرار وراء الوعود الزائفة: لا يوجد علاج سحري أو فوري لكل المشاكل.

خاتمة ورسالة أمل

تقنية العلاج بالثيتا ليست مجرد ممارسة تأملية بسيطة، بل هي باب واسع يدخل منه الإنسان إلى خرافات تضر بعقيدته ونفسه وصحته ومجتمعه. قد تبدو مغرية في البداية وتعد بالسلام الداخلي والشفاء، لكنها في حقيقتها شبكة من التناقضات والشركيات، وقد تؤدي إلى الإلحاد الروحي واستنزاف المال والوقت.

العودة إلى الله، والاعتماد على الدعاء الصادق، واتباع السبل العلمية والشرعية، هو الطريق الحقيقي للراحة النفسية والشفاء الجسدي.

نسأل الله أن يهدينا جميعًا للحق، وأن يحفظنا من الضلال والبدع، وأن يجعلنا متوكلين عليه وحده، وأن ينير بصائرنا وبصائر المسلمين جميعًا.

"اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إمامًا."

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة – لقاء خاص مع الأستاذتين ساكورا ووهج

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك