🔵 مناظرة : النورانين يشاهدون الملائكة ودليلهم على الشاكرات كلام الجن (الجزء الثاني ) ورد شرعي حاسم
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم المرتبطة بالطاقة، مثل الشاكرات، ورؤية الملائكة، والتواصل مع العوالم الغيبية. هذه المفاهيم أصبحت محور نقا
مناظرة حول الشاكرات ورؤية الملائكة: بين الدليل العلمي والشرعي
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم المرتبطة بالطاقة، مثل الشاكرات، ورؤية الملائكة، والتواصل مع العوالم الغيبية. هذه المفاهيم أصبحت محور نقاشات واسعة بين المؤيدين والمعارضين، خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية. في هذا المقال، نستعرض أبرز النقاط التي طُرحت في مناظرة بين مختصين في مجال الطاقة والرقية الشرعية، ونحللها من منظور علمي وشرعي.
أولاً: الشاكرات بين العلم والتجربة الشخصية
ما هي الشاكرات؟
الشاكرات، بحسب المعتقدات الشرقية، هي مراكز للطاقة في جسم الإنسان يُعتقد أنها تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية. يدّعي بعض المعالجين بالطاقة أن تفعيل الشاكرات وتنظيفها يساعد في علاج الأمراض وتحسين الحالة النفسية.
ما هو الدليل على وجود الشاكرات؟
خلال المناظرة، طُرحت عدة تساؤلات حول الدليل العلمي والشرعي لوجود الشاكرات. النقاط الأساسية التي أثيرت:
- غياب الدليل العلمي التجريبي:لم يتم تقديم أي دليل علمي موثق أو تجربة مخبرية تؤكد وجود الشاكرات. لا توجد أبحاث معترف بها في الجامعات أو المؤسسات العلمية تثبت هذه الفرضية.
- الاعتماد على التجارب الشخصية:بعض المعالجين يستندون إلى تجاربهم الشخصية، أو ما يخبرهم به "الجن" أثناء جلسات الرقية، كمصدر رئيسي لمعرفة الشاكرات. هذا الأمر اعتُبر إشكالياً، لأن التجربة الشخصية لا تُعد دليلاً علمياً.
- غياب الاعتراف المؤسسي:لم تعتمد أي جامعة أو كتاب علمي موثوق فكرة الشاكرات، ولم يتم توثيقها كمفهوم علمي في أي مرجع معتمد.
الشاكرات في ضوء الشريعة الإسلامية
- غياب الدليل الشرعي:لم يُقدّم أي نص شرعي من القرآن أو السنة يثبت وجود الشاكرات أو يربطها بالعلاج الروحي.
- الرقية الشرعية:الرقية المعتمدة في الإسلام هي ما ورد في القرآن والسنة، مثل قراءة الفاتحة والمعوذات، ولم يُذكر فيها أي شيء عن الشاكرات.
- الادعاءات حول الطاقة السلبية والكَارما:بعض المعالجين يحاولون الاستدلال بآيات قرآنية على وجود الطاقة السلبية أو الكارما، لكن هذه الاستدلالات غالباً ما تكون في غير موضعها الصحيح ولا تستقيم مع مفهوم الآية.
هل يحتاج الإنسان غير المريض إلى الشاكرات؟
عند سؤال المعالجين عن فائدة الشاكرات للإنسان السليم، لم يتم تقديم إجابة واضحة أو دليل على أن الإنسان الطبيعي بحاجة لتفعيل أو تنظيف الشاكرات. بل أشار بعضهم إلى أن الإنسان إذا كان ملتزماً بذكر الله والصلاة وتزكية النفس، فهو في غنى عن هذه المفاهيم.
ثانياً: رؤية الملائكة والتواصل معهم
هل يمكن للإنسان رؤية الملائكة؟
هذا السؤال كان محور جدل كبير في المناظرة. النقاط الأساسية التي طُرحت:
- رؤية الملائكة في القرآن والسنة:ورد في النصوص الشرعية أن الملائكة قد تظهر للبشر أحياناً على هيئة بشر، كما حدث في غزوة بدر أو في قصة جبريل عليه السلام مع النبي محمد ﷺ. لكن لم يثبت أن الإنسان يمكنه رؤية الملائكة على هيئتهم الحقيقية، لأنهم مخلوقون من نور والله حجب رؤيتهم عن البشر.
- الاستبصار ورؤية النور:بعض الأشخاص يدّعون أنهم يرون الملائكة على شكل نور أو سحابة بيضاء، لكن هذه الرؤى لا يمكن الجزم بصحتها، فقد يكون ما يراه الشخص من الشياطين أو من خيالات النفس.
- خطر التلبيس:أشار بعض المحاورين إلى خطورة الاعتماد على الرؤى الشخصية أو ما يُخبر به الجن، فقد يتلبس الشيطان على الإنسان ويدعي أنه ملك أو حتى أنه الله تعالى، كما حدث مع بعض الصالحين في التاريخ الإسلامي.
التواصل مع الملائكة
- التواصل الحقيقي:الملائكة تتواصل مع الإنسان بالدعاء له أو الإلهام، وليس بالتخاطب المباشر أو الظهور اليومي كما يدّعي بعض مدربي الطاقة.
- الادعاءات المنتشرة:انتشرت في بعض مدارس الطاقة ادعاءات بأن بعض الأشخاص يصافحون الملائكة يومياً أو يجدون ريشاً في غرفهم كدليل على حضور الملائكة. هذه الادعاءات لا تستند إلى أي دليل شرعي أو علمي، وغالباً ما تكون من باب الوهم أو التلبيس الشيطاني.
ثالثاً: الضوابط العلمية والشرعية في التعامل مع هذه المفاهيم
العلم التجريبي
- تعريف العلم التجريبي:هو جمع البيانات باستخدام الأدلة القابلة للملاحظة عبر الحواس أو الأدوات العلمية. التجارب الشخصية أو ما يخبر به الجن لا يُعد علماً تجريبياً.
- ضرورة الدليل:أي ادعاء علمي يجب أن يكون مدعوماً بتجارب موثقة، وقابل للتكرار والملاحظة من قبل الآخرين.
الضوابط الشرعية
- الاعتماد على الوحي:في الأمور الغيبية، يجب الاعتماد على ما ورد في القرآن والسنة فقط. لا يجوز بناء العقائد أو الممارسات على تجارب شخصية أو أقوال الجن.
- الحذر من التلبيس:يجب الحذر من ادعاءات التواصل مع الملائكة أو رؤية العوالم الغيبية، فقد يكون ذلك من تلبيس الشيطان.
الخلاصة
- الشاكرات:لا يوجد لها دليل علمي أو شرعي معتمد. الاعتماد على التجارب الشخصية أو أقوال الجن لا يكفي لإثباتها.
- رؤية الملائكة:قد يرى الإنسان الملائكة إذا شاء الله، لكن ليس على هيئتهم الحقيقية بل على هيئة بشر أو نور، ولا يمكن الجزم بأن كل من ادعى ذلك صادق.
- التواصل مع العوالم الغيبية:يجب الحذر من الانسياق وراء الادعاءات غير المثبتة، والاعتماد على الكتاب والسنة في الأمور الغيبية.
في النهاية، على كل باحث عن الحقيقة أن يتحلى بالنقد العلمي والشرعي، وألا يأخذ الأمور الغيبية إلا من مصادرها الموثوقة، حفاظاً على سلامة العقيدة والفكر.