🔵 مقدمة البث + EFT ومدرسة TFT علم زائف ... الدكتور يوسف مسلم
**بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة – مع الدكتور يوسف مسلم* في عالم تكثر فيه المدارس العلاجية والنفسية، تظهر بين الحين والآخر مفاهيم وأساليب جديدة ت
مقدمة حول EFT ومدرسة TFT: بين العلم الزائف والحقيقة النفسية
**بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة – مع الدكتور يوسف مسلم*
تمهيد
في عالم تكثر فيه المدارس العلاجية والنفسية، تظهر بين الحين والآخر مفاهيم وأساليب جديدة تدّعي القدرة على تحقيق الشفاء والتحرر من الآلام النفسية والجسدية. من بين هذه الأساليب انتشرت مؤخرًا مدرستا "الحرية النفسية" (EFT) و"مجال التفكير" (TFT)، اللتان تدور حولهما الكثير من التساؤلات والجدل، خاصة في أوساط الباحثين عن الراحة النفسية أو الراغبين في تطوير الذات. في هذا المقال، نستعرض معًا، برفقة الدكتور يوسف مسلم، استشاري العلاج السلوكي المعرفي، حقيقة هذه المدارس، ونقارنها بالأسس العلمية للعلاج النفسي.
ما هي مدارس EFT وTFT؟
مدرسة TFT (Thought Field Therapy)ومدرسة EFT (Emotional Freedom Technique)هما طريقتان ظهرتا في العقود الأخيرة، وتدّعيان القدرة على علاج المشكلات النفسية عبر "الطرق" على مناطق معينة في الجسم، يقال إنها مناطق تجمع الأعصاب أو الطاقة، بهدف تحرير الجسم والعقل من الطاقة السلبية أو الأفكار السلبية.
يرتكز كلا الأسلوبين على فكرة "التحرر" – سواء من الأفكار السلبية (في EFT) أو من الطاقات السلبية (في TFT) – ويستخدمان مصطلحات مثل: التحرر، التنوير، الطاقة، وغيرها من المفاهيم المرتبطة غالبًا بمدارس الطاقة الشرقية والفلسفات غير العلمية.
كيف ينظر علم النفس الحديث لهذه المدارس؟
من منظور علم النفس الحديث، خاصة العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، فإن التعامل مع الأفكار لا يقوم على التخلص من السلبي واستبداله بالإيجابي بشكل مطلق. الأفكار السلبية ليست دائمًا سيئة أو ضارة، بل أحيانًا تكون ضرورية لحماية الإنسان أو تقييم المواقف بشكل متوازن.
في العلاج المعرفي السلوكي، يتم تصنيف الأفكار إلى:-أفكار تلقائية (أوتوماتيكية):تظهر بشكل سريع كرد فعل للمواقف.-قواعد حياة:معتقدات راسخة تشكلت منذ الطفولة.-أفكار عميقة:قناعات متجذرة تؤثر في سلوكيات الفرد.
العلاج النفسي لا يسعى إلى إلغاء الأفكار السلبية بالكامل، بل إلى "عقلنتها" – أي جعلها أكثر واقعية ومنطقية. فمثلاً، إذا اعتقد شخص أن "لا أحد يحبني"، يتم مناقشة الفكرة معه وتحليلها: هل فعلاً لا أحد يحبه؟ ماذا عن أمه أو أبيه أو أصدقائه؟ غالبًا ما يتبين أن الفكرة مبالغ فيها أو غير دقيقة، وهنا يتم تعديلها لتصبح أكثر واقعية، مما يقلل من آثارها السلبية مثل القلق أو الاكتئاب.
أين يكمن الفرق الجوهري؟
الفرق الأساسي بين مدارس الطاقة (EFT وTFT) والعلاج النفسي العلمي يكمن في المرجعية والمنهجية:
- مدارس الطاقة:تعتمد على مفاهيم غير مثبتة علميًا مثل "مسارات الطاقة"، "تعطيل الطاقة السلبية"، "العقل الكوني"، و"قانون الانعكاس" (أي أن ما تفكر فيه يتحقق في الواقع). تؤمن بأن الأفكار السلبية تعطل تدفق الطاقة في الجسم وتمنع تحقيق المصالح وجلب الخير من الكون.
- العلاج النفسي العلمي:يستند إلى تشريح الدماغ، فهم عمل الأعصاب والهرمونات، وتحليل السلوك والأفكار بناءً على الواقع والتجربة. لا يعترف بمفاهيم مثل "المجال الطاقي" أو "تعطيل الطاقة"، بل يركز على تعديل الأفكار غير المنطقية وتحسين التكيف مع الواقع.
لماذا تُعتبر EFT وTFT علمًا زائفًا؟
يرى الأطباء النفسيون والعلماء أن مدارس مثل EFT وTFT تفتقر لأي أساس علمي أو طبي. فهي لا تعتمد على تشريح الدماغ أو فهم عمل الأعصاب والهرمونات، بل على فلسفات مستوردة من ثقافات أخرى، مثل فلسفة الين واليانغ أو فكرة الطاقة الكونية. لذا، يصنفها الطب النفسي بأنها "خرافات" أو "علم زائف"، إذ لم تثبت فعاليتها بشكل علمي موثوق، وغالبًا ما تروج لأفكار قد تضر بالصحة النفسية إذا اعتمد عليها الناس بدلاً من العلاج العلمي الصحيح.
نصيحة للباحثين عن الشفاء
من المهم أن نتحلى بالصبر والرحمة تجاه من يتبعون مثل هذه المدارس، خاصة إذا كانوا من أبنائنا أو أصدقائنا. فالتجربة والخطأ جزء من مسار البحث عن الحقيقة. ومع ذلك، يجب أن نكون واعين ونميز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف، وأن نوجه من حولنا بلطف نحو العلاج النفسي المبني على الأدلة العلمية، لا على الخرافات أو الأوهام.
خلاصة
انتشار مدارس مثل EFT وTFT يعود جزئيًا إلى رغبة الناس في حلول سريعة وسهلة لمشكلاتهم النفسية، لكن الحقيقة أن الطريق الصحيح يبدأ بالوعي، والتحليل المنطقي للأفكار، واللجوء إلى المختصين المؤهلين في العلاج النفسي. علينا أن نتحمل مسؤوليتنا في التوعية، وأن نحرص على حماية أنفسنا وأحبائنا من الوقوع في فخ العلم الزائف.
**للمزيد من الحلقات والنقاشات العلمية حول قضايا الطاقة والعلاج النفسي، تابعوا قناة سحر اليوغا والطاقة على اليوتيوب.*