اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

مقال تعليمي: أثر التربية الدينية في مواجهة تحديات العصر الحديث وحماية العقيدة

في عالمنا المعاصر، يواجه الأبناء والشباب تحديات فكرية وثقافية غير مسبوقة، خاصة مع انتشار مفاهيم وفلسفات جديدة مثل "علوم الطاقة" وحركة "العصر الجديد" ا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالمنا المعاصر، يواجه الأبناء والشباب تحديات فكرية وثقافية غير مسبوقة، خاصة مع انتشار مفاهيم وفلسفات جديدة مثل "علوم الطاقة" وحركة "العصر الجديد" التي تتسلل إلى المجتمعات من خلال وسائل الإعلام، الإنترنت، وحتى بعض الدورات التدريبية. في هذا المقال، نستعرض تجارب واقعية ونصائح عملية حول أهمية التربية الدينية السليمة في حماية الأجيال من الانحرافات الفكرية، مع التركيز على دور الأسرة، والعلم الشرعي، وأهمية العودة للقرآن والسنة.

أولاً: التربية الدينية... بذرة تنمو مع الزمن

يحكي كثيرون من الآباء والأمهات عن تجاربهم في تربية أبنائهم على الصلاة وقراءة القرآن منذ الصغر، رغم ما يواجهونه من صعوبات أو حتى عدم تقبّل الأبناء في البدايات. إحدى المشاركات تروي كيف كان والدها يوقظها للصلاة في سن مبكرة، وكيف كانت تشعر بالغضب وعدم الفهم في ذلك الوقت. لكنها، ومع مرور السنوات، أدركت قيمة ما زرعه والدها فيها، وعادت هي وإخوتها للصلاة والتمسك بالدين بعد مرحلة من الابتعاد.

هذه التجربة تؤكد أن التربية الدينية الصحيحة، حتى وإن بدت بلا أثر فوري، تظل راسخة في النفس وتعود ثمارها مع الزمن، خاصة إذا واجه الأبناء مغريات الحياة أو انحرافات فكرية.

ثانياً: خطر الفلسفات الشرقية و"علوم الطاقة" على العقيدة

تناولت النقاشات التحذير من انتشار مفاهيم مثل وحدة الوجود، التي تقوم عليها أغلب مدارس "الطاقة" الحديثة. هذه الفلسفات تدعو إلى فكرة أن الإنسان جزء من "الكون" أو "المصدر" أو "الطاقة الكونية"، وتروج لمفاهيم باطنية مستمدة من الديانات الشرقية القديمة (الهندوسية، البوذية، الغنوصية وغيرها).

أشارت إحدى المشاركات إلى تجربتها الشخصية في ممارسة هذه العلوم، وكيف كانت سببًا في انحرافها عن العقيدة الصحيحة، حتى أنها ساهمت في تعريف آخرين بها. لكنها عادت وتابت، وأصبحت تشعر بمسؤولية توعية من دخلوا هذا المجال بسببها، مؤكدة أن العودة للدين الصحيح هي السبيل الحقيقي للنجاة.

ثالثاً: أهمية العلم الشرعي في الحماية من الانحراف

أكدت التجارب أن العلم الشرعي هو الحصن المنيع ضد الانحرافات الفكرية. فدراسة التوحيد، والفقه، والسيرة النبوية، والقرآن الكريم، تزرع في النفس بذرة الإيمان والفطرة السليمة، وتمنح الإنسان القدرة على التمييز بين الحق والباطل.

ونُصح بضرورة تدريس كتب التوحيد وأصول العقيدة للأطفال منذ الصغر، وعدم الاكتفاء بالتربية النظرية أو الدروس المدرسية السطحية. فالعقيدة الصحيحة إذا غُرست في سن مبكرة، فإنها تظل تحمي صاحبها حتى لو تعرض لفترات من الشك أو الانحراف المؤقت.

رابعاً: مواجهة حملات التشكيك في الدين والسنة

أشار بعض المشاركين إلى أن من أخطر ما يواجه المسلمين اليوم هو محاولات التشكيك في السنة النبوية، والسعي لفصل الناس عن مصادرهم الأصلية (القرآن والسنة)، بحجة البحث عن "روحانية" أو "إسلام حداثي". هذه الحملات تهدف إلى إضعاف وعي المسلمين، وفتح الباب أمام الفلسفات الباطنية التي تشكك في أركان الإيمان والإسلام.

لذلك، كان التأكيد على ضرورة العودة للمنهج الصحيح، والتمسك بما جاء في القرآن والسنة، وعدم الانسياق وراء الأفكار المستوردة أو الفلسفات الغريبة التي تروج لها بعض الحركات أو المدربين.

خامساً: كيف نحصّن أبناءنا؟

  • القدوة العملية: أن يكون الوالدان قدوة في الالتزام بالصلاة، وقراءة القرآن، وحسن الخلق.
  • التعليم المبكر: تدريس العقيدة الصحيحة، وقصص الأنبياء، والإيمان بالغيبيات (الله، الملائكة، الجنة، النار) في سن مبكرة.
  • النقاش المفتوح: فتح باب الحوار مع الأبناء حول التساؤلات الفكرية، وعدم الاكتفاء بالمنع أو التوبيخ.
  • الوعي بالمخاطر: توعية الأبناء بخطورة بعض الدورات أو القنوات أو الألعاب التي تروج لفلسفات غريبة.
  • العودة للعلماء والمصادر الموثوقة: الرجوع للعلماء الثقات، وكتب العقيدة الصحيحة، وعدم الاعتماد على مصادر غير موثوقة.

سادساً: أهمية التوبة والدعوة إلى الله

أكدت التجارب أن باب التوبة مفتوح، وأن من وقع في هذه الانحرافات عليه أن يسعى لتصحيح نفسه، وأن يبلغ من كان سببًا في ضلالهم، ويبين لهم الحق، ويستغفر الله على ما مضى. كما أن الدعوة إلى الله، ونشر العلم الصحيح، وتوعية الناس، من أعظم الأعمال في هذا الزمن.

سابعاً: دور المجتمع في التوعية

المجتمع كله مسؤول عن التوعية، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو اللقاءات أو الدروس أو حتى المحادثات العائلية. فكل شخص لديه علم أو تجربة يمكن أن تكون سببًا في هداية غيره، فلا يبخل بها.

خاتمة: العودة إلى الأصول سبيل النجاة

في زمن كثرت فيه الفتن والانحرافات الفكرية، يبقى التمسك بالقرآن والسنة، وتعلم العقيدة الصحيحة، وتربية الأبناء على الإيمان، هو السبيل الحقيقي للنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة. ولنحذر من كل ما يبعدنا عن هذا الطريق، ولنجعل من تجاربنا دروسًا للأجيال القادمة.

مصادر مقترحة للقراءة:

  • كتاب "التوحيد" للإمام محمد بن عبدالوهاب
  • كتاب "الأصول الثلاثة"
  • كتب الدكتورة فوز كردي وهيفاء الرشيد حول نقد الفلسفات الشرقية وعلوم الطاقة

دعوة للمشاركة:

إذا كان لديك تجربة أو رأي في هذا الموضوع، شاركنا في التعليقات، فربما تكون كلمتك سببًا في هداية أو توعية غيرك.

نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق، وأن يحفظ أبناءنا وبناتنا من كل فتنة، وأن يجعلنا من الدعاة إلى الخير والصلاح.

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك