مصادر السعادة والسكينة الحقيقية في حياة الإنسان: رؤية قرآنية
في عالمنا اليوم، تنتشر الكثير من المفاهيم والمعتقدات حول كيفية إصلاح النفس البشرية وتحقيق السعادة والسكينة. يربط البعض هذه المفاهيم بأمور مادية أو روح
في عالمنا اليوم، تنتشر الكثير من المفاهيم والمعتقدات حول كيفية إصلاح النفس البشرية وتحقيق السعادة والسكينة. يربط البعض هذه المفاهيم بأمور مادية أو روحية لم يرد ذكرها في القرآن الكريم، مثل الهالات أو الطاقات أو غيرها من الأفكار التي لا تستند إلى مصادر شرعية. فهل لهذه الأمور أثر حقيقي في صلاح الإنسان وسعادته؟ وما هو الطريق الصحيح لتحقيق الطمأنينة النفسية؟
القرآن الكريم: مصدر السكينة والإصلاح
كل ما ينسب إلى الجسم أو الروح ويقال إنه يؤثر على الإنسان في صلاحه أو استقامته أو سعادته، ولم يرد ذكره في القرآن الكريم، فهو باطل ولا أساس له من الصحة. فالإصلاح الحقيقي للنفس وتزكيتها وتحقيق الطمأنينة والسكينة القلبية، كلها أمور ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، وجعلها مرتبطة بزيادة الإيمان وذكر الله تعالى.
قال تعالى: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (الرعد: 28). فزيادة الإيمان ودوام ذكر الله، والابتعاد عن المعاصي، وعدم التعلق بالدنيا، كلها أسباب تجعل النفس تزكو وتصلح وتكون مهيأة لاستقبال السكينة والرحمات الإلهية.
مفاهيم خاطئة حول الطاقات والهالات
انتشرت في بعض الأوساط أفكار تقول إن الإنسان الصالح إذا زكت نفسه، أصبح له هالة أو طاقة تشع منه، أو أن قبره يفيض بالطاقة على من يجلس عنده، أو أن وضع اليد على الجسد ينقل "الطاقة الإيمانية". هذه المفاهيم ليست من الإسلام في شيء، بل هي من زخرف القول الذي ابتدعه الفلاسفة وبعض المتصوفة وعباد القبور، وهي من بقايا العقائد الوثنية التي حذر منها القرآن الكريم.
قال تعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا" (الأنعام: 112). فهذه الأفكار تزين للناس وتبعدهم عن المنهج الصحيح الذي جاء به القرآن والسنة.
الطريق الصحيح لإصلاح النفس
الطريق الصحيح لإصلاح النفس وتحقيق السكينة والطمأنينة، هو التمسك بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، والابتعاد عن كل ما لم يرد فيهما. كل ما يصيب الإنسان من هم أو قلق أو كآبة أو خوف، يكون غالبًا بسبب ضعف الإيمان وكثرة المعاصي والغفلة عن ذكر الله. وقد بيّن العلماء ذلك في كتبهم، وأكدوا أن القلوب إذا ضعفت وكثرت معاصيها أصابها القلق والكآبة.
خلاصة القول
كل ما قيل من أساليب لإصلاح الإنسان أو القلوب غير ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فهو باطل ولا يجوز للمسلم أن يصدقه أو يتبعه. فليكن اعتمادنا على القرآن الكريم، فهو المصدر الحقيقي للسكينة والإصلاح والطمأنينة.
بارك الله فيكم، ووفقنا جميعاً للتمسك بالحق والابتعاد عن الباطل.
https://www.youtube.com/watch?v=-QFDupNZlrU