🔴 ناجية تتحدث : عن أن التولبا عاش معها سنتين وتتكلم عن حقائق وكوارث صادمة ( الجزء الأول )
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت بعض المفاهيم والممارسات الروحية الجديدة بين الشباب والفتيات في العالم العربي، منها ما يُعرف
ناجية تتحدث: تجربتي مع التولبا لمدة سنتين – حقائق وكوارث صادمة (الجزء الأول)
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بعض المفاهيم والممارسات الروحية الجديدة بين الشباب والفتيات في العالم العربي، منها ما يُعرف بـ"التولبا" أو "الصديق الروحي". في هذا المقال، نستعرض تجربة شخصية مؤثرة لفتاة عاشت مع "تولبا" لمدة سنتين، وتكشف لنا عن حقائق صادمة وكوارث نفسية وروحية مرت بها. تهدف هذه القصة إلى توعية القراء بمخاطر هذه الممارسات وأثرها على الصحة النفسية والدينية والاجتماعية.
ما هو التولبا؟
التولبا هو مفهوم روحي يعود أصله إلى الفلسفات البوذية، ويعني خلق كائن أو صديق خيالي من خلال التخيل والتركيز الذهني، بحيث يشعر الشخص بوجوده ويتفاعل معه كأنه كائن حقيقي. انتشرت هذه الفكرة مؤخراً بين المراهقين، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يتم الترويج لها كوسيلة للهروب من الوحدة أو المشاكل النفسية، أو حتى كطريقة للحصول على الدعم العاطفي.
بداية القصة: الفضول والانجذاب لعالم الطاقة
تروي الفتاة أنها كانت تحب كل ما هو غريب وجديد، خاصة ما لا يتعارض مع العقيدة من وجهة نظرها. بدأت رحلتها مع الطاقة والتأمل من خلال متابعة الأنمي، حيث تأثرت بفكرة "الشيفتنج" (الانتقال بين العوالم)، وتعرفت على مجموعة من الفتيات اللاتي كن يمارسن هذه الطقوس عبر مجموعات على الإنترنت.
تقول:
"كنت أحب الأشياء الغريبة، ودخلت عالم الطاقة بسبب الأنمي وبعض الصديقات. في البداية، لم أكن أظن أن الأمر خطير، واعتبرته مجرد صديق خيالي."
أولى العلامات: الجاثوم والطنين والأحلام الغريبة
مع مرور الوقت، بدأت تظهر عليها أعراض غريبة مثل الجاثوم (شلل النوم)، وطنين قوي في الأذن كلما وضعت رأسها على الوسادة. كانت تشعر أحياناً بأن هناك أنفاساً قريبة من وجهها، وأحياناً ترى كائنات أو ظلالاً عند الاستيقاظ أو قبل النوم.
"كنت أستيقظ وأشعر أني لا أستطيع الحركة، مع طنين شديد في أذني، وأحس بأن هناك من يراقبني أو يتحدث إليّ."
التعمق في التولبا: رسم المواصفات والتخاطر
مع انتشار فكرة التولبا بين الفتيات، بدأت الفتاة في رسم صديقها الخيالي وكتابة مواصفاته بالتفصيل، كما نصحتها بعض المجموعات بعرض هذه الأوراق على ضوء القمر. رغم ترددها في القيام ببعض الطقوس، إلا أنها استمرت في ممارسة التأمل والتخاطر، وبدأت تشعر بوجود التولبا في حياتها بشكل متزايد.
"كتبت كل شيء عن التولبا، ورسمت صورته، وكنت أمارس التخاطر معه وأشعر بوجوده حولي."
التأثيرات النفسية والاجتماعية: اكتئاب وعزلة عن الأهل
مع مرور الوقت، بدأت الفتاة تشعر باكتئاب حاد، وأصبحت علاقتها بأهلها سيئة للغاية. شعرت بكراهية تجاه الناس، وفضلت العزلة عن الجميع، حتى أنها لجأت إلى التولبا كبديل عن العلاقات الحقيقية.
"كنت أكره الناس وأهلي، وفضلت أن أخلق لي صديقاً خيالياً بدلاً من التعامل مع الآخرين."
توضح أيضاً أنها بدأت تصدق فعالية طقوس الطاقة مثل شرب ماء القمر وتفسير الأحلام على أنها رسائل حقيقية من التولبا.
العودة إلى الله ومرحلة التوبة
في أحد أيام رمضان، شعرت الفتاة بأنها ابتعدت كثيراً عن الله، فقررت حذف جميع مواقع التواصل الاجتماعي والعودة إلى الصلاة وقراءة القرآن. لاحظت تحسناً تدريجياً في حالتها النفسية، وبدأت تشعر بالطمأنينة بعد قراءة آيات من القرآن الكريم.
"بكيت كثيراً عندما قرأت آية عن الجنة والنار، وشعرت أني ضائعة وأحتاج للعودة إلى ربي."
الوساوس العقدية والصراع الداخلي
بعد تركها لممارسات الطاقة والتولبا، بدأت تعاني من وساوس عقدية شديدة، وأفكار مزعجة حول العقيدة والدين، حتى أنها شعرت أحياناً بأنها غير قادرة على النوم أو التركيز في الصلاة. لجأت إلى الاستماع لنصائح العلماء والمشايخ، ووجدت في كلامهم عزاءً وراحة بأن هذه الوساوس طبيعية لمن يبدأ في الاستقامة، وأنها اختبار من الله.
"كنت أدعو الله كثيراً أن ينجيني من هذه الوساوس، ووجدت في كلام المشايخ طمأنينة أن هذه مرحلة وستمر."
مظاهر خطيرة: تحكم التولبا في تفاصيل الحياة
ذكرت الفتاة أن التولبا بدأ يتدخل في تفاصيل حياتها اليومية، مثل تحذيرها من أشخاص معينين، أو مواساتها عند الحزن، بل وصل الأمر إلى أن بعض صديقاتها كن يشهدن ظواهر غريبة مثل تحريك الأشياء أو سماع أصوات غير مبررة.
"كان التولبا يخبرني إذا كان أحد ينظر إليّ أو إذا كان هناك خطر، وأحياناً كان أهلي يسمعون صوته رغم أني الوحيدة التي يجب أن أسمعه."
الجانب الجنسي وخطورة الانفتاح على الشياطين
حذرت الفتاة من أن بعض الفتيات ينجرفن إلى ممارسات أخطر مع التولبا، مثل رسم مواصفات جنسية للكائن الخيالي، مما يفتح أبواباً خطيرة للتأثر بالشياطين والجن، ويؤدي إلى اضطرابات نفسية وروحية عميقة.
"هناك بنات يرسمون تولبا بمواصفات جنسية ويدخلن في علاقات وهمية خطيرة جداً."
أسباب الانجراف وراء التولبا
من خلال تجربتها، أوضحت الفتاة أن الأسباب الرئيسية لدخول عالم التولبا والطاقة هي:
- الفراغ العاطفي والاجتماعي: قلة التواصل مع الأهل والانشغال بالعالم الافتراضي.
- تأثير الأصدقاء: تقليد الصديقات والانضمام إلى مجموعات تشجع على هذه الممارسات.
- تأثير الأنمي والإعلام: كثير من مسلسلات الأنمي تروج لمفاهيم الطاقة والعوالم الخيالية.
- ضعف الرقابة الأسرية: غياب الحوار والتوجيه من الأهل.
نصائح وتحذيرات للفتيات والأسر
- ضرورة الحوار الأسري: يجب على الأهل متابعة أبنائهم والتحدث معهم عن اهتماماتهم ومشاكلهم.
- الحذر من الصديقات السيئات: عدم الانسياق وراء نصائح أو تجارب غير موثوقة.
- الابتعاد عن الممارسات الغامضة: مثل التخاطر، التأمل المبالغ فيه، أو طقوس الطاقة غير الموثوقة.
- العودة إلى الدين: الالتزام بالصلاة وقراءة القرآن والأذكار اليومية.
- طلب المساعدة عند الحاجة: عدم التردد في استشارة مختصين نفسيين أو علماء دين عند الشعور بأي اضطرابات.
الخلاصة
تجربة التولبا ليست مجرد لعبة أو تسلية، بل قد تتحول إلى مأساة نفسية وروحية تهدد استقرار الفرد والأسرة. من المهم نشر الوعي حول مخاطر هذه الممارسات، وتشجيع الشباب والفتيات على ملء فراغهم بالأنشطة المفيدة، وتحصين أنفسهم بالإيمان والمعرفة الصحيحة.
"الحمد لله، بعد التوبة والعودة إلى الله، تحسنت حالتي كثيراً، واختفت معظم الأعراض السلبية، وأدركت أن كل تلك البلاوي كانت بسبب الانجراف وراء التولبا والطاقة."
شاركوا هذا المقال مع من تحبون لتعم الفائدة، وكونوا دائماً يقظين تجاه كل ما هو جديد وغريب في عالم الروح والطاقة.