اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

قصة حقيقية: كيف أودت ممارسة الطاقة واليوغا بفقدان البصر – تحذيرات ودروس مستفادة

في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات الطاقة واليوغا والتأمل بين العديد من الشباب والشابات العرب، وغالبًا ما يُروَّج لها على أنها طرق للراحة النفسية وتحق

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
6 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات الطاقة واليوغا والتأمل بين العديد من الشباب والشابات العرب، وغالبًا ما يُروَّج لها على أنها طرق للراحة النفسية وتحقيق التوازن الروحي والجسدي. لكن خلف هذه الشعارات البراقة، تختبئ تجارب مؤلمة دفعت أصحابها ثمنًا باهظًا من صحتهم ونفسياتهم وحتى عقيدتهم. في هذا المقال، نسلط الضوء على تجربة حقيقية مؤثرة، شاركتها إحدى الأخوات، ونستعرض تحليلات الخبراء والمختصين حول مخاطر هذه الممارسات، مع نصائح عملية للحماية والوقاية.

بداية القصة: الفضول وحب المعرفة

تبدأ القصة بفتاة مثقفة، شغوفة بالمعرفة، درست في الهند، وتهتم بمقارنة الأديان والثقافات. كانت ترى اليوغا مجرد رياضة، مثلها مثل الإيروبيكس، ولم تكن تدرك أنها تحمل طقوسًا دينية أو خلفيات عقدية. مع الوقت، انجذبت إلى مدربة طاقة بدت مثقفة وودودة، تتحدث عن الدين والروحانيات، وتحتوي المتدربات بأسلوب لطيف وذكي. تقول صاحبة التجربة: "أحببتها لدرجة غير طبيعية، وثقت بها ثقة عمياء، وصرت أصدق كل ما تقوله دون تردد".

الاستدراج: من الفضول إلى الطقوس الغامضة

تروي صاحبة القصة كيف بدأت المدربة تطلب من كل فتاة اسمها وتاريخ ميلادها ومكان ولادتها وساعتها، بحجة استخراج "الخريطة الفلكية" وتحليل الشخصية عبر الأبراج. ثم طلبت منها رسم كود معين على اليد بقلم أسود، وقراءة سورة الزلزلة 91 مرة بعد منتصف الليل، مع الاستماع لسورة الأعراف. كان يُقال لهن إن هذه الطقوس ستكشف لهن أسرار الطاقة وتحقق لهن الشفاء أو الراحة النفسية.

مع مرور الوقت، بدأت المتدربة تشعر بتعب جسدي شديد، وأعراض غريبة لم تختبرها من قبل. لم تكن تدرك أن هذه الممارسات ما هي إلا طلاسم سحرية وطقوس شركية مغلفة بعبارات دينية وعلمية مضللة.

الانهيار الصحي والنفسي

في أحد الأيام، ساءت حالتها الصحية بشكل مفاجئ، وارتفع السكر في دمها إلى 800 رغم أنها لم تكن مصابة بالسكري من قبل. دخلت العناية المركزة خمسة أيام، ثم خرجت لتكتشف أنها فقدت القدرة على الرؤية بشكل شبه كامل. التشخيص الطبي: ماء بيضاء كثيف على عدسات العينين، وهو مرض يصيب عادة كبار السن. خضعت لعمليتين جراحيتين، استعادت بعدها جزءًا من بصرها، لكنها عادت لتفقده مجددًا بسبب امتلاء الشبكية بالسوائل.

تقول: "حُرمت من القراءة، من العمل، من التواصل مع الناس. حياتي تغيرت بالكامل. كل هذا بسبب ثقتي العمياء في مدربة طاقة أوهمتني أنني أسعى للشفاء والراحة".

الخداع باسم الدين والعلم

من أخطر ما في هذه الممارسات هو استغلال النصوص الدينية، حيث تُطلب تلاوة سور أو آيات بعدد معين وفي أوقات محددة، مع ربطها بأكواد ورسوم وأحجار، بحجة أنها "علاجات طاقية" أو "أسرار كونية". في الواقع، هذه أساليب سحرية قديمة، يتم فيها التلاعب بكلام الله عز وجل لتحقيق أغراض دنيوية أو استجلاب قوى غيبية، وهو أمر محرم شرعًا وخطر على العقيدة والصحة.

وحذرت صاحبة التجربة: "لا تنخدعوا بمن يخلط الحق بالباطل، لا تعطوا ثقتكم لمن يدّعي العلم أو الدين، فربما يكون هدفه السيطرة عليكم أو استغلالكم ماديًا ونفسيًا".

شهادات وتحليلات من مختصين وتجارب مشابهة

شارك العديد من المختصين في تحليل التجربة، وأكدوا أن أساليب الاستدراج تبدأ غالبًا بالخطاب المثقف الجذاب، ثم الانتقال تدريجيًا إلى طقوس غامضة، مع تسويقها كـ"علم حديث" أو "تطوير ذات". يتم استغلال الفضول وحب المعرفة، خاصة عند من يبحثون عن الراحة النفسية أو يعانون من مشاكل صحية أو اجتماعية.

أشارت إحدى المشاركات إلى أنها عانت من مشاكل في العين بعد جلسات "الأكسس بارز"، واستغرق علاجها سنوات بعد ترك هذه الممارسات. وأكدت أخرى أن المدربات غالبًا ما يقدمن أنفسهن كأمهات أو أخوات حنونات، بهدف كسب الثقة المطلقة، ثم يبدأ الاستغلال.

وأكد الجميع أن استخدام القرآن أو الأذكار في طقوس محددة، أو ربطها بأرقام وتواريخ وأحجار، هو من أساليب السحر والشعوذة، ويجب الحذر الشديد منها.

لماذا يقع الناس في الفخ؟

  • الخطاب الجذاب: مدربات الطاقة يتقنّ فنون الحوار، ويظهرن بمظهر المثقف المتقبل لكل الآراء.
  • الخلط بين الحق والباطل: يتم استغلال النصوص الدينية مع مصطلحات علمية أو روحية لإضفاء المصداقية.
  • الاستدراج التدريجي: تبدأ الممارسات برياضة أو جلسة تأمل، ثم تتطور إلى طقوس وأكواد وأوراد غريبة.
  • العزلة والفراغ: كثير من الضحايا كانوا يعيشون وحدهم أو يعانون من فراغ عاطفي واجتماعي.
  • الفضول وحب التجربة: الرغبة في معرفة أسرار الغيب أو الشعور بالتميز تدفع البعض للمجازفة.

الأعراض والمخاطر

  • أعراض صحية: تعب شديد، أمراض مزمنة مفاجئة، مشاكل في العين أو القلب أو الجهاز العصبي.
  • أعراض نفسية: اكتئاب، قلق، وساوس، عزلة اجتماعية، فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.
  • أعراض دينية: ضعف الإيمان، الشك في العقيدة، الانجراف وراء طقوس شركية دون وعي.
  • أضرار اجتماعية: فقدان العلاقات، الطلاق، مشاكل أسرية حادة.

كيف نحمي أنفسنا وأحبابنا؟

  • الرجوع للعلماء وأهل الاختصاص: لا تأخذوا دينكم أو صحتكم من غير أهل العلم الموثوقين. اسألوا العلماء والمشايخ عن أي ممارسة غريبة أو طقوس جديدة.
  • الحذر من الخلط بين الدين والسحر: أي ممارسة تطلب منك طقوسًا غامضة، أكواد، أرقام، أو تلاوة آيات بعدد معين في أوقات محددة – ابتعد عنها فورًا.
  • لا تثق ثقة عمياء: مهما بدا المدرب أو المدربة لطيفًا أو مثقفًا، لا تمنح ثقتك المطلقة لأحد، ولا تسلّم نفسك لأي شخص مهما ادعى.
  • احذر من التجربة لمجرد الفضول: كثير من الضحايا قالوا "جربت ولم أخسر شيئًا"، ثم اكتشفوا أنهم خسروا صحتهم ونفسياتهم ودينهم.
  • التمسك بالرقية الشرعية والأذكار: حافظ على أذكار الصباح والمساء، والتزم بالرقية الشرعية من مصادر موثوقة، وابتعد عن أي إضافات أو طقوس غير معروفة في الشرع.
  • الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية: إذا شعرت بأي أعراض غريبة، راجع الطبيب المختص، ولا تعتمد على مدربي الطاقة أو الأعشاب أو الطقوس الغامضة.
  • عدم الانخداع بالمظاهر: ليس كل من يرتدي الحجاب أو يتحدث باسم الدين صادقًا، فبعض المدربات يتعمدن لبس الحجاب لكسب ثقة الفتيات.

كلمة أخيرة: التوبة والأمل

باب التوبة مفتوح دائمًا، مهما كانت الأخطاء أو الخسائر. أشارت المختصات إلى أن كثيرًا ممن وقعوا في هذه الممارسات وتركوا الطاقة عادوا إلى حياتهم الطبيعية مع الوقت، شرط الاستمرار في العلاج النفسي والروحي، والابتعاد التام عن كل ما له علاقة بالطاقة أو الشعوذة.

تذكّروا: الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات. لا تدخلوا في المشتبهات، ولا تفتحوا على أنفسكم أبوابًا لا تعلمون عواقبها.

رسالة إلى كل شاب وفتاة:

احمِ نفسك، دينك، وصحتك. لا تغامر بدخول عوالم الطاقة واليوغا والطقوس الغامضة، ولا تثق إلا بأهل العلم والدين. تجارب الآخرين أكبر دليل ودعوة للحذر.

شاركوا هذا المقال مع من تحبون، فربما يكون سببًا في إنقاذ أحدهم من الوقوع في نفس الفخ.

للمزيد من القصص والتوعية حول مخاطر الطاقة واليوغا والتنمية البشرية الزائفة، تابعوا منتدى نور الحقيقة على تليجرام، أو تواصلوا مع المختصين عبر القنوات الموثوقة.

نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية والهداية.

https://www.youtube.com/watch?v=kbuZtME5cu8

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك