🔴 قصة مؤلمة ... العلاج بالطاقة وكيف يدلسون الطاقيين على أبنائنا المرضى
في السنوات الأخيرة، انتشرت مراكز العلاج بالطاقة والطب البديل بشكل كبير في مجتمعاتنا، وأصبح بعض المرضى وأسرهم يلجؤون إليها بحثًا عن الشفاء أو الراحة ال
العلاج بالطاقة: قصة مؤلمة وتحذير للأسر من الدجل والشعوذة
في السنوات الأخيرة، انتشرت مراكز العلاج بالطاقة والطب البديل بشكل كبير في مجتمعاتنا، وأصبح بعض المرضى وأسرهم يلجؤون إليها بحثًا عن الشفاء أو الراحة النفسية. لكن خلف هذه الظاهرة قصص مؤلمة وتجارب قاسية، مثل القصة التي روتها إحدى المشاركات في قناة "سحر اليوغا والطاقة"، والتي نستعرضها اليوم بهدف التوعية والتحذير.
بداية المعاناة: رحلة علاجية مؤلمة
تروي ريما قصتها مع المرض، حيث عانت لسنوات من مرض جيني نادر في الدم، اضطرها للسفر إلى أمريكا لإجراء عمليات زراعة نخاع العظم. للأسف، لم تنجح العملية، وتوفي شقيقها الأكبر فور وصولهم، ثم أجرت هي وأختها الصغرى العملية مرة أخرى بمساهمة والدهم كمتبرع، لكن العملية فشلت مجددًا. عادت ريما إلى الدوحة، لتجد نفسها محاطة بالألم الجسدي والنفسي، وتتابع علاجها في المستشفيات، بينما فقدت معظم أفراد عائلتها بسبب نفس المرض.
دخول عالم العلاج بالطاقة
مع استمرار معاناتها، بدأت ريما تتلقى رسائل من أشخاص يروجون للعلاج بالطاقة. أحدهم كان يعمل في مركز شهير، وأقنعها بإجراء جلسة علاج عن بعد عبر مكالمة فيديو. كان الرجل من الهند، وبدأ بتحريك يديه أمام الكاميرا مدعيًا أنه ينقل لها طاقة الشفاء. شعرت ريما حينها بتحسن مؤقت، لكنها سرعان ما أدركت أن الأمر لا يتعدى كونه خداعًا نفسيًا.
لاحقًا، تعرفت على شخص آخر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان يتواصل معها باستمرار ويطلب منها إجراء جلسات "استرخاء" و"تأمل". مع الوقت، بدأت ريما تلاحظ تأثيرات غريبة على صحتها ونفسيتها، مثل الإحساس بثقل شديد عند الصلاة، وصعوبة في إكمال قراءة القرآن، بل وحتى الشعور بجسم غريب يضغط على كتفيها أثناء العبادة.
الدجل والشعوذة تحت ستار الطاقة
توضح ريما أنها لم تكن تدرك في البداية أن ما يحدث معها هو نوع من الممارسات الروحانية المشبوهة، حتى شرحت لها إحدى المختصات في العلاج النفسي حقيقة ما يجري. اكتشفت أن بعض هؤلاء المعالجين يزعمون التواصل مع "قرين" الإنسان أو معرفة أسرار البيوت، ويطلبون معلومات شخصية مثل اسم الأم وتاريخ الميلاد، وهي أساليب معروفة في عالم السحر والشعوذة.
كما حذرت ريما من خطورة مشاركة التفاصيل والصور الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستغل بعض الدجالين هذه المعلومات لاستدراج الضحايا والتلاعب بهم نفسيًا وروحيًا.
التأثير النفسي والروحي للعلاج الزائف
أشارت ريما إلى أن حالتها النفسية والجسدية تدهورت بعد خوضها هذه التجارب، حيث زادت الأعراض السلبية، مثل الاكتئاب، وصعوبة أداء العبادات، والشعور بالعزلة والانغلاق على الذات. أكدت أن التحسن المؤقت الذي شعرَت به لم يكن إلا خداعًا نفسيًا، وأن العلاج الحقيقي لا يأتي إلا من الله عز وجل ومن خلال الطب الموثوق.
نصائح وتوجيهات للأسر والمرضى
في نهاية القصة، وجه المشاركون في الحلقة عدة نصائح مهمة للأسر والمرضى:
- الابتعاد عن الدجالين والمعالجين بالطاقة: لا يوجد أي أساس علمي لما يدعونه، وغالبًا ما يكونون مشعوذين أو سحرة يستغلون حاجة المرضى وضعفهم.
- عدم مشاركة المعلومات الشخصية: تجنب إعطاء اسم الأم أو تاريخ الميلاد أو أي تفاصيل خاصة لأي شخص يدعي العلاج الروحاني أو بالطاقة.
- الاعتماد على الله والطب الموثوق: الشفاء بيد الله، والطب الحديث هو الطريق الصحيح للعلاج، مع ضرورة الصبر والاحتساب.
- التحصين بالذكر والدعاء: المداومة على الأذكار وقراءة القرآن والدعاء، خاصة في أوقات الإجابة، هي الحصن الحقيقي للنفس والجسد.
- الوعي بخطورة الشعوذة: السحر والشعوذة تطورت أساليبها، ويجب الحذر من الانسياق خلف أي ادعاءات غير علمية أو دينية.
الخلاصة
قصة ريما ليست حالة فردية، بل تعكس معاناة كثيرين يقعون ضحية الدجل والشعوذة تحت مسميات العلاج بالطاقة أو الطب البديل. من المهم أن نرفع الوعي المجتمعي، ونحذر أبناءنا وأسرنا من الوقوع في فخ هؤلاء، وأن نتمسك بالإيمان والصبر، ونسعى للعلاج بالطرق العلمية الموثوقة.
"الضعف والقوة ليست في الجسد، بل في القرب أو البعد عن الله. لا تيأس من رحمة الله، ولا تفتح بابك للدجالين مهما كان الألم شديدًا."
اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارزقنا الصبر والثبات، واهدنا إلى سواء السبيل.