اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

قصة تاكسي الذكرى وأخطار الشعوذة عبر الطاقة: رسالة توعوية للمتعلمين

في أحد الأيام، استوقفت سيارة أجرة وسألت السائق إن كانت السيارة ملكه. أجابني قائلاً: "لا، هذه السيارة كانت لزوجتي المتوفاة. بعد وفاتها، قررت أن أحتفظ ب

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في أحد الأيام، استوقفت سيارة أجرة وسألت السائق إن كانت السيارة ملكه. أجابني قائلاً: "لا، هذه السيارة كانت لزوجتي المتوفاة. بعد وفاتها، قررت أن أحتفظ بها وأعمل عليها كتاكسي حتى أشعر أنني ما زلت بقربها." كان حديثه مؤثراً للغاية، فقد أراد أن يبقي ذكرى زوجته حية في حياته اليومية من خلال هذه السيارة.

خلال الحديث، أخبرني السائق أنه يشعر أحياناً برسائل من زوجته الراحلة، وكأنها ما زالت ترافقه وتطمئنه. وعندما سألته عن سبب وفاتها، أشار إلى صدره وقال إنها توفيت بسبب مرض السرطان الذي أصاب معدتها. كان من الواضح أن ذكراها ما زالت حاضرة بقوة في حياته، وأنه يجد في هذا التاكسي وسيلة للتواصل الروحي معها.

هذه القصة المؤثرة تفتح لنا باباً للتأمل في كيفية تعامل البعض مع فقدان الأحبة، وكيف يحاولون إيجاد طرق رمزية أو روحية للشعور بقربهم حتى بعد الرحيل. إلا أن هذا البحث عن الطمأنينة قد يدفع البعض أحياناً إلى طرق غير سليمة أو حتى خطرة، مثل اللجوء إلى الشعوذة أو ممارسات الطاقة المشبوهة.

الشعوذة والطاقة: بين الحقيقة والوهم

في السنوات الأخيرة، انتشرت عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي جلسات التأمل وورش العمل التي تدّعي القدرة على استحضار الملائكة أو إرسال "الطاقة الشفائية" إلى المشاركين. بعض هذه الجلسات تروج لأفكار غريبة مثل التواصل مع الأرواح أو طلب المساعدة من "ملائكة التشافي" أو "رئيس الملائكة ميكائيل" لتحقيق التوازن النفسي والجسدي.

قد تبدو هذه الممارسات بريئة أو حتى روحانية للبعض، لكنها في الحقيقة تحمل مخاطر كبيرة، خصوصاً عندما يتم خلطها بأفكار شعوذة أو استحضار قوى غير معروفة. بعض المدربات يطلبن من الفتيات الجلوس في أجواء خافتة الضوء والاستلقاء على السرير والتركيز على التنفس، مدعيات أن ذلك يرفع الطاقة الأنثوية أو يحقق الشفاء الروحي. في الواقع، هذه الطقوس قد تفتح الباب أمام أفكار وسلوكيات غير سليمة، وتستغل مشاعر الفتيات الباحثات عن الدعم أو الطمأنينة.

مخاطر الانسياق وراء الدجل

للأسف، هناك من يروج لمثل هذه الجلسات على أنها علمية أو ذات أساس ديني، في حين أنها لا تمت للعلم أو الدين بصلة. بل قد تتسبب في أضرار نفسية واجتماعية، وتدفع البعض إلى الابتعاد عن الحلول الواقعية لمشكلاتهم، مثل الاستعانة بأخصائيين نفسيين أو طلب الدعم من الأهل والأصدقاء.

من المهم أن نكون واعين لمثل هذه الأساليب، وأن نحذر من الانسياق وراء أي شخص يدّعي امتلاك قوى خارقة أو القدرة على التأثير في مصائر الآخرين عبر طقوس غامضة. علينا أن نتمسك بالعلم والمنطق، وأن نبحث عن طرق صحية وآمنة للتعامل مع مشاعرنا وأحزاننا.

رسالة للمتعلمين

قصة سائق التاكسي تحمل في طياتها مشاعر إنسانية نبيلة، لكنها تذكرنا أيضاً بخطورة البحث عن العزاء في أماكن خاطئة. إذا شعرت بالحزن أو الوحدة، لا تتردد في الحديث مع من تثق بهم، أو طلب المساعدة من مختصين. وتذكر دائماً أن الطريق إلى الشفاء يبدأ من داخل نفسك، وليس عبر ممارسات مشبوهة أو وعود زائفة.

حافظ على وعيك، وكن دائماً حذراً من كل ما يُعرض عليك تحت مسمى الطاقة أو الشفاء الروحي، فليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل ما يُقال حقيقة.

https://www.youtube.com/watch?v=SeQbu7ct9ug

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك