اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

قصة واقعية: كيف أنقذت أسرة من الضياع بسبب "علاجات الطاقة" والتنمية البشرية

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الحديثة مثل "علاجات الطاقة" والتنمية البشرية، والتي قد تبدو في ظاهرها بريئة أو حتى مفيدة. لكن خلف هذه ا

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات الحديثة مثل "علاجات الطاقة" والتنمية البشرية، والتي قد تبدو في ظاهرها بريئة أو حتى مفيدة. لكن خلف هذه المظاهر، هناك قصص واقعية مؤلمة لأسر تفككت وأشخاص فقدوا هويتهم الدينية والاجتماعية بسبب الانسياق وراء هذه الأفكار. في هذا المقال، نشارككم تجربة حقيقية لأحد الأزواج العرب، لعلها تكون عبرة لكل من يقرأها.

البداية: حياة أسرية مستقرة

يحكي أمجد، وهو رجل عراقي، عن حياته مع زوجته التي كانت مثالاً للالتزام الديني والأخلاقي. نشأت زوجته في بيئة محافظة، وكانت تقرأ القرآن وتحفظه وتلتزم بالصلاة والحجاب. لم تكن غريبة عنه فهي ابنة عمه، وعاشا معاً حياة بسيطة مليئة بالمحبة، وبدآ من الصفر حتى رزقهما الله بالأبناء.

نقطة التحول: دخول عالم الطاقة والتنمية البشرية

بدأت التغيرات تظهر في حياة الأسرة منذ عام 2015، حين بدأت الزوجة تهتم بمواضيع الطاقة والتنمية البشرية، وتابعت بعض المشاهير في هذا المجال مثل "نور كايزن" و"أحمد عمارة". في البداية، لم يجد الزوج أي مشكلة في ذلك، بل شجعها على التعلم، خاصة وأنها كانت تقرأ القرآن وتحضر دروس الفقه.

لكن مع مرور الوقت، بدأت الزوجة تغرق في عالم الطاقة والكيانات الغامضة، وابتعدت تدريجياً عن القرآن والصلاة. ازدادت الأمور سوءاً عندما بدأت تعتقد أن بعض المشاكل الصحية التي يعاني منها أحد أبنائها يمكن علاجها بالطاقة، فازداد تعلقها بهذه الممارسات.

تصاعد الأزمة: تغيرات نفسية وسلوكية

مع مرور السنوات، بدأت الزوجة تتغير بشكل ملحوظ. أصبحت عصبية، متوترة، ورافضة للحياة الأسرية. لم تعد تهتم بالبيت أو بالأبناء، وبدأت تتخلى عن الحجاب والصلاة. حتى علاقتها مع زوجها وأهلها تأثرت بشكل كبير، وأصبحت تصدر منها تصرفات غريبة لم يعهدها أحد من قبل.

وصل الأمر إلى حد أنها تركت بيتها وذهبت إلى أهلها في سوريا، ثم سافرت إلى لبنان والتحقت بدورات متخصصة في الطاقة والتنمية البشرية. في إحدى المرات، وصلت حالتها النفسية إلى درجة أنها فكرت في إيذاء نفسها أو ابنها، وهو ما شكل صدمة كبيرة لزوجها وأسرته.

المواجهة والبحث عن الحل

لم يستسلم أمجد، بل بدأ يبحث عن حلول لإنقاذ زوجته وأسرته. تواصل مع أشخاص مروا بتجارب مشابهة، وبدأ يستمع إلى محاضرات دينية وتوعوية حول خطورة هذه الممارسات. لجأ إلى أحد الشيوخ المعروفين في العراق، والذي ساعده في علاج زوجته بالرقية الشرعية والدعم النفسي.

كان أمجد يكرس كل وقته لزوجته، يرافقها في كل خطوة، ويحرص على أن تعود تدريجياً إلى حياتها الطبيعية. بدأ يلاحظ تحسناً واضحاً في حالتها، خاصة بعد أن عادت إلى الصلاة وقراءة القرآن وارتداء الحجاب.

دروس مستفادة ونصائح للأسر

من خلال هذه التجربة المؤلمة، يوجه أمجد رسالة مهمة لكل الأسر:

  • راقبوا ما يتعلمه أبناؤكم وأزواجكم: ليس كل ما يُعرض تحت مسمى التنمية البشرية أو الطاقة مفيد، بل قد يحمل أفكاراً خطيرة تؤثر على العقيدة والسلوك.
  • التمسك بالدين هو الحصن: العودة إلى القرآن والصلاة والذكر كانت السبب الرئيسي في شفاء زوجته وعودتها إلى طبيعتها.
  • الدعم الأسري ضروري: الصبر، الحب، والاحتواء من قبل الزوج والأسرة كان له الدور الأكبر في تجاوز الأزمة.
  • احذروا من الانسياق وراء الأفكار الغريبة: كثير من هذه الممارسات تهدف إلى تفكيك الأسر وزرع الشكوك في المعتقدات الدينية.
  • اطلبوا المساعدة من أهل العلم: لا تترددوا في اللجوء إلى المشايخ وطلبة العلم الموثوقين عند مواجهة أي مشكلة غير مفهومة.

النهاية: عودة الاستقرار وشكر لله

اليوم، وبعد سنوات من المعاناة، عادت الزوجة إلى بيتها وأبنائها، وعادت الحياة الأسرية إلى طبيعتها. يؤكد أمجد أن الفضل أولاً وأخيراً لله، ثم لكل من وقف إلى جانبه وسانده في هذه المحنة. ويشدد على أن هذه التجربة كانت درساً كبيراً في أهمية التمسك بالدين، والحذر من كل ما يهدد استقرار الأسرة.

كلمة أخيرة

هذه القصة ليست حالة فردية، بل هناك العديد من الأسر التي تعاني بصمت من آثار الانسياق وراء بعض الممارسات الحديثة غير المنضبطة. لنجعل من هذه التجربة عبرة، ولنحافظ على ديننا وأسرنا، ولنتذكر دائماً أن الوقاية خير من العلاج.

إذا مررت بتجربة مشابهة أو لاحظت تغيرات غريبة على أحد أفراد أسرتك، لا تتردد في طلب المساعدة، وكن دائماً قريباً من أحبائك.

https://www.youtube.com/watch?v=SVIgsa0vSQg

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك