رحلة الدكتورة أمل: من مدارس الطاقة إلى نور الهداية
في عالم اليوم، ينجذب الكثيرون إلى مدارس الطاقة، الوعي، والتأملات، بحثًا عن الراحة النفسية أو حلول لمشاكل الحياة. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة حقيقية
في عالم اليوم، ينجذب الكثيرون إلى مدارس الطاقة، الوعي، والتأملات، بحثًا عن الراحة النفسية أو حلول لمشاكل الحياة. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة حقيقية مؤثرة عاشتها الدكتورة أمل، التي انتقلت من أعماق هذه المدارس إلى العودة للثبات والسكينة في دينها، فكانت قصتها مليئة بالعبر والدروس.
البداية: بحث عن الذات وسط تحديات الغربة
تروي الدكتورة أمل أنها امرأة مطلقة وأم لولدين، عاشت سنوات طويلة في الغربة. كانت مسؤولية تربية الأبناء في مجتمع غربي تحديًا كبيرًا، خاصة مع حرصها على غرس القيم الإسلامية فيهم وسط بيئة مختلفة. هذا الضغط النفسي، إلى جانب أزمات الحياة العادية التي يمر بها كل إنسان، دفعها للبحث عن حلول تساعدها على تخطي الصعوبات.
وجدت أمل نفسها تتابع كتب التنمية البشرية، ثم انجذبت إلى دورات الطاقة وعلوم ما وراء الطبيعة. بدأت رحلتها مع أسماء لامعة في هذا المجال، مثل الدكتور إبراهيم الفقي وأحمد عمارة، حتى قررت التخصص في مجال "الأكسس بارز" وحصلت على شهادات ودورات متقدمة.
القشرة الذهبية: بريق خادع
تصف أمل بداية دخولها لهذا المجال بأنها كانت "قشرة ذهبية براقة". وجدت في هذه الدورات مبادئ سامية مثل التسامح، السلام، تقبل الآخر، والثقة بالنفس. شعرت أن لديها أدوات جديدة لتقوية نفسها ومساعدة الآخرين، بل وبدأت تحلم بأن تصبح مدربة تنمية بشرية وطاقة.
لكن مع الوقت، لاحظت أن هذه المبادئ ليست إلا واجهة براقة تخفي وراءها الكثير من الغموض. لم تجد إجابات مقنعة عن بعض الطقوس أو العبارات التي يتم ترديدها في الدورات، بل كان يُطلب منها تكرارها دون فهم أو تفسير منطقي.
التجربة العملية: بداية الشكوك
رغم حصولها على شهادات متقدمة وحتى "دكتوراه" في الطاقة، شعرت أمل بشيء يمنعها من ممارسة هذه الطقوس بشكل فعلي. كلما حاولت البدء في تقديم جلسات أو فتح مشروع خاص، كانت تجد عوائق غير مبررة، وكأن هناك قوة خفية تمنعها من الاستمرار.
مع مرور الوقت، بدأت تظهر لديها أعراض نفسية وجسدية غريبة: عزلة، قلق، أحلام وكوابيس مزعجة، آلام جسدية متكررة، وابتعاد تدريجي عن الصلاة والعبادات. حتى علاقتها بأبنائها وأهلها تأثرت، ووجدت نفسها تبتعد عنهم وتعتبرهم "في بعد ثالث" بينما هي "في بعد خامس"، بحسب مفاهيم مدارس الطاقة.
الانهيار والعودة: نور الهداية
في لحظات صعبة، شعرت أمل بضياع شديد، خاصة عندما بدأت تمارس بعض التأملات العميقة التي أدخلتها في حالات غريبة من فقدان السيطرة والشعور بالخوف. تقول: "كنت أرى رموزًا غريبة وأشعر أن هناك من يحاول التواصل معي، لكنني كنت أرفض وأشعر بنفور شديد".
زاد الأمر سوءًا عندما لاحظت ابتعادها عن الصلاة، وبدأ ابنها يلح عليها بالسؤال عن سبب ذلك. كما رفض أبناؤها تمامًا أي طقوس أو ممارسات تعلمتها من مدارس الطاقة، وكانوا يذكرونها دائمًا بأن الشفاء بيد الله وحده.
تكررت لديها الأحلام المزعجة، حتى رأت نفسها في بحر مظلم تحاول السباحة فيه دون جدوى. كل هذه العلامات كانت بمثابة رسائل من الله، حتى بدأت تعود تدريجيًا إلى الصلاة والدعاء، وشعرت بالسكينة الحقيقية.
الحصاد: ما وراء القشرة الذهبية
عند سؤالها عن ما حققته من سنوات ممارسة الطاقة، أجابت أمل بكل صراحة: "لم أجد شيئًا... لا نتائج حقيقية ولا راحة دائمة، بل خسرت المال والصحة والعلاقات، وكدت أخسر ديني". تؤكد أن أغلب من يمارسون هذه العلوم ينتقلون من دورة لأخرى، بحثًا عن حل لمشكلة لم تُحل أبدًا، ويظلون في دائرة لا تنتهي من الأوهام.
وتحذر أمل من الانخداع بالبريق الظاهري لهذه المدارس، مؤكدة أن تحت القشرة الذهبية ظلام عميق، وكلما تعمق الإنسان فيها كلما ابتعد عن النور الحقيقي.
نصيحة من القلب: رسالة لكل باحث عن الحقيقة
تختم الدكتورة أمل قصتها برسالة صادقة:
"لا تنخدعوا بالقشرة الذهبية لهذه العلوم، ظاهرها جميل لكن عاقبتها وخيمة. ابحثوا عن الحقيقة في دينكم أولًا، وادرسوا علومكم الأصيلة قبل أن تقبلوا أي علم دخيل. والله العظيم، نهاية هذا الطريق وخيمة وضياع. لا تتبعوا السراب، فالحقيقة والسكينة الحقيقية في القرب من الله، وليس في أي طقوس أو علوم مستوردة."
وتدعو كل أم وأب أن يغرسوا في أبنائهم حب الله، وأن يكون الدين مصدر محبة وطمأنينة لا مصدر خوف وترهيب، لأن العلاقة الحقيقية مع الله تجمع بين الحب والخوف والرجاء.
خلاصة التجربة: العودة إلى الجذور
قصة الدكتورة أمل تعكس رحلة كثيرين ممن دخلوا عالم الطاقة والوعي بحثًا عن السعادة، ليكتشفوا في النهاية أن الطمأنينة الحقيقية لا توجد إلا في الإيمان الصادق والعودة إلى الله. قد تبدو بعض الطرق براقة في ظاهرها، لكن الحقيقة تظهر مع الوقت، فلا تغرنكم القشور، وعودوا دائمًا إلى الأصل: دينكم، قرآنكم، وسنة نبيكم.
نسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات، وأن يجعلنا جميعًا من الصادقين المطمئنين بقربه.
https://www.youtube.com/watch?v=kueum7LAVCE