رحلة التعافي من إدمان دورات الطاقة والتاروت: تجربة واقعية ونصائح عملية

في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل كبير دورات الطاقة، مثل "الأكسس بارز" و"الثيتا هيلينغ"، إلى جانب الاهتمام بقراءة التاروت وغيرها من الممارسات الروحانية الحديثة. كثيرون دخلوا هذا المجال بحثًا عن حلول لمشاكلهم، أو رغبة في تحسين جودة حياتهم، أو تحقيق أهدافهم بسرعة. لكن، هل حقًا تحقق هذه الدورات والتجارب ما يعد به أصحابها؟ وهل هي طريق فعلي للسعادة والنجاح؟

في هذا المقال، نعرض تجربة واقعية ومجموعة من النصائح لمن يعاني من إدمان هذه الدورات أو يجد صعوبة في الخروج منها.

شعور ثقيل مع الصلاة والمقارنة مع الآخرين

تبدأ القصة بشخصية تشعر بثقل شديد عند أداء الصلاة، وكأنها تقوم بمجهود بدني هائل. رغم الالتزام بفترات من الصلاة وقراءة القرآن، إلا أن المقارنات مع حياة الآخرين كانت تسيطر عليها. ترى أن من حولها ممن لم يدخلوا مجالات الطاقة أو الدورات الروحانية يحققون نجاحات ملموسة: يحصلون على وظائف، يكملون دراساتهم، يحققون أهدافهم، بينما هي تشعر أن حياتها لم تتغير للأفضل.

هذا الشعور دفعها للبحث عن حلول جديدة، والانجذاب لكل ما هو "لامع" وجديد في عالم تطوير الذات والطاقة. لكنها لاحظت بعد فترة أن حياتها لم تتحسن، بل ازدادت الأمور سوءًا، حتى وزنها زاد، وأصبحت تعيش في فراغ أكبر.

لماذا ندخل هذه الدورات؟

غالبًا ما يكون الدخول في هذه الدورات بسبب وجود فراغ أو مشاكل في الحياة. في لحظات الضعف، يوسوس الشيطان للإنسان بأن الحل في التجربة الجديدة أو الدورة القادمة. لكن الحقيقة أن هذه الدورات تستغل مشاكل الناس، وتوهمهم بالحلول السريعة، بينما هي في الواقع تُدخلهم في دوامة لا تنتهي من البحث والتجربة دون نتيجة حقيقية.

التوبة والخروج من الدائرة

التوبة الحقيقية، كما أوضحت إحدى المشاركات، لا تكون تدريجية أو مجزأة، بل تحتاج إلى قرار حاسم وقاطع. يجب قطع كل الروابط المتعلقة بهذه الدورات: حذف الأرقام، إلغاء الاشتراكات، التخلص من الكتب والمصادر. الدخول في هذه الدورات سهل، لكن الخروج منها يشبه الخروج من نفق مظلم، ويصاحبه شعور بالفراغ والوسوسة.

من الطبيعي أن يشعر الإنسان بفراغ بعد ترك هذه الممارسات، لأن وقتًا كبيرًا كان يُستهلك في حضور الدورات وتطبيق ما فيها. لكن الحل هو ملء هذا الفراغ بأشياء مفيدة، مثل قراءة القرآن، ممارسة الهوايات، والعودة للحياة الطبيعية مع الأسرة والمجتمع.

إدمان التاروت: تجربة شخصية

شاركت إحدى المشاركات تجربتها مع إدمان التاروت، وكيف كان صعبًا عليها التوقف عنه. كانت تلجأ إلى التاروت في كل قرار، حتى أصبحت تشعر أن حياتها تسير عكس ما تتمنى، وأن كل شيء يزداد سوءًا. بعد محاولات عديدة، أدركت أن كل ما تحصل عليه من التاروت مجرد كلمات جميلة ترفع المعنويات مؤقتًا، لكنها في النهاية تجلب لها القلق والمشاكل.

نصيحتها كانت واضحة: مهما حاولتِ، لن تستفيدي شيئًا من هذه الممارسات، بل ستزيد من فراغك ومشاكلك. الحل هو الانشغال بأشياء مفيدة، وممارسة الهوايات، والبحث عن مصادر إلهام حقيقية.

الدعم الجماعي والتجارب المشتركة

من المهم أن يعرف من يمر بهذه التجربة أنه ليس وحده. كثيرون دخلوا هذه الدورات وواجهوا نفس المشاعر والتحديات. الدعم الجماعي، والاستماع لتجارب الآخرين، يساعد في تخطي هذه المرحلة، ويعزز من قوة القرار في التوقف والعودة للطريق الصحيح.

نصائح عملية للخروج من إدمان دورات الطاقة والتاروت

• اتخذ قرارًا حاسمًا: التوبة الحقيقية تحتاج إلى قرار نهائي، وليس تدرجًا أو ترددًا.
• اقطع كل الروابط: احذف الأرقام، ألغِ الاشتراكات، تخلص من الكتب والمصادر المتعلقة بالطاقة والتاروت.
• املأ وقتك بما يفيد: اقرأ القرآن، مارس الرياضة، تعلم مهارة جديدة، أو شارك في أنشطة اجتماعية.
• لا تقارن نفسك بالآخرين: كل إنسان له طريقته وظروفه، والمقارنة لن تجلب إلا الإحباط.
• الجأ إلى الله: حافظ على صلاتك وأذكارك، وتصدق بنية الفرج. القرب من الله هو الطريق الحقيقي للراحة النفسية.
• استعن بالدعم الأسري والاجتماعي: تحدث مع من تثق بهم، وشاركهم مشاعرك وتحدياتك.

خلاصة

دورات الطاقة والتاروت وغيرها من الممارسات الروحانية الحديثة قد تبدو مغرية في البداية، لكنها في كثير من الأحيان لا تقدم حلولًا حقيقية، بل قد تزيد من مشاكل الإنسان النفسية والاجتماعية. الحل في العودة للجذور: القرب من الله، ملء الفراغ بأشياء نافعة، وعدم الانجرار وراء الوعود البراقة التي لا أساس لها.

إذا كنت تمر بهذه التجربة، تذكر أنك لست وحدك، وأن التغيير الحقيقي يبدأ من قرارك أنت، ومن ثقتك بالله وبقدرتك على تجاوز أي تحدٍ.

https://www.youtube.com/watch?v=K66dS4QLhm8