رحلة التعافي من مفاهيم الطاقة والتنمية البشرية: تجربة واقعية وتحذيرات هامة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع مفاهيم التنمية البشرية وعلوم الطاقة بمختلف مسمياتها، مثل اليوغا، الأكسس بارز، فتح الشاكرات، التوكيدات، وغيرها من
في السنوات الأخيرة، انتشرت بشكل واسع مفاهيم التنمية البشرية وعلوم الطاقة بمختلف مسمياتها، مثل اليوغا، الأكسس بارز، فتح الشاكرات، التوكيدات، وغيرها من الممارسات التي يدّعي أصحابها أنها طريق للسعادة والراحة النفسية وتحسين العلاقات وجذب المال. كثيرون دخلوا هذه الدوائر بدافع الفضول أو الرغبة في التطوير الذاتي، لكن القليل منهم يشاركون تجاربهم الحقيقية بعد الخروج منها. في هذا المقال، ننقل لكم تجربة حقيقية صادقة، مليئة بالدروس والعبر، وتحذيرات هامة لكل من يفكر في خوض هذا الطريق.
البداية: بحث عن التميز والراحة
بدأت القصة من رغبة صادقة في التميز، وحب الاطلاع على كل جديد. صاحبة التجربة بحثت كثيرًا عن مواضيع التنمية والطاقة، ولم تجد في البداية أي تحذيرات واضحة أو معلومات سلبية عن هذه المجالات، فقررت أن تخوض التجربة بنفسها، خاصة مع انتشار مدربين عرب يقدمون هذه الدورات ويصورونها كعلم جديد ومفيد.
انتقلت إلى مدينة أخرى لحضور دورة في الأكسس بارز، وهناك بدأت تلاحظ تصرفات غريبة من المدربة، مثل تمتمات غير مفهومة، وحركات غير مريحة، وشعور داخلي بعدم الارتياح. رغم ذلك، أكملت الدورة، مدفوعة بكلام المدربة عن تحسن حالتها المادية والعلاقات بفضل هذه الممارسات.
التطبيق العملي: نتائج مؤقتة ومخاوف متزايدة
طبقت صاحبة التجربة ما تعلمته، وركزت في البداية على نفسها، دون أن تجرؤ على تطبيقه على الآخرين. مع مرور الوقت، بدأت تلاحظ تغيرات سلبية في حياتها: فقدت لذة الدعاء، شعرت بثقل في العبادة، وتعرضت لأعراض غريبة مثل الإرهاق الدائم، رؤية خيالات، وشعور بأنها مراقَبة في كل مكان.
لم تكن تدرك في البداية سبب هذه الأعراض، وظنت أنها ربما ارتكبت ذنوبًا تحتاج إلى توبة، أو أن هناك خطأ في عبادتها. لكنها مع البحث والتعمق، بدأت تكتشف أن هناك جانبًا مظلمًا في هذه العلوم، وأن كثيرًا من الممارسات مرتبطة بمفاهيم دخيلة على العقيدة الإسلامية.
الصدمة: اكتشاف الحقيقة
التحول الحقيقي حدث عندما صادفت بثًا مباشرًا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث فيه مختصون عن حقيقة علوم الطاقة والتنمية البشرية. بدأت تقرأ من جديد المواد التي درستها، لتكتشف أنها وقعت في الشرك دون أن تدري، وأن كثيرًا من الممارسات مرتبطة باستحضار الجن والشياطين، أو طقوس مأخوذة من ديانات ومعتقدات باطنية.
شعرت بصدمة شديدة، وبدأت تبكي بحرقة، وتستغفر الله على ما وقعت فيه. قررت أن تبرئ ذمتها وتنبه الآخرين، فبدأت تنشر تجربتها وتوضح مخاطر هذه العلوم، خاصة للفتيات الصغيرات اللواتي يقعن بسهولة في فخ الإعلانات البراقة والوعود الكاذبة.
خلف الكواليس: أسرار لا تُقال
من الأمور الخطيرة التي اكتشفتها صاحبة التجربة، وجود ما يسمى "الهجمات الطاقية" بين المدربين، وهي في حقيقتها هجمات شيطانية هدفها السيطرة على "زبائن" المدرب الآخر، من خلال استحضار شياطين أقوى. وأكدت أن كل مدارس الطاقة، من الشرق إلى الغرب، قائمة على أفكار السحر الأسود وتلبس الشياطين، حتى وإن تم تغليفها بعبارات علمية أو نفسية.
كما أشارت إلى طقوس خطيرة تُمارَس في التجمعات المتقدمة، مثل ما يسمى "طاقة الوعي الجمعي"، والتي قد تتضمن ممارسات محرمة وخطيرة للغاية، هدفها تفكيك العقيدة والهوية، وربط الولاء بجهات خارجية.
العودة إلى الطريق الصحيح
بعد التوبة وترك كل هذه الممارسات، بدأت صاحبة التجربة تشعر بتحسن تدريجي في حياتها، وراحة نفسية لم تكن تجدها من قبل. عادت للتمسك بالذكر والدعاء، ووجدت أن الخير كله في العودة إلى الله والاعتماد على الأدعية النبوية والعبادات الصحيحة. أكدت أن كل ما كانت تبحث عنه من راحة وسعادة تحقق بفضل الله، دون الحاجة لأي طقوس أو تعويذات أو توكيدات.
دروس وعبر: نصائح وتحذيرات
- لا تجزئ الحرام: حتى لو بدا لك أن بعض الحركات أو التمارين بريئة، فهي في أصلها مأخوذة من طقوس باطنية محرمة، ولا يجوز تبريرها بحسن النية.
- احذر من مصطلحات مضللة: مثل "الرسائل الكونية"، "فتح الشاكرات"، "العين الثالثة"، وغيرها من المصطلحات التي لا أصل لها في الإسلام.
- لا تتبع كل جديد بلا تحقق: كثير من المدربين يروجون لأنفسهم بمصطلحات علمية أو دينية، لكنهم في الحقيقة يجهلون أو يتجاهلون خطورة ما ينقلونه.
- المال هدف خفي: أغلب هذه الدورات هدفها الأساسي جمع المال، وليس فعلاً مساعدة الناس أو تطويرهم.
- استفتِ قلبك: إذا شعرت بعدم ارتياح أو شك في أمر ما، فاعلم أن الفطرة السليمة لا تخطئ، وارجع إلى أهل العلم الموثوقين.
- العودة للدين هي الحل: كل ما يبحث عنه الإنسان من طمأنينة وسعادة وسعة رزق موجود في الالتزام بتعاليم الإسلام واللجوء إلى الله وحده.
كلمة أخيرة
هذه التجربة الصادقة ليست مجرد قصة شخصية، بل رسالة تحذيرية لكل من يفكر في دخول عالم التنمية البشرية وعلوم الطاقة دون علم أو وعي. لا تنخدعوا بالمظاهر البرّاقة أو الوعود الكاذبة. حافظوا على عقيدتكم، وتمسكوا بدينكم، فالسعادة والنجاح الحقيقيان لا يأتيان إلا من الله وحده، وبالطرق التي شرعها لنا.
نسأل الله لنا ولكم الثبات والهداية، وأن يحفظنا من كل شر، ويغفر لنا ما مضى، ويثبتنا على الحق حتى نلقاه.
https://www.youtube.com/watch?v=dNw1-fTeA2I