رحلة الوعي وتصحيح المسار: تجربة شخصية مع مفاهيم الطاقة والعودة للثوابت الدينية
في عالمنا اليوم، تنتشر الكثير من المفاهيم الجديدة التي تدّعي تحقيق السعادة والنجاح من خلال ما يُعرف بـ "الطاقة" أو "العلاج بالطاقة". كثير من الناس ينج
في عالمنا اليوم، تنتشر الكثير من المفاهيم الجديدة التي تدّعي تحقيق السعادة والنجاح من خلال ما يُعرف بـ "الطاقة" أو "العلاج بالطاقة". كثير من الناس ينجذبون إلى هذه الأفكار، خاصة عندما يمرون بتجارب أو تحديات في حياتهم، ويبحثون عن حلول سريعة لتحقيق أهدافهم. لكن هل تساءلنا يومًا عن مدى توافق هذه المفاهيم مع عقيدتنا الإسلامية؟ وهل يمكن أن تؤثر على إيماننا دون أن نشعر؟
في هذه المقالة، أشارككم تجربة شخصية حقيقية، تحمل الكثير من الدروس والعبر حول أهمية الوعي الديني، وكيف يمكن للإنسان أن ينخدع بمظاهر براقة، قبل أن يعود إلى جادة الصواب بفضل الله.
البداية: البحث عن تحقيق الأهداف
بدأت قصتي عندما وضعت لنفسي هدفًا واضحًا: افتتاح مخبز خاص بي. كنت أبحث عن أي وسيلة تساعدني في تحقيق هذا الحلم. في تلك الفترة، تعرفت على مفاهيم الطاقة والتنمية الذاتية، وبدأت أمارس بعض التقنيات التي يُقال إنها تجذب النجاح وتحقق الأهداف. حتى أنني بدأت أعلّم والدتي بعض هذه الممارسات، مثل "تنظيف الهالة" وتقنيات التنفس الخاصة.
لحظة الصحوة: الرؤيا التي غيّرت كل شيء
رغم انغماسي في هذه الممارسات، لم يغب عني الدعاء الصادق: "اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه". وفي إحدى الليالي، رأيت رؤيا مؤثرة: كنت أقرأ آيات من سورة نوح، وتحديدًا قوله تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا". كان شعورًا عميقًا بالسكينة والطمأنينة، وكأن الله سبحانه وتعالى ينبهني إلى الطريق الصحيح.
استيقظت من نومي وأنا ممتنة لله، وأدركت أنني كنت أسير في طريق خاطئ دون أن أشعر. حمدت الله أن أنقذني، وأعدت النظر في كل ما كنت أمارسه وأؤمن به.
مراجعة الذات: هل الطاقة تمس العقيدة؟
لم أتوقع يومًا أن مفاهيم الطاقة يمكن أن تمس العقيدة الإسلامية. كنت أظن أنها مجرد وسائل مساعدة لتحقيق الأهداف، لكن مع الوقت بدأت ألاحظ تناقضات واضحة مع تعاليم الدين. فعلى سبيل المثال، هناك من يمارسون اليوغا دون علم بحقيقتها، رغم أنها في أصلها طقوس دينية هندوسية. كذلك، بعض ممارسات الطاقة تتضمن عبارات أو تصرفات لا تتوافق مع التوحيد الخالص لله.
الأمر المؤسف أن حتى بعض أصحاب العلم دخلوا في هذا المجال، فما بالك بالناس البسطاء الذين قد لا يمتلكون أدوات التمييز بين الحق والباطل؟
انتقائية في الدين: خطر كبير
لاحظت أيضًا أن بعض المدافعين عن هذه المفاهيم يمارسون انتقائية في الدين، فيأخذون ما يعجبهم ويتركون ما لا يتوافق مع رغباتهم. قد يرددون عبارات دينية، لكنهم يتجاهلون العبادات الأساسية مثل الصيام أو قيام الليل، بحجج واهية. بل وصل الأمر ببعضهم إلى التشكيك في آيات القرآن وتفسيرها بما يخدم أفكارهم.
هذا الانتقاء خطر كبير، فهو يفرغ الدين من جوهره، ويجعل الإنسان يتبع هواه بدلًا من اتباع أوامر الله ورسوله.
العودة للثوابت: "سمعنا وأطعنا"
الحمد لله الذي أنعم عليّ بالعودة للطريق الصحيح. أدركت أن تحقيق الأهداف والسعادة الحقيقية لا يكون إلا باتباع أوامر الله ورسوله، دون تحريف أو انتقاء. فالمؤمن الحق يقول: "سمعنا وأطعنا"، ولا يجادل في أوامر الله ولا يتبع إلا ما جاء به القرآن والسنة.
رسالة لكل باحث عن الحقيقة
رسالتي لكل من يقرأ هذه الكلمات: لا تنخدعوا بالمظاهر البراقة أو الوعود الزائفة. تمسكوا بدينكم، واطلبوا من الله دائمًا أن يريكم الحق حقًا ويرزقكم اتباعه. ابحثوا وتحققوا من كل فكرة أو ممارسة قبل أن تتبعوها، ولا تجعلوا تحقيق الأهداف الدنيوية سببًا في التفريط بعقيدتكم.
أسأل الله أن يثبتنا جميعًا على الحق، ويبارك في علمكم وأبنائكم وأحبابكم، ويجعل هذه التجارب في ميزان حسنات كل من يسعى لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم.
الخلاصة:
الوعي الديني هو الحصن المنيع أمام كل ما يخالف العقيدة، حتى لو جاء في صورة تنمية ذاتية أو طاقة إيجابية. فلنكن دائمًا على يقظة، ولنحرص على أن يكون ميزاننا في كل أمر هو كتاب الله وسنة رسوله، فبهما النجاة والسعادة الحقيقية.
https://www.youtube.com/watch?v=GMdn0iXIr5Y