رحلتي مع علم الطاقة: من الشك إلى اليقين
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأسأل الله أن يجعل هذا الحديث في ميزان حسناتي وحسنات كل من يسعى للخير ونشر الوعي. أكتب لكم اليوم عن تجربتي الشخصية
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأسأل الله أن يجعل هذا الحديث في ميزان حسناتي وحسنات كل من يسعى للخير ونشر الوعي. أكتب لكم اليوم عن تجربتي الشخصية مع ما يُسمى بـ"علم الطاقة"، وكيف انتقلت من الانبهار به إلى اكتشاف حقيقته، بعد رحلة طويلة من البحث والتساؤل.
البداية: دعوة في يوم عرفة
بدأت قصتي في يوم عرفة، ذلك اليوم العظيم الذي يُستجاب فيه الدعاء. كنت أدعو الله بإخلاص، وأسأله أن يلهمني معرفة أي خطأ في حياتي قد لا أكون مدركة له. في تلك الليلة، نمت وأنا أشعر براحة غريبة، وعندما استيقظت فجراً، ظهر أمامي بث مباشر على تطبيق تيك توك يتحدث عن علم الطاقة. لم أكن معتادة على متابعة مثل هذه المواضيع، بل كنت أقرأ فقط الكتب وأتابع المحاضرات الدينية.
الصدمة والبحث عن الحقيقة
بدافع الفضول، بدأت أتابع البث، ثم انتقلت إلى مشاهدة مقاطع وتجارب على اليوتيوب. صُدمت من بعض الأفكار والممارسات التي تخالف العقيدة الإسلامية، وبدأت تراودني الشبهات حول هذا العلم. كنت أسمع أشياء غريبة وأشعر أن هناك خطأ ما، وكأن ثقافات ومعتقدات دخيلة اختلطت بمفاهيم علم الطاقة.
في البداية، لم أستطع تصديق أن "علم الطاقة" قد يحمل في طياته ما يخالف ديني، خاصة وأن بعض مروجيه كانوا يربطونه بالدين ويستشهدون بآيات وأحاديث. هذا الأمر آلمني كثيراً، فقد دخلت هذا المجال بحثاً عن ما يقربني إلى الله، لا العكس.
رسالة واضحة من الله
شعرت أن ظهور ذلك البث في يوم عرفة لم يكن صدفة، بل رسالة واضحة من الله تعالى. تأكدت أن عليّ أن أبحث وأتثبت من كل شيء أسمعه أو أقرأه، وألا أسمح لأي فكرة أو ممارسة أن تدخل حياتي دون تمحيص.
التحصن بالعلم والتحذير للأهل والأبناء
بعد أن اكتشفت حقيقة علم الطاقة، شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه نفسي وأبنائي وكل من حولي. بدأت أقرأ بعمق عن هذا العلم، ليس من باب الاقتناع به، بل لأكون على دراية بكل تفاصيله حتى أستطيع حماية نفسي وأسرتي من الوقوع في شباكه.
جلست مع أبنائي وشرحت لهم، بمختلف أعمارهم، مخاطر بعض الممارسات مثل الأساور، اليوغا، والشاكرات، وبيّنت لهم كيف يمكن أن تتسلل هذه الأفكار إلى حياتنا دون أن نشعر. حذرتهم من الانجراف وراء كل جديد، وذكّرتهم بأن الشيطان لا يمل من محاولة إضلال الإنسان بطرق وأساليب متعددة.
أهمية نقل التجربة للآخرين
أدركت أن من واجبي ألا أحرم من حولي من هذه المعرفة. نصحت كل من أعرفه بأن يشارك تجارب الناس الحقيقية، خاصة تلك التي أثرت فيّ وغيرت قناعاتي. التجارب الواقعية تكون أبلغ في التأثير من أي حديث نظري.
التوبة والعودة إلى الطريق الصحيح
أحمد الله أن أنقذني من هذا الطريق، وأتمنى أن يغفر لي الوقت الذي ضاع في متابعة هذه الأمور. الآن أقرأ وأتعلم لأتسلح بالمعرفة، وأحذر غيري من الوقوع في نفس الفخ. علينا جميعاً أن ننتبه، فهذه أبواب خطيرة قد تؤدي إلى الشرك بالله، والعياذ بالله.
رسالة أخيرة لكل أب وأم
لا تحرموا أبناءكم من معرفة الحقيقة، ولا تترددوا في توعيتهم بمخاطر بعض العلوم والممارسات الدخيلة. شاركوا معهم تجارب الناس، وكونوا صادقين في نصحهم، فالعلم والمعرفة هما السلاح الحقيقي في مواجهة كل ما يهدد عقيدتنا.
أسأل الله أن يحفظنا ويحفظ أبناءنا من كل شر، وأن يثبتنا على الحق، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والحمد لله على نعمة الهداية.
https://www.youtube.com/watch?v=B19yNdzIokg