اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي مع الريكي: من البدايات الآمنة إلى التساؤلات العميقة

عندما يبدأ الإنسان رحلته في تعلم الريكي، غالبًا ما يبدأ بالمستوى الأول، الذي يُقدَّم على أنه مستوى آمن وسهل. لكن، ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذا المست

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

عندما يبدأ الإنسان رحلته في تعلم الريكي، غالبًا ما يبدأ بالمستوى الأول، الذي يُقدَّم على أنه مستوى آمن وسهل. لكن، ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذا المستوى الأول ما هو إلا مدخل لجذب المتعلمين إلى مستويات أعمق وأكثر تعقيدًا. في هذه المستويات المتقدمة، تظهر رموز جديدة تختلف قليلاً عن رموز الريكي الياباني التقليدي، إذ يُقال إننا نستمد الطاقة من الأرض والسماء، بل وأحيانًا من كائنات أرضية وروحية، وهنا يكمن الاختلاف والخطورة.

كل رمز من هذه الرموز يرتبط بخادم أو كيان يُقال إنه يساعد الشخص في نقل الطاقة للآخرين. وعندما يقوم المعلم بعمل "الانشيشن" أو فتح الطاقة لشخص جديد، يتواصل مع معلمه الروحي للحصول على الإذن، ويفتح له بابًا لما يسمى "الكانونات النورانية". يُقال إن هذه الكيانات قد تكون أرواحًا من الماضي أو المستقبل، أو حتى من حيوات سابقة، وتصبح جزءًا من حياة الشخص الذي تلقى الانشيشن.

في مدرستي، كنا صادقين مع المتعلمين، ونوضح لهم أن هناك تسع مستويات في الريكي، وأن الأسرار الحقيقية لا تُكشف إلا في المستويات المتقدمة، وخاصة الثالث فما فوق. مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تغيرات كبيرة في حياتي وحياة من حولي. في البداية، كان الأمر أشبه بشهر عسل روحي، لكن بعد سنوات قليلة، انتهت هذه المرحلة وبدأت رحلة جديدة مليئة بالتساؤلات والتغيرات.

لاحظت أن معظم من تلقوا جلسات الريكي مني تغيرت معتقداتهم بشكل كبير. حتى أنا، تغيرت معتقداتي لدرجة أنني أنشأت دورة كاملة بعنوان "من أنا"، والتي كانت تركز على عقيدة وحدة الوجود. كنت أؤمن بهذه الفكرة لفترة طويلة، وكنت أبحث عن الله في داخلي من خلال التأملات الأسبوعية، متأثرة بأفكار محيي الدين ابن عربي.

مع ذلك، كان هناك دائمًا شعور بالذنب والشك في داخلي تجاه هذه الرموز. عندما كان يسألني أحد عن معناها، كنت أحيانًا أستبدلها بآيات من القرآن الكريم، مثل سورة الفاتحة، وأخبرهم أنه يمكنهم قول ما يشاؤون، لكن الحقيقة أن عملية الانشيشن لا تكتمل إلا باستخدام هذه الرموز، حيث تُرسم على المتلقي وتُقرأ عليه تعاويذ خاصة.

بدأت أشك في الموضوع أكثر عندما بدأ بعض الأشخاص الذين تلقوا الانشيشن يشاركونني تجارب غريبة، مثل الأحلام السيئة أو رؤية أشياء غير مألوفة. إحدى السيدات وصفت لي رؤيتها لشخص غريب خلال جلسة الريكي، وبدأت أشعر بالخوف الحقيقي من هذه العوالم.

رغم كل ذلك، كان هناك دائمًا شعور داخلي يدفعني للتراجع، ربما بسبب دعاء أهلي أو رحمة الله. كنت أحقق شهرة ونجاحًا، لكنني لم أكن أشعر بالراحة التامة. في الجلسات، كنت أتمنى بصدق أن يرتاح الناس ويشفوا، لكنني لم أكن مؤمنة تمامًا بعلاج الطاقة، وكنت أعتبره الخيار الأخير بعد اللجوء إلى الكوتشينغ أو غيره من الأساليب.

خلال رحلتي، جربت العديد من الدورات مثل "الأكسس بارز" و"سلم الوعي" وتغيير المعتقدات، لكنني أحمد الله أنني لم أؤمن يومًا بفكرة الحيوات السابقة، رغم أنني كنت أساير الآخرين في الحديث عنها.

مع الوقت، بدأت ألاحظ أن حالة بعض الأشخاص الذين تلقوا الريكي ساءت، حتى حدثت لي تجربة شخصية صعبة في عام 2018، بعد حوالي ستة أشهر من إحدى الدورات. لجأت حينها إلى شريك لي لمساعدتي على تجاوز الألم من خلال التنويم الإيحائي.

خلاصة التجربة

هذه الرحلة علمتني الكثير عن عالم الطاقة والروحانيات، لكنها أيضًا فتحت عيني على المخاطر والتساؤلات العميقة حول مصادر الطاقة والرموز المستخدمة. من المهم أن يكون الإنسان واعيًا ومدركًا لما يدخل إليه، وألا ينجرف وراء المظاهر الروحية دون بحث وتدقيق. في النهاية، الصدق مع النفس ومع الآخرين هو ما ينقذنا من الوقوع في تجارب قد تترك أثرًا عميقًا في حياتنا ومعتقداتنا.

https://www.youtube.com/watch?v=1t9gaDdCJ4Q

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك