اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي مع الشكوك الدينية: تجربة حقيقية مع برامج مشبوهة على الإنترنت

في عصرنا الرقمي اليوم، أصبح من السهل الوصول إلى مختلف المصادر والمحتويات الدينية عبر الإنترنت. وبينما قد يكون في ذلك فائدة كبيرة، إلا أن هناك أيضًا مخ

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عصرنا الرقمي اليوم، أصبح من السهل الوصول إلى مختلف المصادر والمحتويات الدينية عبر الإنترنت. وبينما قد يكون في ذلك فائدة كبيرة، إلا أن هناك أيضًا مخاطر حقيقية قد يتعرض لها الإنسان إذا لم يكن لديه وعي كافٍ أو خلفية علمية راسخة. أشارككم هنا تجربتي الشخصية مع بعض القنوات والبرامج التي أثرت بشكل سلبي على إيماني ونظرتي للدين.

البداية: البحث عن الإيمان والطمأنينة

بدأت قصتي مع قناة لشخص كويتي على تطبيق تليجرام. لم يكن أسلوبه مقنعًا بالنسبة لي، إذ كان كلامه سطحيًا ويفتقر للعمق، ولم أشعر بأي تأثير حقيقي من متابعته. لكن سرعان ما تعرفت على شخص مصري، كان حديثه كله عن الله وحسن الظن به، ما جعلني أطمئن لكلامه في البداية وأشعر بالارتياح تجاهه.

التحول: برنامج عن الاستغفار يثير الشكوك

تابعت لهذا الشخص بثًا مباشرًا عن الاستغفار، وكنت بالفعل أحرص على الاستغفار كثيرًا في حياتي. لكنه طرح فكرة جديدة وغريبة بالنسبة لي، حيث قال إن الاستغفار بالطريقة التقليدية "استغفر الله وأتوب إليه" مجرد ترديد ببغائي، وأن الاستغفار الحقيقي هو أن تتخيل طاقة المغفرة تنزل من السماء وتغسل هالتك! في البداية لم أقتنع، لكن مع الوقت بدأت أشعر أن الاستغفار المعتاد لم يعد يمنحني نفس الراحة، بل بدأت أشك في صحته وفاعليته.

الانزلاق نحو الشك: برامج مشبوهة في رمضان

في رمضان من عام 2021، تابعت برنامجًا اسمه "روائع يوم القيامة" من نفس الشخص. كانت حلقاته مليئة بالطعن في الدين والسنة النبوية. من بين ما قاله أن النبي صلى الله عليه وسلم منع جمع الحديث، وأن من يؤمنون بالأحاديث النبوية كفار، بل وشكك في الإمام البخاري واتهمه بأنه كان فارسيًا حاقدًا على العرب! كما ادعى أن الحجاب هو حجاب القلب وليس الرأس أو الجسد، وأن العلماء والمطاوعة مجرد أتباع للموروثات التي يجب التخلص منها.

تأثير سلبي عميق: الشك في كل شيء

تأثرت كثيرًا بهذه الأفكار، لدرجة أنني بدأت أقرأ القرآن وكأنني أتعلمه لأول مرة، متجاهلة كل التفاسير والعلماء السابقين. دخلت مجموعات على واتساب تضم فتيات يفسرن القرآن بأنفسهن، وسمعت منهم أفكارًا غريبة مثل أن جبريل عليه السلام ليس ملكًا، بل مخلوق آخر! كما اكتشفت أن القصص التي يرويها هذا الشخص عن نفسه مسروقة من قصص أئمة آخرين.

مع الوقت، شعرت بإرهاق نفسي شديد، وقررت الانسحاب من هذه المجموعات، لكن الشكوك لم تغادرني بسهولة. كان تأثير هذه البرامج عميقًا جدًا، حيث كانت تضرب في صميم العقيدة، وتنكر عذاب القبر، وتشكك في الأحاديث النبوية، وتدعي أن المرأة لها نفس حق الرجل في الميراث دون اعتبار للأحكام الشرعية.

خطر البرامج المشبوهة: كيف تحمي نفسك؟

ما زلت أعاني حتى اليوم من آثار هذه الشكوك، خاصة فيما يتعلق بالاستغفار وبعض القضايا الدينية. أدركت أن خطورة هذه البرامج تكمن في أسلوبها الذكي في زرع الشكوك، واستخدامها لأحاديث ضعيفة أو مكذوبة، وتقديمها على أنها صحيحة. كما أن دفاعهم عن أنفسهم يكون دائمًا عبر اتهام الآخرين بالغيبة أو بالتكفير، في محاولة لإسكات أي نقد أو اعتراض.

الدروس المستفادة: العودة للأصول والثقة بالعلماء

تجربتي علمتني أهمية الرجوع إلى المصادر الموثوقة، وعدم الاستهانة بخطورة متابعة أشخاص غير مؤهلين يتحدثون في أمور الدين. العلماء لم يجتهدوا ويجمعوا العلوم الشرعية عبثًا، بل بذلوا أعمارهم في خدمة الدين وحماية العقيدة من الانحرافات.

إذا واجهت أي شكوك أو أفكار غريبة، لا تتردد في سؤال أهل العلم الموثوقين، ولا تترك نفسك فريسة للبرامج المشبوهة أو المجموعات غير الرسمية على الإنترنت. إيمانك أغلى ما تملك، فلا تسمح لأحد أن يعبث به.

خاتمة

في النهاية، الإنترنت سلاح ذو حدين. استفد منه في الخير، واحذر من الوقوع في فخ الأفكار المنحرفة التي قد تزلزل إيمانك. تمسك بالعلم الصحيح، وكن دائمًا على حذر من كل من يشكك في ثوابت الدين أو يسعى لهدمها تحت مسمى "التجديد" أو "التفكير الحر". حفظ الله إيماننا جميعًا وثبتنا على الحق.

https://www.youtube.com/watch?v=yApNfW571O8

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك