اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي مع التأمل والتجارب الروحية: دروس وعِبر

في عالم اليوم السريع والمليء بالضغوط، يبحث الكثيرون عن وسائل تساعدهم على الاسترخاء وتحقيق السلام الداخلي. من بين هذه الوسائل، برز التأمل كأداة فعالة ل

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالم اليوم السريع والمليء بالضغوط، يبحث الكثيرون عن وسائل تساعدهم على الاسترخاء وتحقيق السلام الداخلي. من بين هذه الوسائل، برز التأمل كأداة فعالة لتحقيق التوازن النفسي والروحي. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع التأمل، وما مررت به من أحداث وتغيرات، وكيف أثرت هذه التجربة على حياتي ومعتقداتي.

بداية الرحلة: اكتشاف التأمل

بدأت تجربتي مع التأمل بدافع الفضول والرغبة في إيجاد الهدوء وسط ضجيج الحياة اليومية. كنت أمارس التأمل بشكل منتظم، أحيانًا أغمض عيني في الظهيرة أو أثناء قيامي الليل، وأخصص أوقاتًا طويلة قد تصل إلى ثماني ساعات متواصلة من التأمل. لاحظت تأثيرًا واضحًا على حالتي النفسية؛ إذ كنت أشعر بهدوء وسكينة لعدة ساعات بعد كل جلسة.

البرمجة الإيجابية وتغير المشاعر

مع مرور الوقت، بدأت أدمج البرمجة الإيجابية مع التأمل. كنت أكتب يوميًا عبارات تحفيزية مثل: "أنا ناجحة"، "أنا قوية"، "أنا ذكية"، وغيرها من الجمل التي تعزز الثقة بالنفس. لاحظت أنني أصبحت أكثر وعيًا بمشاعر الآخرين، حتى أنني أحيانًا أشعر بآلام أو مشاعر من يجلس معي، وكأنني أعيش أحاسيسهم في جسدي. اعتقدت حينها أن هذه إحدى القدرات التي اكتسبتها في رحلتي الروحية.

تجارب غير متوقعة: الأصوات والتواصل مع "الأوصياء"

بعد فترة من ممارسة التأمل، بدأت أسمع أصواتًا حولي تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم. تزامن ذلك مع ظهور مقاطع فيديو على وسائل التواصل تتحدث عن "الأوصياء" والرغبة في التواصل معهم. رغم شعوري بالخوف، قررت تجربة التواصل بعد أن شاهدت فيديوهات تشرح طرق التحصين باستخدام الأحجار الكريمة أو التعويذات، لكنني كمسلمة فضلت التحصن بقراءة المعوذات.

في إحدى الجلسات، شعرت بخوف شديد بعد محاولة التواصل، خاصة عندما حدثت أشياء غريبة في الغرفة، مثل انفتاح أحد الأدراج دون سبب. استمررت في التأمل، وفوجئت بأن الأصوات التي سمعتها كانت تتحدث معي بالعربية، رغم أنني توقعت أن يكون التواصل بالإنجليزية. رحبت بي هذه الأصوات وأخبرتني بأمور شخصية، ونبهتني ألا أخبر أحدًا بما حدث، لأن الناس قد يظنون أنني مجنونة.

البحث عن تفسير: بين الشك والإيمان

بعد هذه التجربة الغريبة، شعرت بالحيرة والخوف. أخبرت عائلتي وصديقاتي بما حدث، لكن ردود أفعالهم تراوحت بين الاستغراب والنصح بالاستعاذة بالله. لم أقتنع بتفسيراتهم حتى تحدثت مع إحدى خالاتي التي تمارس العلاج بالطاقة، فأكدت لي أن هذه الأصوات قد تكون "أوصياء" يرافقونني منذ الطفولة، مما دفعني إلى إعادة محاولة التواصل معهم.

المواجهة الحاسمة: اكتشاف الحقيقة

في المحاولة الثانية، لم يكن هناك سوى صوت واحد، بدا صغيرًا وقريبًا مني، وعندما سألته عن هويته، أجابني: "أنا ربك". هنا أدركت أن ما يحدث ليس سوى خداع، فاستعذت بالله وقطعت التواصل فورًا. شعرت بخوف شديد وأدركت أنني دخلت عالمًا خطيرًا.

ذهبت إلى والدي ورويت له ما حدث، فنصحني بتكرار ذكر "تاج الذكر" مئة مرة. أثناء الذكر، شعرت وكأن هناك فقاعة حول رأسي بدأت تتلاشى تدريجيًا حتى شعرت براحة ووضوح لم أشعر بهما من قبل. استمرت معي هذه الراحة حتى اليوم، رغم أن بعض الآثار ما زالت باقية.

الدروس المستفادة: الحذر من التجارب الروحية غير المنضبطة

من خلال تجربتي، أدركت أن التأمل والبحث عن السلام الداخلي أمران مهمان، لكن يجب أن يكون ذلك ضمن إطار واضح وآمن، خاصة فيما يتعلق بالمعتقدات الدينية والروحية. التجارب غير المنضبطة قد تفتح أبوابًا لعوالم لا نعرف عنها الكثير، وقد يكون من الصعب إغلاقها لاحقًا.

اكتشفت أيضًا أن بعض الممارسات قد تجذب كيانات أو تأثيرات غير مرغوب فيها، وأن التخلص من آثارها قد يستغرق وقتًا طويلاً. لذلك، من الضروري التحصن بالأذكار والرجوع إلى الله عند مواجهة أي تجربة غير مألوفة.

خلاصة

رحلتي مع التأمل كانت مليئة بالتجارب والدروس. تعلمت أن السلام الداخلي الحقيقي لا يأتي فقط من الممارسات الروحية، بل من التوازن بين العقل والقلب، وبين البحث عن الذات والتمسك بالقيم الدينية الصحيحة. أنصح كل من يرغب في خوض مثل هذه التجارب أن يكون واعيًا وحذرًا، وألا يتردد في طلب المساعدة عند الحاجة.

التأمل أداة رائعة إذا استُخدم بشكل صحيح، لكنه قد يتحول إلى سلاح ذو حدين إذا تجاوزنا الحدود دون وعي أو معرفة. احرصوا على سلامتكم النفسية والروحية، واجعلوا من تجاربكم مصدر قوة ونمو، لا مصدر قلق أو خوف.

https://www.youtube.com/watch?v=29dFq7GtvEc

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك