رحلتي مع علوم الطاقة: بين الفضول والتحذير
في السنوات الأخيرة، انتشرت علوم الطاقة مثل الريكي والأكسس بارز بشكل كبير في مجتمعاتنا، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. كثير من الناس بدأوا يبحثون عن حلول بدي
في السنوات الأخيرة، انتشرت علوم الطاقة مثل الريكي والأكسس بارز بشكل كبير في مجتمعاتنا، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. كثير من الناس بدأوا يبحثون عن حلول بديلة للراحة النفسية وتحقيق الإنجازات الشخصية، ووجدوا في هذه العلوم ملاذًا جديدًا. لكن، هل كل ما يلمع ذهبًا؟ وهل هذه الممارسات آمنة فعلًا أم تحمل في طياتها مخاطر خفية؟
بداية الفضول: كيف دخلت عالم الطاقة؟
بدأت قصتي عندما لاحظت تغيرات كبيرة في حياة بعض المقربين لي بعد دخولهم عالم الطاقة. أصبحوا أكثر هدوءًا وسكينة، وبدت حياتهم وكأنها تحسنت بشكل ملحوظ. كأي إنسانة عادية، أثار هذا فضولي، وبدأت أبحث وأقرأ عن هذه العلوم، رغم أنني لم أكن أفهم تمامًا ما هو الريكي أو الأكسس بارز أو حتى معاني رموز الطاقة.
مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ أن بعض هؤلاء الأشخاص تعرضوا لأعراض صحية ونفسية غريبة، مثل انخفاض الضغط بشكل مفاجئ أو الشعور بالضيق والابتعاد عن الأهل والأصدقاء. إحدى قريباتي المقربات، والتي اعتبرها أختًا لي، مرضت فجأة وأصبحت حالتها غامضة جدًا، حتى أن الأطباء لم يجدوا تفسيرًا واضحًا لحالتها. هنا بدأت أطرح الأسئلة: هل لهذه العلوم علاقة بما يحدث؟
بين الدين والطاقة: صراع داخلي
كنت دائمًا أحافظ على صلاتي وقراءتي للقرآن، وأؤمن بأسماء الله الحسنى كوسيلة للشفاء والراحة النفسية. لكن، مع انتشار علوم الطاقة، لاحظت أن هناك من يخلط بين الممارسات الدينية والروحية وبين تقنيات الطاقة، مما يسبب تشويشًا في المفاهيم، خاصة لمن ليست لديهم خلفية علمية أو دينية قوية.
عندما مرضت قريبتي، بدأت أقرأ عليها القرآن بشكل منتظم، وشعرت أحيانًا أنها تتعب أكثر أثناء القراءة، مما زاد من حيرتي. لاحقًا، أحضرت لها شيخًا، وبعد رقيته خرجت من العناية المركزة وتحسنت بشكل ملحوظ. هذا الموقف جعلني أتساءل: هل كانت المشكلة روحية أم نفسية أم لها علاقة بممارسات الطاقة؟
تجارب شخصية: بين الشك واليقين
لم أكتفِ بما حدث لقريبتي، بل بدأت ألاحظ تغيرات غريبة في نفسي أيضًا. شعرت أحيانًا وكأن هناك من يتحكم في أفكاري أو يراقبني في المنزل، رغم أنني كنت ملتزمة بصلاتي وقراءتي للقرآن. حتى عائلتي لاحظت تغيراتي وقالوا لي: "أنتِ لستِ طبيعية، وكأنك تتحدثين مع نفسك أو تتصرفين بغرابة".
تواصلت مع بعض الأشخاص الذين يمارسون هذه العلوم، وسألتهم عن أضرار الريكي والأكسس بارز، لكن إجاباتهم كانت مبهمة وغير واضحة. بعضهم تهرّب من الإجابة، والبعض الآخر نصحني بالابتعاد عن هذه الممارسات وعدم تسليم نفسي لأي شخص مهما كان.
حقيقة الهدوء والسكينة: خدعة أم واقع؟
هناك نقطة مهمة يجب أن ينتبه لها الجميع، خاصة من ينجذبون لعلوم الطاقة بسبب الهدوء والسكينة الظاهرين على ممارسيها. بعض المعلمين والمدربين في هذا المجال يبدون أمام الناس وكأنهم يعيشون حياة مثالية، لكن الحقيقة التي عرفتها من خلال احتكاكي ببعضهم أن حياتهم ليست مستقرة كما يبدون. كثير منهم يعانون من مشاكل في الزواج أو العمل أو العلاقات الأسرية، رغم ما يظهرونه من توازن وسلام داخلي.
لماذا يلجأ الناس للطاقة؟
أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الناس للبحث عن هذه العلوم هو الأسلوب القاسي أو غير الجذاب الذي يُقدَّم به الدين أحيانًا. بعض المحاضرات الدينية تركز على التخويف والتحذير، مما ينفر الناس ويجعلهم يبحثون عن بدائل أكثر لينًا وراحة. هنا يجدون في علوم الطاقة أساليب أكثر نعومة وجاذبية، لكنها قد تحمل في طياتها مخاطر غير مرئية.
التحذير القانوني والديني
من المهم أن يعرف الجميع أن هناك أوامر رسمية بتجريم بعض ممارسات الطاقة مثل الريكي في بعض الدول، ويحق لأي شخص تضرر منها أن يرفع شكوى رسمية. كما أن علماء الدين حذروا مرارًا من الانجراف وراء هذه العلوم دون علم أو وعي، لأنها قد تفتح أبوابًا لمشاكل نفسية وروحية يصعب علاجها.
خلاصة التجربة: العودة إلى الجذور
بعد كل ما مررت به، أدركت أن الحل الحقيقي يكمن في العودة إلى الله والتمسك بالدين، مع البحث عن التوازن النفسي من مصادر موثوقة وآمنة. قد نضعف أحيانًا ونبحث عن حلول سريعة لمشاكلنا، لكن علينا أن نتحلى بالوعي ونحذر من تسليم أنفسنا لأي شخص أو علم غير موثوق.
رسالتي لكل من يقرأ هذه السطور: لا تنخدعوا بالمظاهر ولا تلهثوا وراء كل جديد دون بحث وتحقق. ديننا فيه الكفاية من السكينة والراحة النفسية، فقط نحتاج أن نعيد اكتشافه بأسلوب يناسب هذا العصر، ونبتعد عن كل ما قد يضرنا في ديننا ودنيانا.
بقلم: تجربة واقعية من قلب المجتمع
https://www.youtube.com/watch?v=p0gDirdjMfM