اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي مع علوم الطاقة: دروس وتجارب في البحث عن الذات والثقة بالله

في عالمنا اليوم، يواجه الكثير من الشباب والفتيات تحديات نفسية وروحية تدفعهم أحيانًا للبحث عن حلول خارج إطار الدين والعلم الصحيح. قد يجد البعض أنفسهم ف

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
4 دقائق

في عالمنا اليوم، يواجه الكثير من الشباب والفتيات تحديات نفسية وروحية تدفعهم أحيانًا للبحث عن حلول خارج إطار الدين والعلم الصحيح. قد يجد البعض أنفسهم في حالة من الضياع، رغم التزامهم بالصلاة وقراءة القرآن، ويشعرون بحاجة لمن يرشدهم للطريق الصحيح ويمنحهم طاقة إيجابية. من هنا تبدأ رحلة البحث، التي قد تقود البعض إلى أبواب علوم الطاقة والتنمية الذاتية، والتي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر الفكرية والعقدية.

البداية: البحث عن التغيير وتطوير الذات

كثيرًا ما يبدأ الأمر من رغبة صادقة في تحسين الذات وتطوير الشخصية، خاصة إذا كان الإنسان يفتقر للمهارات الاجتماعية أو يواجه صعوبة في التعامل مع الآخرين. قد يلجأ البعض إلى دورات في قراءة لغة الجسد أو تطوير الذكاء الاجتماعي، ويشعرون بتحسن مؤقت، إلا أن الفضول والرغبة في معرفة المزيد قد تدفعهم إلى التعمق في مجالات مثل التاروت وفتح العين الثالثة وغيرها من المفاهيم الغامضة.

هذه الدورات غالبًا ما تُقدَّم تحت شعارات براقة مثل "تطوير الذات" أو "رفع مستوى الوعي"، ويُزعم أنها تساعد الإنسان على فهم نفسه والآخرين بشكل أفضل. لكن مع مرور الوقت، يبدأ المتعلم في ملاحظة انحرافات فكرية وعقدية خطيرة، مثل التشكيك في ثوابت الدين أو التقليل من شأن العبادات الأساسية كالصلاة.

المداخل الخفية: كيف يُستغل الإنسان؟

يستغل أصحاب هذه المدارس النفس البشرية من عدة مداخل، منها:

  • باب الفضول: الرغبة في معرفة ما يفكر به الآخرون أو التنبؤ بالمستقبل.
  • الحاجة للحلول السريعة: تقديم وعود بحل جميع المشاكل النفسية والاجتماعية بطريقة سحرية وسهلة.
  • استغلال المصطلحات الدينية: ربط بعض المفاهيم بأسماء الله الحسنى أو آيات من القرآن، لكن بتفسيرات مشوهة ومبتورة.
  • إضعاف الثقة بالنفس والدين: الإيحاء بأن الصلاة والعبادات التقليدية ليست كافية، وأن هناك "مستوى أعلى" من الوعي لا يصل إليه إلا "المتنورون".

هذه الأساليب قد تؤدي بالبعض إلى التشكيك في الدين، أو حتى الإلحاد الخفي، كما حدث مع بعض الأكاديميات اللاتي يظهرن الالتزام الديني ظاهريًا بينما يحملن أفكارًا إلحادية في الداخل.

التجربة الشخصية: من الضياع إلى اليقين

من خلال تجربتي الشخصية، وجدت نفسي في دوامة من المفاهيم المتضاربة، أبحث عن حلول لمشاكلي النفسية والاجتماعية في أماكن خاطئة. دخلت عدة دورات وورش عمل، بعضها كان يدعو للتوجه نحو الشمس واعتبارها مصدرًا للطاقة، وبعضها الآخر يفسر آيات القرآن بشكل مجتزأ ومخالف للمعنى الصحيح. حتى وصلت إلى مرحلة بدأت أشكك فيها في أصول العقيدة، مثل البعث والحساب، وظهرت أمامي أفكار غريبة كتناسخ الأرواح وعدم وجود حياة بعد الموت.

لكن، بفضل الله، توقفت في الوقت المناسب. أدركت أن كل ما كنت أبحث عنه من طمأنينة وسعادة، لن أجده إلا في الثقة بالله، والاعتماد على الذكر والدعاء، واليقين بأن الله وحده هو القادر على حل مشكلاتي. تعلمت أن الإنسان إذا حصن نفسه بالأذكار والتوكل على الله، فلن يستطيع أي ساحر أو شيطان أن يؤذيه.

دروس مستفادة ونصائح عملية

  • العلم والمعرفة هما الحصن الحقيقي: لا يمكن مواجهة الشبهات والأفكار المنحرفة إلا بالعلم الشرعي الصحيح. احرصوا على تعلم الأدلة من القرآن والسنة، واطلبوا العلم من مصادره الموثوقة.
  • لا تبحثوا عن حلول سريعة خارج إطار الدين: كل من يدعوكم لطرق مختصرة أو حلول سحرية لمشاكلكم النفسية أو الاجتماعية، فهو يستغلكم ويضللكم.
  • احذروا من اللعب بالمصطلحات: كثير من المدارس الفكرية الحديثة تغير المصطلحات الدينية لتجعلها مقبولة وسهلة، ثم تبدأ في تغيير المفاهيم تدريجيًا حتى ينسلخ الإنسان من دينه دون أن يشعر.
  • الثقة بالله والنية الصافية: إذا التزم الإنسان بالذكر، والاستغفار، والصدقة، وصدق النية مع الله، فإن الله سييسر له كل أمر، وينجيه من كل ضيق.
  • لا تبنوا حياتكم على الأحلام أو الظنون: كثير من الناس يبالغون في تفسير الأحلام وربطها بالواقع، بينما قد تكون مجرد أضغاث أحلام أو وساوس من الشيطان.
  • الانشغال بالطاعات يحمي من الانشغال بالمعاصي: النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالباطل، فاحرصوا على ملء أوقاتكم بالخير والعمل الصالح.

ختامًا: مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وأهلنا

من واجبنا أن نحمي أنفسنا وأهلنا من هذه التيارات الفكرية المنحرفة، وأن نكون على وعي تام بما يدور حولنا. الحرب على الدين لم تعد بالسلاح والخيل، بل أصبحت حربًا فكرية ونفسية تستهدف العقول والقلوب. علينا أن نحصن أنفسنا وأبناءنا بالعلم، ونغرس فيهم الثقة بالله، ونحذرهم من الوقوع في فخاخ الدجالين ومدعي العلم.

وأخيرًا، تذكروا أن الطريق إلى السعادة والطمأنينة يبدأ من الداخل، من علاقة صادقة مع الله، ومن يقين راسخ بأن الله وحده هو القادر على إصلاح حالنا وتغيير واقعنا للأفضل.

اقرأوا، تعلموا، وكونوا على وعي... فالعلم نور، والجهل ظلام.

https://www.youtube.com/watch?v=v9549IBKPlY

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك