اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي مع علوم الطاقة والتنفس التحولي: تجربة واقعية وتحذير للباحثين عن الحقيقة

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المرتبطة بما يُسمى "علوم الطاقة" والتنفس التحولي و"فتح العين الثالثة" وغيرها من المصطلحات الت

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
7 دقائق

في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من المفاهيم والممارسات المرتبطة بما يُسمى "علوم الطاقة" والتنفس التحولي و"فتح العين الثالثة" وغيرها من المصطلحات التي تبدو غامضة وجذابة للكثيرين، خاصةً أولئك الذين يبحثون عن تطوير الذات أو الراحة النفسية أو حتى التميز الروحي. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه الممارسات، وكيف انتقلت من الإعجاب والانبهار بها إلى اكتشاف حقيقتها وأثرها السلبي على حياتي، مع نصائح هامة لكل من يسير في هذا الطريق.

البداية: شغف بالمعرفة وفضول نحو الغريب

منذ سنوات المراهقة، كنت شغوفة بالمعرفة وأحب الاطلاع على كل جديد، خاصةً ما يبدو غريبًا أو مختلفًا عن المألوف. في البداية، كنت من المتابعين للدكتور إبراهيم الفقي، ثم في عام 2018 تعرفت على أحمد عمارة، الذي يُعتبر من أشهر مروجي علوم الطاقة والتنمية الذاتية في العالم العربي. كنت أتابع فيديوهاته ولايفاته باستمرار، حتى أنني تمنيت أن أشتري كورساته، لكن ظروفًا مادية حالت دون ذلك. في تلك الفترة، كنت أبحث عن الاستقلال المادي والثقافي، وأحببت أن أتعلم كل ما هو جديد.

الانجذاب لعالم الطاقة والسبلمينال

تزامنًا مع اهتمامي بعلوم الطاقة، بدأت أتابع فيديوهات "السبلمينال" (Subliminal)، وهي تسجيلات صوتية يُقال إنها تُبرمج العقل الباطن لتحقيق الأهداف. كنت أستمع إليها كثيرًا، خاصة قبل النوم، وأشعر براحة مؤقتة. لم ألاحظ تغيرات كبيرة في حياتي، لكنني كنت أعيش حياة عادية، محاطة بالأصدقاء والعائلة، رغم أن بعض العلاقات العاطفية لم تكن تكتمل لأي سبب غير واضح.

الابتعاد عن العبادات وتراجع الذاكرة

مع مرور الوقت، لاحظت أنني بدأت أبتعد عن الصلاة وقراءة القرآن، رغم أنني كنت دائمًا أشعر بالقرب من الله وأحب الحديث معه منذ طفولتي. لكن شيئًا ما كان يُبعدني تدريجيًا عن العبادات. حتى ذاكرتي بدأت تضعف، ونسيت كثيرًا من الأحاديث النبوية والقصص الدينية التي كنت أحفظها. حتى أذكار الصباح والمساء التي كنت أرددها يوميًا، لم أعد أتذكرها إلا بمساعدة الهاتف.

الانبهار بالمعلمين الجدد وتجربة الإسقاط النجمي

كنت أتابع معلمين كُثر في هذا المجال، منهم أحمد عمارة وزوجته، وغيرهم ممن يروجون لمفاهيم مثل "توأم الشعلة" و"الإسقاط النجمي". دفعني الفضول لتجربة الإسقاط النجمي، وهي ممارسة يُقال إنها تُمكن الإنسان من الخروج بروحه من جسده. حاولت مرات عديدة دون جدوى، حتى وجدت فتاة على تيك توك تروج لفكرة أن بعض سور القرآن تساعد على الإسقاط النجمي، فبدأت أتابعها وأتابع غيرها ممن يخلطون بين الدين وهذه الممارسات.

اكتشاف خطورة المدرسة النورانية

تعرفت أيضًا على ما يُسمى بـ"المدرسة النورانية"، والتي تروج لقراءة القرآن بعدد معين من المرات لتحقيق أهداف دنيوية أو روحية. في البداية، اعتقدت أن الأمر جيد، لكن مع الوقت أدركت أن هذا الفهم بعيد عن روح الإسلام الصحيح، وأنه نوع من الخلط بين الحق والباطل، كما أن فيه تلبيسًا خطيرًا على العقيدة.

نقطة التحول: مواجهة الحقيقة

في أحد الأيام، صادفت قناة "قرار إزالة" على اليوتيوب، والتي كانت تنتقد أحمد عمارة ومروجي علوم الطاقة بشدة. في البداية، شعرت بالغضب ولم أتقبل النقد، لكن بعد فترة قصيرة شاهدت بثًا مباشرًا جمع بين عدة قنوات ناقدة لهذا المجال، وكان ذلك نقطة تحول في حياتي. بدأت أراجع كل ما تعلمته، وأدركت أن معظم ما كنت أتابعه وأؤمن به مجرد خرافات لا أساس لها من الصحة.

تجربة مرعبة مع التنفس التحولي

قبل اكتشافي للحقيقة بأسابيع قليلة، جربت تمرينًا يُسمى "التنفس الهيلوتروبيك" (Holotropic Breathwork)، بناءً على نصيحة أحد الفيديوهات. كان التمرين يتضمن تنفسًا سريعًا مع تخيل كرة من النور تتحرك في الجسد. أثناء التجربة، شعرت بتنميل في جسدي، ثم رأيت وجوهًا مرعبة تشبه وجوه الشياطين في أفلام الرعب. لم أخف كثيرًا، لكنني أدركت أن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث.

بعد تلك الليلة، بدأت أعاني من نوبات بكاء شديدة، وشعور بالانهيار النفسي عند أي مشكلة بسيطة. لم أكن أعاني من هذه الأعراض من قبل، وبدأت أشك أنني تعرضت لأذى روحي أو نفسي بسبب هذه الممارسات.

العودة إلى الله والبحث عن الشفاء

منذ ذلك الحين، قررت الابتعاد تمامًا عن علوم الطاقة وكل ما يتعلق بها. بدأت أتابع قنوات توعوية تشرح خطورة هذه الممارسات، وأدركت أن الشفاء الحقيقي يكمن في العودة إلى الله والتمسك بالصلاة والقرآن. لكنني ما زلت أواجه صعوبة في العودة للعبادات بنفس الحماس السابق، وأشعر أحيانًا بأن هناك شيئًا يمنعني من الاقتراب من القرآن أو الصلاة. أطلب منكم الدعاء لي ولكل من مر بتجربة مشابهة.

رسالة تحذيرية لكل باحث عن الحقيقة

أكتب هذه التجربة لأحذر كل من ينجذب إلى عالم الطاقة والتنمية الذاتية الزائفة، خاصةً من يخلطون بين الدين وهذه الممارسات. هناك الكثير من القنوات والحسابات على تيك توك ويوتيوب تروج لهذه الخرافات، وتدّعي أنها طريق للسعادة أو النجاح أو حتى التقرب إلى الله، بينما هي في الحقيقة تبتعد بالإنسان عن دينه وعقيدته وتعرضه لمشاكل نفسية وروحية خطيرة.

نصائح هامة:

  • تحقق من مصادر العلم: لا تأخذ دينك أو معلوماتك النفسية من أي شخص على الإنترنت، بل ارجع إلى العلماء الثقات المعروفين.
  • احذر الخلط بين الدين والخرافة: ليس كل من يتحدث عن القرآن أو يذكر آيات وأحاديث هو بالضرورة على حق. كثير من المروجين يخلطون الحق بالباطل.
  • لا تجرب أي تمرين غير طبي: تمارين التنفس غير الطبية أو التأملات المجهولة قد تؤدي إلى أضرار نفسية وروحية خطيرة.
  • الشفاء في العودة إلى الله: مهما ابتعدت، تذكر أن الله رحيم ويقبل التوبة، وأن الصلاة والقرآن هما طريق الطمأنينة الحقيقية.
  • شارك تجربتك: إذا مررت بتجربة مشابهة، لا تتردد في تحذير الآخرين، فقد تكون سببًا في إنقاذ شخص من الضياع.

في الختام، أتمنى أن تكون تجربتي عبرة لكل من يفكر في دخول هذا العالم المظلم. الطريق إلى السعادة والراحة النفسية ليس في الخرافات أو الممارسات الغامضة، بل في الإيمان الصادق والعمل الصالح والتمسك بتعاليم الدين الصحيح. أسأل الله لي ولكم الثبات والهداية والشفاء من كل ضلال، وأن يحفظنا جميعًا من شياطين الإنس والجن.

إذا كانت لديك أسئلة أو تحتاج إلى دعم، لا تتردد في التواصل مع المنتديات والقنوات الموثوقة، وابتعد عن كل من يروج للخرافات باسم الدين أو العلم.

https://www.youtube.com/watch?v=Vab1rFcSu8I

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك