رحلتي مع علوم الطاقة والتنجيم: من الانبهار إلى الهداية
في عالم اليوم، تنتشر الكثير من الممارسات الروحانية مثل التنجيم، قراءة التاروت، وتقنيات الطاقة بأنواعها. كثيرون يدخلون هذه المجالات بدافع الفضول أو بحث
في عالم اليوم، تنتشر الكثير من الممارسات الروحانية مثل التنجيم، قراءة التاروت، وتقنيات الطاقة بأنواعها. كثيرون يدخلون هذه المجالات بدافع الفضول أو بحثًا عن إجابات لمشاكلهم، دون أن يدركوا المخاطر الكامنة وراءها. في هذا المقال، أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه الممارسات، وكيف استطعت أخيرًا التحرر منها والعودة إلى الطريق الصحيح.
بداية الطريق: الشغف بالاسترولوجي والتاروت
كنت دائمًا شغوفة بعلوم الفلك والتاروت. كنت أتابع البثوث المباشرة وأقرأ عن الأبراج وأبحث عن إجابات لمشاكلي العاطفية والشخصية من خلال هذه العلوم. في البداية، كنت أظن أنني أبحث عن التوجيه، وأن هذه الممارسات ستمنحني السلام الداخلي وتساعدني في اتخاذ قراراتي.
كسر الأصنام: بداية الصحوة
مع الوقت، بدأت ألاحظ أنني كلما تعمقت أكثر في هذه المجالات، زادت حيرتي وقلقي. كنت أسمع من البعض أن هذه الأمور محرمة، لكنني لم أكن أستوعب ذلك بشكل كامل. في إحدى الليالي، قررت أن أتوقف عن متابعة التاروت والاسترولوجي فجأة، وأدركت أنني ضعيفة أمام هذه الإغراءات وطلبت من الله أن يعينني على تركها.
قصة التاروت والجن: ما وراء الكواليس
خلال متابعتي لإحدى السلاسل على اليوتيوب، اكتشفت أن الكثير من الممارسات الروحانية مثل التاروت تعتمد على تواصل مع الجن، حتى وإن لم يكن ذلك ظاهرًا للممارس. يُقال إن بعض "المعالجين الروحانيين" يحصلون على معلومات عن الناس من خلال قرين الشخص، وليس من علم خارق أو كرامة ربانية. هذا جعلني أعيد التفكير في كل ما كنت أؤمن به عن هذه العلوم، وأدركت أن هناك خداعًا كبيرًا يحدث باسم الروحانيات.
التأثيرات السلبية: خسائر نفسية ومادية
خلال سنوات ممارستي لعلوم الطاقة، خسرت الكثير من الوقت والمال، وواجهت مشاكل نفسية عديدة. كنت أظن أنني أقترب من الله من خلال هذه التقنيات، لكنني اكتشفت لاحقًا أن الطريق إلى الله أبسط بكثير من ذلك، ولا يحتاج إلى وسطاء أو طقوس معقدة. للأسف، كثير من الممارسين يروجون لفكرة "الحب غير المشروط" أو "الاتصال المباشر بالله" عبر التأملات، وهذه أفكار دخيلة على ديننا ولا أساس لها في الإسلام.
حقيقة علوم الطاقة: جذور دينية غريبة
عندما بحثت في أصل هذه التقنيات مثل الريكي، البرانا، الثيتا هيلينغ، وغيرها، وجدت أن جذورها تعود إلى ديانات غير إسلامية مثل البوذية، الهندوسية، واليهودية. فهل من المنطقي أن يمارس المسلم تقنيات مبنية على عقائد أخرى؟ أليس هذا نوع من النفاق أو التناقض مع عقيدتنا الإسلامية؟
الهداية رزق من الله
بعد رحلة طويلة من الضياع، أدركت أن الهداية رزق من الله، وأن العودة إلى الطريق الصحيح نعمة كبيرة. الحمد لله الذي أنار بصيرتي وأخرجني من هذه الدوامة. أدركت أن القرآن وحده كافٍ لمن أراد الطمأنينة، وأن الصلاة والدعاء هما الوسيلة الحقيقية للتقرب من الله.
نصيحتي لكل من يبحث عن السلام الداخلي
- حافظوا على دينكم وعقيدتكم: لا تدعوا الفضول أو الضغوط النفسية تدفعكم إلى طرق مشبوهة.
- ابحثوا عن الحقائق: قبل أن تمارسوا أي تقنية أو تلجأوا لأي معالج، ابحثوا عن أصلها وحكمها الشرعي.
- عودوا للقرآن والسنة: فيهما الكفاية والطمأنينة لكل من يبحث عن السلام.
- استشيروا أهل العلم: لا تترددوا في سؤال العلماء والدعاة الموثوقين عن أي أمر يثير حيرتكم.
الخلاصة
رحلتي مع علوم الطاقة والتنجيم كانت مليئة بالتجارب والمشاعر المختلطة. خسرت الكثير، لكنني تعلمت أكثر. اليوم، أشارككم قصتي ليس بهدف التحذير فقط، بل لأؤكد أن العودة إلى الله هي الطريق الوحيد للراحة والسكينة. لا تبحثوا عن السعادة في أماكن مشبوهة؛ فالله قريب، ويستجيب لمن دعاه بإخلاص.
أسأل الله أن يثبتنا جميعًا على الحق، وأن يرزقنا الهداية والبصيرة، ويجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا.
https://www.youtube.com/watch?v=_TLYJ0UOSg8