رحلتي مع علوم الطاقة والتنمية الذاتية: تجربة واقعية وتحذير مهم
مرحبًا بكم جميعًا، أود اليوم أن أشارككم قصة شخصية مليئة بالدروس والعبر، آملاً أن يستفيد منها كل من يقرأها. قصتي تدور حول رحلة البحث عن الذات والنجاح،
مرحبًا بكم جميعًا، أود اليوم أن أشارككم قصة شخصية مليئة بالدروس والعبر، آملاً أن يستفيد منها كل من يقرأها. قصتي تدور حول رحلة البحث عن الذات والنجاح، وكيف قادتني هذه الرحلة إلى عالم "علوم الطاقة" والدورات الوهمية، قبل أن أعود إلى الطريق الصحيح وأدرك قيمة ديني وهويتي.
بداية الحلم والبحث عن الذات
منذ الصغر، كان لدي طموحات كبيرة مثل أي فتاة: إكمال الدراسة، الحصول على وظيفة، وبناء مشروع خاص أعتمد فيه على نفسي. لم تكن الظروف دائمًا في صالحي؛ لم أكمل دراستي وتزوجت في سن صغيرة. بعد الزواج، قررت أن أبدأ مشروعًا صغيرًا، مستغلة مواهبي في الميك أب والطبخ، وبدأت بالفعل عبر منصات التواصل الاجتماعي.
للأسف، لم ينجح أي من مشاريعي كما تمنيت. شعرت بالإحباط والفشل، وبدأت أبحث عن حلول سريعة للنجاح، خاصة بعدما رأيت قصص نجاح لبعض الفتيات على الإنترنت. كنت أبحث عن سر النجاح، ووجدت نفسي أتابع مدربين ودورات في تطوير الذات وعلوم الطاقة.
الانجذاب إلى عالم الطاقة والتنمية الذاتية
بدأت أستمع إلى فيديوهات ودورات مجانية على اليوتيوب حول الطاقة، الكارما، طاقة الأنوثة، وغيرها من المفاهيم الغريبة. كنت أبحث عن إجابات، وأقنعت نفسي أن هذه الدورات ستغير حياتي للأفضل. اشتريت كتبًا، حضرت دورات، وطبقت تمارين التأمل والتنظيفات النفسية.
في البداية، شعرت أنني وجدت ضالتي، خاصة عندما وعدتني إحدى المدربات بأنني سأحقق الثراء والسعادة إذا التزمت بتعليماتها. لكن مع مرور الوقت، لاحظت أن حالتي النفسية تزداد سوءًا: زاد الاكتئاب، وتشتت ذهني، وابتعدت عن ديني. شعرت أنني أضيع أكثر فأكثر.
اكتشاف الحقيقة والعودة إلى الطريق الصحيح
بعد فترة من التعلق بهذه الدورات والمدربين، بدأت ألاحظ التناقضات في كلامهم وأفعالهم. كانوا يخلطون بين الحق والباطل، ويستخدمون مصطلحات براقة لجذب المتابعين، بينما المحتوى الحقيقي كان فارغًا أو حتى ضارًا.
دفعت مبالغ كبيرة على أمل التغيير، لكن لم أجد أي فائدة حقيقية. بل على العكس، شعرت أنني أبتعد عن نفسي وعن ديني، وبدأت تظهر علي آثار نفسية وعقائدية خطيرة. أدركت حينها أنني كنت ضحية لوهم كبير، وأن الحل الحقيقي ليس في هذه الدورات، بل في العودة إلى الله والتمسك بديني.
التوبة والتعافي
قررت أن أقطع علاقتي تمامًا بكل ما يتعلق بعلوم الطاقة والدورات المشبوهة. تخلصت من الكتب والموسيقى وكل ما يربطني بهذا العالم. بدأت أقرأ القرآن، وأستمع إلى المحاضرات الدينية، وأهتم بإصلاح عقيدتي. شعرت براحة نفسية كبيرة، وبدأت أستعيد ثقتي بنفسي ورضاي عن حياتي.
اليوم، رغم أن ظروفي المادية لم تتحسن كثيرًا، إلا أنني أشعر بسعادة ورضا داخلي لا يقدران بثمن. أدركت أن الدين هو رأس المال الحقيقي، وأن المال والصحة يمكن تعويضهما، أما العقيدة فلا تعوض أبدًا.
دروس وعبر لكل من يبحث عن النجاح
- احذروا الدورات الوهمية: ليس كل من يدعي المعرفة صادقًا. هناك الكثير من المدربين الذين يستغلون حاجات الناس ويبيعون الأوهام.
- لا تبحث عن السعادة في الخارج: السعادة الحقيقية تبدأ من الداخل، ومن علاقتك بالله ورضاك بقضائه.
- العقيدة أولًا: لا تسمح لأي شخص أو فكرة أن تزعزع إيمانك أو تبعدك عن دينك.
- التجربة ليست عيبًا: إذا وقعت في الخطأ، فالتوبة والعودة إلى الطريق الصحيح هي أعظم إنجاز.
- ساعدوا غيركم: شاركوا تجاربكم وأنصحوا من حولكم، فقد تكون قصتك سببًا في إنقاذ شخص آخر من الوقوع في نفس الفخ.
كلمة أخيرة
أكتب هذه القصة ليس بهدف الشكوى أو الندم، بل لأحذر كل من يفكر في دخول هذا العالم المظلم. لا تغتروا بالمظاهر أو الوعود البراقة، فالحياة ليست وصفات سحرية ولا أسرار خفية، بل هي جهد وصبر ورضا بالله.
أسأل الله لي ولكم الثبات والهداية، وأن يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا. تذكروا دائمًا: "اخسر كل شيء في حياتك إلا دينك، فهو رأس مالك الحقيقي".
إذا مررت بتجربة مشابهة، لا تخجل من الحديث عنها، فقد تكون سببًا في توعية وإنقاذ الكثيرين. لنكن يدًا واحدة في مواجهة هذه الظواهر، ولنحافظ على هويتنا وإيماننا.
والحمد لله على كل حال.
https://www.youtube.com/watch?v=DDA3S0n8qO8