اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك

رحلتي مع مجموعات الطاقة والتنمية الذاتية: تجربة شخصية ودروس مستفادة

في عالم اليوم، تنتشر مجموعات الطاقة والتنمية الذاتية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وتستقطب الكثير من الشباب والفتيات الباحثين عن التغيير وتطو

س
سحر اليوقا و الطاقة
مايو 12, 2025
5 دقائق

في عالم اليوم، تنتشر مجموعات الطاقة والتنمية الذاتية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع، وتستقطب الكثير من الشباب والفتيات الباحثين عن التغيير وتطوير الذات. أحببت أن أشارككم تجربتي الشخصية مع هذه المجموعات، وكيف أثرت على حياتي، والدروس التي تعلمتها منها، لعلها تكون مفيدة لمن يفكر في خوض تجربة مماثلة.

بداية القصة: الفضول والانضمام

قبل ثلاث سنوات، بدأت ألاحظ منشورات عن الطاقة والتنمية الذاتية تظهر لي على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في مجموعات الفتيات. في البداية لم أكن مهتمة كثيرًا، كنت أقرأ المنشورات أحيانًا وأتجاهلها في أغلب الأوقات. لم أشعر أنني بحاجة لهذا النوع من المحتوى، حتى مرت السنوات دون أن أشارك فعليًا.

لكن قبل حوالي شهرين، مررت بموقف صعب مع أحد أعز الناس إلى قلبي. شعرت حينها بالحزن والضيق، وقررت أن الوقت قد حان لأغير من نفسي وأقوي شخصيتي. حينها تذكرت نصيحة صديقتي التي كانت قد أرسلت لي رابط مجموعة طاقة منذ فترة طويلة، فقررت أخيرًا أن أجرب الدخول إليها.

الانخراط في المجموعات وتجربة الشاكرات

انضممت إلى قناة على التليغرام تديرها مدربة مختصة، وبدأت أتابع اللايفات وأستمع للشرح عن الشاكرات – وهي مراكز الطاقة في الجسم حسب معتقداتهم. لم أكن أعرف شيئًا عن الشاكرات من قبل، لكنني بدأت أبحث وأستمع وأحاول أن أفهم.

ما شدني للاستمرار هو أن المدربة كانت تربط بين هذه المفاهيم وبعض الآيات القرآنية، مما جعلني أشعر بالأمان وأعتقد أن الأمر لا يتعارض مع ديني. بدأت بتجربة تمارين شاكرة الجذر، ثم انتقلت إلى شاكرة العجز، وكل مرة كنت أواجه صعوبة في الاستمرار، وأشعر أن هناك شيئًا يمنعني من التقدم.

تأثير التجربة على حالتي النفسية

خلال فترة ممارسة تمارين الشاكرات، لاحظت تغيرًا كبيرًا في حالتي النفسية. أصبحت أكثر انعزالًا، وازدادت مشاعر الحزن والضيق لدي. كنت أشارك مشاعري مع المجموعة، وأحيانًا يخبرونني أن هذه المشاعر السلبية طبيعية، وأنها ستطفو على السطح قبل أن أتخلص منها.

رغم ذلك، لم أكن أشعر بتحسن حقيقي. كنت أبكي كثيرًا، وأشعر أن نفسيتي تتدهور. ومع ذلك، كنت محافظة على صلاتي وقراءة سورة البقرة يوميًا، وأستغفر الله باستمرار، وأحاول الموازنة بين هذه الممارسات وبين التزامي الديني.

البحث عن التغيير والوعي

مع الوقت، بدأت أبحث أكثر عن طرق لتطوير نفسي، فتابعت مدربات وكوتشات على اليوتيوب، وقرأت عن جلسات الطفولة الداخلية، وقانون الجذب، وغيرها من المفاهيم المنتشرة في هذا المجال. كنت متحمسة جدًا وأرغب في تجربة كل شيء بسرعة، على أمل أن أرى التغيير الذي يتحدث عنه الآخرون.

سمعت قصصًا لفتيات جذبن المال أو حصلن على أشياء مادية بفضل هذه الممارسات، لكنني كنت أشعر بالحيرة والريبة: كيف يمكن أن يحدث ذلك بهذه البساطة؟

اللحظة الفارقة: اكتشاف الحقيقة

في أحد الأيام، وبينما كنت أبحث عن فيديوهات جديدة، ظهر لي بالصدفة فيديو من قناة "قرار إزالة" على اليوتيوب، حيث كانت فتاة تروي تجربتها مع هذه المجموعات. شعرت بالصدمة عندما اكتشفت أن الكثير مما كنت أتابعه لا أساس له من الصحة، وأن هناك تحذيرات من الانخراط في مثل هذه الممارسات.

استمعت لعدة فيديوهات أخرى، وأدركت أنني كنت على وشك السير في طريق خاطئ. في تلك اللحظة، توضأت وصليت ركعتين وبكيت كثيرًا، شاكرة الله أنه أنقذني في الوقت المناسب.

العودة للطريق الصحيح ومساعدة الآخرين

قررت بعدها أن أقطع علاقتي بكل المجموعات والقنوات التي كنت أتابعها، وتخلصت من كل المذكرات والملاحظات التي كنت أكتب فيها عن هذه التجارب. عدت للتركيز على صلاتي وقراءة القرآن، وشعرت براحة وطمأنينة لم أشعر بها منذ فترة طويلة.

ولأنني رأيت الكثير من الفتيات يقعن في نفس الفخ، بدأت أحاول نصحهن وتحذيرهن من هذا الطريق، وأرسل لهن روابط القنوات التي توضح حقيقة هذه الممارسات. بعضهن استهزأن بنصيحتي، لكنني دعوت الله أن يهديهن.

دروس وعبر من التجربة

من خلال هذه التجربة، تعلمت عدة دروس مهمة:

  • الحذر من كل جديد: ليس كل ما ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي صحيحًا أو مفيدًا، خاصة فيما يتعلق بالطاقة والتنمية الذاتية.
  • الرجوع للدين: الالتزام بالعبادات وقراءة القرآن يمنح الإنسان طمأنينة وسكينة لا يمكن أن يجدها في أي مكان آخر.
  • البحث عن الحقيقة: من المهم دائمًا البحث والتحقق وعدم الانسياق وراء القصص والتجارب دون دليل.
  • مساعدة الآخرين: إذا مررت بتجربة صعبة وتعلمت منها، حاول أن تنصح غيرك وتساعدهم على تجنب نفس الأخطاء.
  • الوعي الذاتي: تطوير الذات الحقيقي يبدأ من الداخل، بالعمل على النفس والتقرب إلى الله، وليس باتباع طرق غير واضحة أو مشبوهة.

الخلاصة

رحلتي مع مجموعات الطاقة والتنمية الذاتية كانت مليئة بالتحديات والدروس. أحمد الله أن أنقذني منها في الوقت المناسب، وأدعو كل من يقرأ قصتي أن يكون واعيًا وحذرًا، وأن يختار طريقه بعناية، مستعينًا بالله وبالحقائق الواضحة. التطوير الحقيقي يبدأ من الداخل، وبالاعتماد على الإيمان والعمل الصالح.

https://www.youtube.com/watch?v=gJuSySU8Tdk

اسأل أبو فيصل

تحدث مع أبو فيصل واحصل على إجابات لأسئلتك